Ru En

روسيا: ضرورة الاستماع إلى تقرير في مجلس الأمن الدولي حول نتائج مهمة الـ ناتو في أفغانستان

٢٢ أبريل ٢٠٢١

أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن روسيا تعتبر أنه من المهم الاستماع إلى تقرير من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حول نتائج مهمة الناتو في أفغانستان.

 

وجاء ذلك في إفادة صحفية لزاخاروفا، اليوم الخميس 22 ابريل/ نيسان 2021، قالت فيها: "سيكون من المهم الاستماع إلى تقرير في مجلس الأمن الدولي حول السنوات العديدة من الجهود التي بذلتها الفرق المعنية"، مشددة على أن مهمة الحلف في أفغانستان يمكن وصفها بـ"الفاشلة".

 

كما لفتت الدبلوماسية الروسية الانتباه إلى أن حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية) تسيطر على أكثر من نصف البلاد، مبيّنة أنه "تم تقليص إمكانات تنظيم "القاعدة" (المحظور في روسيا الاتحادية - تاس) إلا أن خلايا التنظيم الإرهابي، وبحسب الأمم المتحدة، لا تزال موجودة في 11 ولاية أفغانية.

 

بالإضافة إلى ذلك، وعلى خلفية تواجد قوات الـ ناتو، أصبحت أفغانستان ملاذاً لخطر إرهابي عالمي جديد يمثله تنظيم "داعش" (الاسم السابق لتنظيم "الدولة الإسلامية" المحظور في روسيا الاتحادية - تاس)، والذي يصل عددهم إلى حوالي 4 آلاف مسلحاً، يقومون بتنفيذ هجمات إرهابية بشكل منتظم في البلاد بما في ذلك في العاصمة كابول".

 

وصرّحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية بأنه خلال تواجد الـ ناتو في أفغانستان، نمت مساحة زراعة نيتة خشخاش الأفيون إلى أكثر من 20 ضعفا، إذ "تستحوذ أفغانستان على أكثر من 80% من سوق الأفيون العالمي. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن 24 ولاية من أصل 34 ولاية تعتبر منتجة للمخدرات".

 

كما أفادت زاخاروفا بأنه "على الرغم من ضخ مليارات الدولارات، لا تزال أفغانستان أفقر دولة في آسيا مع ارتفاع في مستويات الفساد والبطالة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم إهدار مليارات الدولارات على تدريب موظفين لوكالات الأمن القومي الأفغانية. وقد وعد الأمريكيون وأعضاء الـ ناتو الآخرون بعد مغادرتهم بدعم قوات الأمن الأفغانية. وحول ما إذا كان سيتمكنون من القيام بذلك، فإن هذا سؤال كبير. منذ أكثر من 20 عاما لم يتعامل التحالف مع مسألة إنشاء هياكل أمنية محلية جاهزة للقتال والقيام بمهامها، وقادرة على حماية البلد بشكل مستقل وضمان سير القانون والنظام فيه".

 

 

المفاوضات المباشرة

 

وقالت ماريا زاخاروفا إن روسيا تتوقع امتناع الحكومة الأفغانية و"طالبان" عن تصعيد العنف، مستغلين الوقت المتبقي قبل انسحاب القوات الأجنبية للتوصل إلى اتفاقات بشأن إجراء التسوية في البلاد.

 

وشدّدت على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام يظل عبر إجراء مفاوضات مباشرة وذات نتائج بين الأفغانيين بشأن قضية المصالحة الوطنية، منوّهة بأن: "نأمل أن تمتنع كابول وحركة طالبان عن تصعيد العنف في الأشهر المتبقية حتى 11 سبتمبر/ أيلول (2021)، وأن يقوموا باستغلال هذا الوقت إلى أقصى حد للتوصل إلى اتفاقات بشأن القضايا الرئيسة على جدول أعمال التسوية في البلاد، بما في ذلك وقف إطلاق النار، واستكمال تبادل الأسرى، وتشكيل حكومة شاملة".

 

ومن الجدير بالذكر أن ممثلي الولايات المتحدة و"طالبان" وقّعوا، في العاصمة القطرية الدوحة، اتفاقية سلام بتاريخ 9 فبراير/ شباط 2020. وبحسب الاتفاقية، تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها سحب جميع القوات من أفغانستان في غضون 14 شهرا (حتى 1 مايو/ أيار 2021).

 

وقد أكدت "طالبان" أنها لن تستخدم أراضي أفغانستان لأعمال تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها.

 

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق، أنه يخطط لبدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في مايو/ أيار واستكماله بحلول 11 سبتمبر/ أيلول 2021.

 

بدورها، تعتبر "طالبان" هذا القرار الأمريكي بمثابة الانتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة في الدوحة. وبحسب مسؤولين في الحركة، فإن الانتهاك "يفتح الطريق (للحركة) لاتخاذ جميع الإجراءات المضادة اللازمة، وبالتالي فإن الجانب الأمريكي سيكون مسؤولاً عن كل العواقب المستقبلية".

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية/ تاس

المصدر: تاس