أعلن قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، الانسحاب من اتفاقية "الصخيرات" السياسية الهادفة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرا إلى أنه سيأخذ على نفسه إدارة البلاد.
وقال حفتر في بيانه: "إن القيادة العامة للقوات المسلحة تتسلم قيادة البلاد وتعلن إنهاء اتفاق الصخيرات. على الرغم من العبء الثقيل لهذه المسؤولية، نحن نقبل إرادة الشعب والتفويض الممنوح منهم".
إن الجيش الوطني الليبي - كما أشار حفتر - سيعمل على تهيئة الظروف لتشكيل مؤسسات مدنية دائمة للدولة "وفق إرادة الشعب".
مشيرا إلى أن الناس يجب أن يكونوا سادة مصيرهم، وأن يختاروا مستقبلهم من خلال الديمقراطية، مبينا أن "هدفنا منذ اليوم الأول كان حماية إرادة الليبيين وأن اتفاق الصخيرات دمر البلاد ووضعها في موقف خطير وأصبح الآن جزءا من ماض مظلم".
يُذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية الصخيرات في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015 في مدينة الصخيرات المغربية، وهي تستند إلى خطة سلام للأمم المتحدة وتنص على إنشاء حكومة في ليبيا، ولا سيما حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي (يؤدي مهام رئيس الدولة). ويرأس هذه الهياكل رئيس الوزراء فايز السراج ويكون مقرها في العاصمة طرابلس.
وقد أشار مجلس النواب (البرلمان الدائم المنتخب) مرارا وتكرارا إلى أنه على الرغم من الاعتراف الدولي، فإن المجلس الوطني الانتقالي فقد شرعيته لأنه لم يحصل على موافقة البرلمان، كما هو مطلوب في اتفاقية الصخيرات .
كوساتشيف: لا بديل عن اتفاقية الصخيرات
وفي غضون ذلك، علقت روسيا الاتحادية على بيان خليفة حفتر. وقال رئيس اللجنة الدولية في مجلس روسيا الاتحادية كونستانتين كوساتشيف في هذا الخصوص "إن هذا الوضع مثير للقلق حيث لا يوجد بديل لاتفاقية الصخيرات".
وقال كوساتشيف في مقابلة مع وكالة أنباء "إنترفاكس": "إن التغلب على هذه الأزمة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التنازلات المتبادلة والتسويات التي تؤدي إلى استعادة الوحدة الوطنية".
وأضاف البرلماني الروسي: "هذا بالضبط ما ورد في اتفاقية 2015، وأنا شخصيا لا أرى بديلا عنها".
سلوتسكي: تصريح حفتر يشبه المحاولة الإعلامية
من جهته اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس "الدوما" الروسي ليونيد سلوتسكي، ان تصريح الجيش الوطني الليبي بأن صلاحيات الحكومة ستنقل إلى الجيش بأنه "هجوم إعلامي تقليدي لطبرق".
ونقلت الوكالة عن عضو البرلمان قوله: "من وجهة نظري، فإن تصريح حفتر يشبه محاولة في الفضاء الإعلامي وذلك للإعلان أن القوة الصحيحة الوحيدة هي، هذا هو الجيش".
وبحسب سلوتسكي، فإن الغرض من مثل هذه التصريحات هو "دحض أي شرعية لأي حزب معارض، ولا سيما حكومة السراج، في المجال السياسي، وخاصة في مجال الإعلام".
وقال: "هذا البيان لا يفتح لأي مرحلة جديدة أو جولة جديدة في هذا الوضع من النزيف الصعب الذي يستمر للأسف في البلاد".
يذكر أنه بعد الإطاحة واغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011، تسود سلطة مزدوجة في ليبيا. ويجلس البرلمان الذي ينتخبه الشعب في الشرق، وفي الغرب، في العاصمة طرابلس، حكومة الوفاق الوطني، التي تشكلت بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي برئاسة فايز السراج.
وتعمل سلطات الجزء الشرقي من البلاد بشكل مستقل عن طرابلس وتتعاون مع الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير، الذي لم يتوقف عن محاولة السيطرة على العاصمة طرابلس منذ نيسان/ أبريل 2019.