Ru En

روسيا وإيران تؤكدان أهمية الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة

١٦ يونيو ٢٠٢٠

 

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا وإيران تؤكدان أهمية الحفاظ على "خطة العمل الشاملة المشتركة" الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، وذلك على الرغم من الموقف المدّمر للولايات المتحدة في هذا الخصوص.

وأشار الوزير لافروف خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى أنه "ناقشنا بالتفصيل الوضع المحيط بخطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية البرنامج النووي الإيراني". لافتين إلى أهمية الحفاظ على هذا الاتفاق، بغض النظر عن المسار المُدمر العلني للولايات المتحدة، لأن الاتفاقية عامل مهم في الحفاظ على الأمن الدولي".


 

ظريف: الوكالة الذرية أظهرت أن إيران تفي بالتزاماتها بنسبة 100%


 

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، إن طهران لن تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحول إلى أداة لتدمير خطة العمل الشاملة المشتركة.

وأضاف: "تعمل جمهورية إيران الإسلامية باستمرار وبشفافية كبيرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبعد صدور 15 تقريرا، أظهرت الوكالة أن إيران تفي بالتزاماتها بنسبة 100% في سياق خطة العمل الشاملة المشتركة. ونحن نواصل التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في كافة المستويات التي تتمتع فيها بالسلطة، ولكننا لن نسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تصبح أداة لإساءة المعاملة من قبل أولئك الذين يريدون تدمير خطة العمل الشاملة المشتركة والذين يعارضون، من حيث المبدأ، المنظمات الدولية".

وفي حديثه إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إيران إلى إتاحة الوصول الفوري إلى منشأتين لم تسمح إيران بدخولهما لمفتشي الوكالة منذ أكثر من أربعة أشهر.

كما أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقه من أن إيران لم تدخل منذ عام تقريبا في مناقشة موضوعية لتوضيح القضايا المتعلقة بالمواد النووية والأنشطة النووية غير المعلنة.

وفي الوقت نفسه، قال غروسي إن إيران على نفس المستوى، تواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرصد تنفيذ الاتفاق النووي، على الرغم من بيان طهران في كانون الثاني/ يناير بشأن إنهاء جميع الالتزامات بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.


 

لافروف: واشنطن تعرقل وفاء المشاركين بالاتفاق النووي تجاه إيران


 

من ناحية أخرى، علق سيرغي لافروف، في المؤتمر صحفي عقب المحادثات مع ظريف، على خطط الولايات المتحدة لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.

وقال: "حقيقة أن الولايات المتحدة تحاول عرقلة وفاء جميع المشاركين الآخرين بخطة العمل الشاملة المشتركة لالتزاماتهم تجاه جمهورية إيران الإسلامية، وفي الوقت نفسه يريدون معاقبة جمهورية إيران الإسلامية من خلال الترويج لمبادرات غير مشروعة وغير قانونية على الإطلاق، بما في ذلك حظر الأسلحة"، وأضاف لافروف "ليس أمامه آفاق من وجهة نظر القانون الدولي ونستغل كل الفرص التي يوفرها هذا القانون الدولي لتحقيق العدالة".

وأوضح الوزير الروسي: "يمكنني أن أؤكد لكم أننا سنفعل كل شيء حتى لا يتمكن أحد من تدمير الاتفاقات المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة. إذا كانت هذه الخطة لا تتناسب مع منطق الإدارة الأمريكية الحالية، إذا أنها اعتبرت هذه الخطة كصفقة سيئة، فإن هذه رؤية واشنطن. لكن واشنطن لا تملك أي حق في معاقبة إيران من خلال التحكم بسلطة مجلس الأمن الدولي والتلاعب بشكل أساسي بمجلس الأمن وإلى حد ما الأمانة العامة للأمم المتحدة".


 

الخارجية الروسية لم تتلق رد الأمم المتحدة على رسالة لافروف


 

وقال لافروف أيضا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لم يبعث رده على الرسالة بشأن الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة ومحاولات الولايات المتحدة تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.

وقال لافروف: "بخصوص رسالتي الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والرسالة نفسها التي أرسلت إلى رئيس مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) لتوزيعها على جميع أعضاء هذه الهيئة، لم تتلقى أي ردود".

وأضاف: "أنتقل من حقيقة أن الرسالة تحتوي على حجج خطيرة للغاية، ويتم ذلك في خمس صفحات، في رأيي. آمل أن الرسالة قيد الدراسة وجميع تلك الحجج والحجج القانونية التي لا يمكن دحضها والتي ذكرناها في هذه الوثيقة سيتم تحليلها بعناية ودعمها".

كما تطرق الوزيران الروسي والإيراني خلال المباحثات إلى الوضع في سوريا، مؤكدين على الترتيبات غير البديلة التي تم التوصل إليها في إطار صيغة "أستانا".


 

التسوية السورية على طاولة مباحثات لافروف وظريف


 

وقال لافروف: "تبادلنا وجهات النظر بشأن التسوية السورية وأكدنا عدم وجود بديل للاتفاقات التي تم التوصل إليها في صيغة أستانا، وفي هذا الخصوص، عنصرها الخاص بمكافحة الإرهاب، مع الاحترام غير المشروط لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها".

وأضاف أن الطرفين ناقشا مهام استقرار الوضع على الأرض، ومهام إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الصراع، ومهام تسهيل عودة اللاجئين السوريين والنازحين داخليا وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين.

من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني إن محاولات الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الوضع في سوريا يجب ألا تنجح بل يجب منعها.

وأضاف ظريف: "نحن قلقون بشأن تطور الوضع في سوريا من حيث الاقتصاد والسياسة. محاولات الولايات المتحدة لمواصلة الضغط الاقتصادي على سوريا ستؤثر بالتأكيد على الشعب السوري. نحن بحاجة للتأكد من أن جميع محاولات الولايات المتحدة لزعزعة استقرار منطقتنا وخاصة سوريا لن تنجح".


 

روسيا وتركيا وإيران تتفق على عقد قمة عبر الإنترنت بصيغة أستانا


 

وقال ظريف إن روسيا وتركيا وإيران تتفق على عقد قمة عبر الإنترنت لـ "أستانا الثلاثية" حول سوريا، وبمجرد أن تسمح الظروف، سيعقد اجتماع شخصي لرؤساء الدول الثلاث.

قمة "أستانا"، ستعقد أولا في الفضاء الافتراضي، ثم بالحضور الشخصي الكامل.

وقال ظريف، لقد تلقيت اليوم موافقة السيد (وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي) لافروف على عقد اجتماع افتراضي في "صيغة أستانا" ، كما تلقيت أمس موافقة وزير الخارجية التركي لذا سيعقد قادة الدول الثلاث القمة بشكل افتراضي".

وأشار إلى أنه بمجرد أن تسمح الظروف، سيعقد رؤساء الدول الثلاث اجتماعا شخصيا.

وقد يعقد المؤتمر المرئي لقادة أستانا الثلاثة، بحسب لافروف، قبل اجتماع اللجنة الدستورية السورية المقرر في آب/ أغسطس القادم.

وقال لافروف: "أعتقد أنه يمكن النقاش حول إمكانية عقد مؤتمر عبر الفيديو بين الزعماء الثلاثة قبل أن يجتمع السيد (غير) بيدرسن، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، باللجنة الدستورية السورية".

ويستمر في سوريا نزاع مسلح منذ العام 2011. وتستمر المفاوضات في العاصمة نور سلطان المعروفة باسم "صيغة أستانا" (عاصمة كازاخستان سابقا) منذ العام 2017، وفي كانون الثاني/ يناير 2018، عُقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية، وهي أول محاولة لجمع أكبر مجموعة ممكنة من قائمة المشاركين في المفاوضات على منصة واحدة للتفاوض. وكانت النتيجة الرئيسية للمؤتمر إقرار إنشاء لجنة دستورية تعمل في جنيف ومهمتها الرئيسية هي إعداد الإصلاح الدستوري للبلاد.

وعُقدت الجولة التالية من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، لكن اجتماعات المجموعة المصغرة (التي تستعد للمبادرات الرئيسية) لم تُعقد بسبب الخلافات بين الوفود.

في مايو / أيار، قال الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، غينادي غاتيلوف، إن محاولة عقد اللجنة الدستورية السورية في جنيف ستتم حالما يسمح الوضع مع انتشار وباء فيروس كورونا.


 

التسوية الليبية في خضم نقاشات الوزيرين الروسي والإيراني


 

وكان هناك موضوع آخر للمباحثات بين لافروف وظريف وهو التسوية في ليبيا.

وقال سيرغي لافروف إنه من الضروري تشجيع أطراف النزاع في ليبيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة.

وقال لافروف: "من الضروري التواصل مع جميع أطراف الصراع ومن الضروري تشجيع جميع أطراف الصراع على الاجتماع والجلوس على طاولة المفاوضات دون أي شروط مسبقة والبدء في الاتفاق."

وأكد الوزير أن موسكو اتبعت هذا الخط منذ البداية في كل من الأزمة السورية وفيما يتعلق بإجراءات دعم التسوية الليبية.

وبعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي واغتياله عام 2011، توقفت ليبيا عمليا عن العمل كدولة موحدة. وتسود حاليا سلطة مزدوجة في البلاد. حيث يتموضع البرلمان الذي ينتخبه الشعب في الشرق ، وفي الغرب، في العاصمة طرابلس تحكم "حكومة الوفاق الوطني" برئاسة فايز السراج، التي تشكلت بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كما تعمل سلطات الجزء الشرقي من البلاد بشكل مستقل عن طرابلس وتتعاون مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي لم يتوقف عن محاولة السيطرة على طرابلس منذ نيسان/ أبريل 2019.


 

المسألة الأفغانية


 

أما بالنسبة للتسوية الأفغانية، فقد اتفق وزيرا خارجية روسيا وإيران على مواصلة تنسيق المقاربات حول هذه القضية.

وقال لافروف: "سنواصل مع أصدقائنا الإيرانيين تنسيق النهج تجاه التسوية الأفغانية بهدف إطلاق عملية المصالحة الوطنية في أسرع وقت ممكن، واستعادة أفغانستان المسالمة والمستقلة، التي لا توجد في أراضيها تهديدات الإرهاب وتهريب المخدرات وغيرها من التهديدات".


 

التوقيع على إعلان مشترك بشأن تعزيز دور القانون الدولي


 

كما أعلن وزير الخارجية الروسي عن توقيع روسيا وإيران على إعلان بشأن تعزيز دور القانون الدولي.

وقال لافروف: "نوقع اليوم على وثيقة مهمة - إعلان روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية بشأن تعزيز دور القانون الدولي. ونعتبرها وثيقة الصلة للغاية، بالنظر إلى المحاولات المستمرة لعدد من البلدان لتعزيز المفهوم المعيب لنظام عالمي قائم على القواعد يقوض المبادئ الأساسية للعدالة والاحترام المتبادل التي حددها". مؤكدا أن الأساس هو القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وخلال المباحثات في موسكو، أشار وزيرا خارجية روسيا وإيران إلى التقدم المحرز في عدد من المشاريع المشتركة في الاقتصاد.

وقال لافروف: "لقد لاحظونا الوتيرة الجيدة للتقدم في مشروعات كبيرة محددة تم الاتفاق عليها أو تحديدها خلال الاجتماع المقبل للجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي. وقد عقدت في أصفهان الصيف الماضي"، مضيفا أن موسكو وطهران تستعدان لاجتماع للجنة الحكومية الدولية المقبل، الذي سيعقد في وقت لاحق من هذا العام في روسيا.

وبحسب لافروف، فقد اتفق الطرفان في المحادثات على بذل جهود لصالح الحفاظ على نمو مستقر في التجارة الثنائية.

من جهته قال محمد جواد ظريف إن هناك تعاونا وثيقا بين إيران وروسيا، والذي لا يمكن حتى للوباء أن يمنعه.


 

إيران تعلق أهمية كبيرة على التعاون الاقتصادي مع روسيا


 

وأضاف ظريف: "المفاوضات والمشاورات بين إيران وروسيا ما زالت جارية. حتى فيروس كورونا لم يتمكن من التدخل معنا. على مدار الشهر الماضي كنا نجري مشاورات... أجرينا محادثتين هاتفيتين بين رؤسائنا ومؤتمرات بالفيديو بين الرئيسين المشاركين للجنة الحكومية الدولية". وأنه تم التوصل إلى "اتفاقات جيدة جدا" بشأن المشاريع الثنائية الكبيرة، وأعرب عن أمله في أن "يفيد ذلك شعوبنا".

وقال ظريف إن إيران تعلق أهمية كبيرة على التعاون مع روسيا.

مشيرا إلى أنه "بالطبع العلاقات الثنائية، من وجهة نظرنا، ذات أهمية استراتيجية. خاصة بعد المحادثات الهاتفية لرؤسائنا التي فتحت فرصا جديدة للتعاون. سيكون من اللطيف الخوض في هذه القضايا".

وأعرب ظريف عن تضامنه مع الشعب الروسي، الذي واجه خسائر أيضا نتيجة وباء عدوى فيروس كورونا. مؤكدا أن "الكثير من الأرواح فقدت... ونود أن نعرب عن تعاطفنا وتضامننا مع الروس الذين فقدوا أحبائهم".

كما دعا وزير الخارجية الإيراني نظيره لافروف لزيارة طهران عندما يسمح الوضع مع فيروس كورونا.

وقال ظريف "مرة أخرى أريد أن أؤكد دعوتي لصديقي السيد لافروف والسيد لافروف قد قبل دعوتي، وقال إنه عندما يسمح الوضع، سيقوم بزيارة لإيران".

وفي نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2019، أعلن لافروف أنه قبل دعوة نظيره الإيراني ظريف لزيارة طهران في عام 2020.


 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"