Ru En

خبير: المواجهة بين طهران والرياض قد تحمل طابع حرب بالوكالة

٠٢ نوفمبر ٢٠٢٢

اعتبر المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، أندريه كورتونوف، أنه لا يمكن استبعاد اشتباك عسكري مباشر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، لكن سيناريو الحرب بالوكالة بين البلدين يبدو أكثر احتمالا.


وذكرت رويترز في وقت سابق، نقلاً عن ممثل مجلس الأمن القومي، أن الولايات المتحدة قلقة بشأن التهديدات ضد المملكة العربية السعودية من جانب إيران، وأنها على استعداد للرد في حال لزم الأمر، وأنها على اتصال دائم من خلال القنوات العسكرية والاستخباراتية مع المملكة. وقد أدلى ممثل جهاز الأمن القومي بهذا البيان بعد نشر صحيفة The Wall Street Journal مقالاً يفيد بأن السعودية تبادلت مع الولايات المتحدة معلومات استخباراتية حول خطط إيران لمهاجمة أهداف في المملكة.


وقال أندريه كورتونوف، تعليقاً على ذلك لوكالة تاس اليوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022: "بالطبع، لا يمكن استبعاد صدام عسكري مباشر بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية. ولكن من المرجح أن نفترض أن هذه الحرب ستحمل طابع صراع بالوكالة. على سبيل المثال، على أراضي اليمن، نرى أن إيران تدعم الحوثيين بنشاط، والمملكة العربية السعودية في حالة حرب معهم. في بعض الأحيان يطلقون (الحوثيون) النار على أهداف على أراضي المملكة نفسها، وهذا هو شكل المواجهة بين إيران والسعودية".


وأضاف الخبير أن احتمال حدوث صدام عسكري مباشر ليس مرتفعاً جداً الآن: "لأن كلا الجانبين يدركان العواقب المدمرة"، مرجحاً أنه قد لا تزال هناك اتصالات بين إيران والسعودية لتهدئة التوترات.

 


المصالح الأمريكية


هذا واعتبر المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية أن العامل الذي يقيد إيران هو وجود الولايات المتحدة في المنطقة، وأكد أنه "من الواضح أن إيران أقوى من المملكة العربية السعودية في كثير من النواحي، ولكن من الواضح أيضاً أنها [إيران] لن ترغب فعلاً في الدخول في معركة مباشرة مع الولايات المتحدة".


أمّا في ما يتعلق بمعلومات وكالة "رويترز" حول قلق الولايات المتحدة، لفت الخبير الروسي الانتباه إلى أن واشنطن ترغب في الظرف الراهن برفع أسهمها لدى الرياض، وذلك بسبب الاحتكاك السلبي الذي يحدث من وقت لآخر بينهما على خلفية القرار السعودي بدعم خفض صادرات النفط داخل "أوبك بلس". وشدد الخبير على أنه "لدى الولايات المتحدة مصلحة في إظهار أن أمريكا لا غنى عنها كشريك استراتيجي ومدافع عن المملكة العربية السعودية".


وأشار المدير العام للمجلس إلى أن" مثل هذا التصعيد في التوتر [بين الرياض وطهران] يلبي بالتأكيد المصالح الأمريكية"، لأنه يربط السعودية بقوة أكبر بالولايات المتحدة. واستطرد قائلاً: "لا أعرف ما إذا كانت هذه مجرد تكهنات أو ما إذا كانت تستند إلى معلومات استخباراتية ما، حول أنشطة إيران، لكن حقيقة أن الولايات المتحدة تحاول إثبات أنه لا غنى للمملكة العربية السعودية عنها، ما يعني أنه ينبغي للرياض تقديم تنازلات، بما في ذلك بالملف النفطي، هذا أمر واضح".

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Russian Council
المصدر: تاس