أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي من أجل التسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف، أن روسيا ستبحث خلال الاجتماع الخاص حول سوريا في عاصمة جمهورية كازاخستان مدينة نور سلطان، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن، الاجتماع السادس للجنة الدستورية السورية.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي اليوم الأربعاء 7 يوليو/ تموز 2021: "سنتحدث باهتمام عن استمرار عمل اللجنة الدستورية في جنيف. كما تعلمون، وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بيدرسن، إلى هنا. وسنواصل بحث هذا الموضوع معه وضرورة انعقاد الدورة السادسة للجنة الدستورية".
وأضاف ألكسندر لافرينييف أن هناك تتوفر كافة المتطلبات الأساسية للمنظمة وقد تم خلق كافة الظروف، موضحاً أن الوفود التي وصلت إلى نور سلطان تدرس العديد من قضايا الساعة مع مراعاة الانتخابات الرئاسية في سوريا.
وأشار إلى أنه "بالطبع، نحن قلقون للغاية بشأن الوضع على الأرض، في المقام الأول في منطقة خفض التصعيد في إدلب. سنناقش بالتأكيد موضوعاً مهماً مثل إقامة حوار بنّاء بين القوى الديمقراطية السورية ودمشق".
وأضاف لافرينييف: "بالطبع، مسألة الوضع غير المواتي الذي لا يزال يتطور في منطقة التنف يستحق الاهتمام، فلا يزال هناك عدد كبير نسبيا من المسلحين الذين يزعزعون استقرار الوضع في جنوب وجنوب شرق وجنوب غرب سوريا".
يُشار إلى أن الاجتماع الدولي حول سوريا ينعقد يومي 7 و8 تموز (يوليو) الجاري بمشاركة وفود من الدول الضامنة (إيران وروسيا وتركيا) والحكومة السورية والمعارضة السورية المسلحة. وسيحضر ممثلو الأمم المتحدة والأردن ولبنان والعراق بصفة مراقب.
كما سيناقش المفاوضون الوضع في سوريا، والمساعدات الإنسانية الدولية إلى هذا البلد، وآفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف - سويسرا، وتدابير بناء الثقة بما في ذلك تبادل الأسرى وإطلاق سراح المعتقلين والبحث عن المفقودين.
تقديم المساعدات عبر الحدود
وفي سياق متصل بالشأن السوري، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي من أجل التسوية السورية إن"روسيا تصر على عدم إطالة أمد عمل آلية المساعدة عبر الحدود في سوريا، "فهذه الآلية تجاوزت فائدتها"، لافتاً بالقول: "نحن، بالطبع، نصر على إغلاق هذه الآلية. لا نريد إطالة أمد نشاط الآلية العابرة للحدود".
وبحسب ألكسندر لافرنتييف، فإن هذه القضية حادة للغاية، ويرجع ذلك أساسا إلى موقف المجتمع الغربي الذي يدعو إلى استمرار عمل هذه الآلية.
وأشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أن هذا الإجراء المؤقت تم اعتماده في عام 2014، عندما لم تكن الحكومة السورية تسيطر على المعابر الحدودية ومعظم الحدود مع دول الجوار.
وأضاف في هذا الجانب: "في الوقت الحاضر، كما يبدو لنا، هذه مفارقة تاريخية، فقد تجاوزت الآلية فائدتها، ومن الضروري، بالطبع، احترام القانون الإنساني الدولي وإقرار الأداء الطبيعي للآلية من خلال السلطات الشرعية، من خلال دمشق".
وأوضح: "هناك كافة الشروط لذلك. ومن خلال خطوط الاتصال يتم إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعّال للغاية، وبشكل أساسي إلى مناطق شمال شرق سوريا"، وهو ما أثبتته "الممارسة التي جرت خلال الأشهر الستة إلى الثمانية الماضية".
أما عن محافظة إدلب، تابع ألكسندر لافرنتييف قائلاً إن هذه المسألة تعتبر مُسيّسة تماماً، حيث لا يزال معبر "باب الهوى" قيد التشغيل... "لكن القافلة التي تشكلت بإشراف دمشق، متوقفة منذ عام. والمسلحون لا يسمحون بتوصيل هذه القافلة إلى السكان المدنيين الذين يعيشون في هذه المنطقة من سوريا".
آلية المساعدة
يذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى في يوليو/ تموز 2020 قراراً بتمديد آلية المساعدة عبر الحدود إلى سوريا، المعمول بها منذ 2014.
وفي البداية، تمت عمليات التسليم من خلال 4 نقاط عبور: "باب السلام" و"باب الهوى" (على الحدود مع تركيا) واليعربية (على الحدود مع العراق) والرمثا (على الحدود مع الأردن). وقد ضغطت موسكو ودمشق من أجل التخلص التدريجي من هذه الآلية، ومع عودة المزيد والمزيد من المناطق السورية إلى سيطرة الحكومة السورية، أصبح بالإمكان إيصال المساعدات من داخل البلاد بالتنسيق مع السلطات الرسمية السورية، وذلك على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.
وفي يناير/ كانون الثاني 2020، عند تمديد هذه الآلية، أبقى مجلس الأمن في إطار القرار على نقطتي تفتيش فقط على الحدود مع تركيا.
وفي يوليو من العام نفسه، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الـ فيتو) ضد اقتراح بتمديد المساعدة عبر نقطتي التفتيش، وبعد ذلك تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا بتمديد العمليات لمدة عام فقط عبر "باب الهوى".
هذا وسيتم تقرير مصير آلية المساعدة عبر الحدود في المستقبل القريب. وتنتهي صلاحية عمل معبر "باب الهوى" في 10 يوليو/ تموز الجاري 2021.
وبما أن ذلك التاريخ يوافق يوم السبت، وهو التوقيت الذي لا ينعقد فيه مجلس الأمن الدولي، فإن التصويت على مشروع القرار النهائي أو على عدة مسودات، سوف يتم التصويت في موعد أقصاه 9 يوليو الجاري.
الموقف الغربي
إلى ذلك أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي من أجل التسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف أن روسيا تتوقع أن يقوم الغرب بتعديل موقفه بشأن سوريا لصالح تقديم مساعدات إنسانية واجتماعية واقتصادية أكبر لهذا البلد.
وقال: "نأمل أن يتخذ ما يسمى بالغرب الجماعي قرارا بتعديل موقفه بشأن سوريا لصالح مكوّن إنساني أكبر، توجه اجتماعي واقتصادي".
وأشار ألكسندر لافرينتيف إلى أن الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، وفي ختام القمة في جنيف، وجّها الخبراء لإجراء مشاورات حول قضايا الساعة، بما في ذلك سوريا. وشدّد على أن "القمة السابقة للرئيسين في المدينة السويسرية كانت بنّاءة ومشجعة للغاية".
الجدير بالذكر أن محادثات بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، فلاديمير بوتين وجو بايدن، جرت في جنيف في 16 يونيو/ حزيران الماضي، وكان هذا أول لقاء وجهاً لوجه بينهما كرئيسين، كما أن هذا اللقاء هو أول قمة روسية - أمريكية منذ عام 2018.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس