Ru En

خبير: تدخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا يمكن أن يسبب كارثة إنسانية في القارة

١١ أغسطس ٢٠٢٣

صرّح مرشح العلوم التاريخية، باحث مبتدئ في معهد التاريخ العام التابع لأكاديمية العلوم الروسية، محاضر أول في قسم النظرية وتاريخ العلاقات الدولية في جامعة "الصدقة بين الشعوب" - ألكسندر شيبيلوف، خلال مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء، أن قد يطول أمد التدخل العسكري لبلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في النيجر، وسيؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق في افريقيا، إذا تم اتخاذ قرار ببدئه، وذلك اليوم الجمعة 11 أغسطس/آب 2023.

 

وقال ألكسندر شيبيلوف خلال حديثة إن: "هناك خطر كبير إلى حد ما من وقوع كارثة إنسانية إذا حدثت مثل هذه العملية بالفعل، لأنه يمكن أن تطول. وستصبح جولة جديدة من زعزعة الاستقرار والفوضى في المنطقة، حيث لا ينبغي توقع انتصار سريع في حالة غزو قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. خصمهم جاد بما فيه الكفاية، مستعد جيداً للقتال في هذه الظروف. وبناء على ذلك، هناك دعم للنيجر من الدول المجاورة في المنطقة".

 

وفقاً للخبير، فإن سيناريو التصعيد هذا سيؤدي إلى أزمة إقليمية خطيرة، والتي "ستحمل أعلى المخاطر المباشرة المحتملة على السكان المدنيين". وقال شيبيلوف إن: "هذا الصراع سيكون خطر للجوع، وخطر لإنتشار الأمراض على نطاق أوسع، والذي سيصيب في المقام الأول الطبقات الاجتماعية الأكثر ضعفاً، والأكثر فقراً"، مششداّ على أن هذه العوامل السلبية ستؤدي إلى زيادة معدل الوفيات في المنطقة وزيادة كبيرة في عدد المهاجرين من الدول الافريقية.

 

 

خطر الصراع

 

وفقاً لألكسندر شيبيلوف، فإن دول المنطقة والدول المجاورة ستسعى جاهدة لتجنب هذه الأزمة. وهو يعتقد أن تهديد غزو الجماعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لا يزال يستخدم من قبل الدول المهتمة للتفاوض السياسي مع النيجر. وقال الخبير: "أعتقد أن هذه لا تزال زيادة في الأسعار كجزء من المساومة المستمرة، كجزء من الضغط المستمر".

 

كما لفت الانتباه إلى حقيقة أن موقف السلطات الجديدة في النيجر لا يزال "ضعيفاً للغاية على خلفية المشاكل التي تنشأ نتيجة للحصار الاقتصادي". وأوضح، هذا بلد لا يستطيع الوصول إلى البحر، في العديد من الإمدادات الحيوية يعتمد على التجارة مع نفس نيجيريا والدول المجاورة الأخرى، لذلك تبين أن الضغط مؤثر للغاية".

 

في هذا السياق، اعترف الخبير بأن ضمانات الحفاظ على نفوذ فرنسا والولايات المتحدة في النيجر أصبحت واحدة من الشروط المقدمة للمشاركين في الانقلاب خلال المزاد، منوّهاً بأن "التنازلات السياسية الداخلية لأولئك الذين استولوا على السلطة في النيجر هي التي ستكون أكثر حساسية، وهم ليسوا مستعدين لتقديمها الآن. حتى الآن، كل شيء يتطور وفقاً لسيناريو التصعيد".

 

في الوقت نفسه، يرى شيبيلوف أن النزاع المسلح "لن يكون حلا لمشكلة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والنيجر، وكذلك "الوسطاء الغربيين، الذين يحاولون الحصول على تنازلات سياسية وتسويات من القيادة الجديدة في نيامي في الأيام الأخيرة".

 

 

 

دور فرنسا والولايات المتحدة

 

بحسب ألكسندر شيبيلوف، فإنه هناك دور للجهات الفاعلة الخارجية في هذه الأزمة"، مشيراً أيضاً إلى أنه لا يزال هناك وجود عسكري واقتصادي جزئي لفرنسا والولايات المتحدة في النيجر، على الرغم من أن مواردهما في المنطقة "محدودة للغاية.

 

بالإضافة الى ذلك، يعتقد الخبير أن "القوات الغربية لن ترغب في التدخل بجدية في هذا الوضع"، مضيفاً إلى أن "فرنسا، على سبيل المثال، لا تبذل أي جهود لتحقيق ذلك الآن، على الرغم من أنه كان لباريس وجود على الأرض. أما بالنسبة للجيش الأمريكي، الذي كان يتواجد في البلاد، فإن مسألة إجلائهم يتم حلها الآن".

 

هذا وأختتم محاضر أول في قسم النظرية وتاريخ العلاقات الدولية في جامعة "الصدقة بين الشعوب" قوله إنه "إلى حد كبير، الوضع المتأزم في النيجر ناتج عن مشاكل داخل الدول وعمليات داخل المنطقة، وليس بسبب الأجندة العالمية للقوى العظمى التي قد يكون لها بعض المصالح هناك. وبالتالي، لن أبالغ في أهمية العامل الخارجي".

 

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Kyle Glenn/Unsplash

المصدر: تاس