قال مندوب روسيا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين إن "المنظمة تتحول، من خلال جهود المجتمع الغربي، إلى أداة للضغط السياسي على الدول غير المرغوب فيها، وذلك من أجل تحقيق مصالحها الجيوسياسية".
وأعلن المندوب الروسي الدائم ذلك، يوم الخميس 22 ابريل/ نيسان 2021، في معرض تعليقه على اعتماد المؤتمر الـ 25 للدول المشاركة في المنظمة، قراراً يقضي بتقييد حقوق وامتيازات سوريا في إطار المنظمة.
وأشار شولغين إلى أن "هذا قرار كارثي بالمطلق، الأمر الذي يجعل عمل المنظمة أكثر تسييساً وغير مقروء"، مبيناً أنها منظمة ذات طابع تقني في البداية وتهدف إلى المساعدة في تدمير المخزونات الموجودة من الأسلحة الكيميائية في العالم، وتهيئة الظروف اللازمة لعدم استنساخ هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل في المستقبل. إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، من خلال جهود المجتمع الغربي، حيث الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ودول أخرى تقود الجوقة، ما جعل المنظمة تتحول إلى أداة للضغط السياسي على الدول غير المرغوب فيها من أجل تحقيق مصالحها الجيوسياسية".
كما شدّد الدبلوماسي الروسي على أن هذا "انحراف خطير للغاية، وهو مشحون بعواقب يصعب التنبؤ بها"، منوهاً بأنه "في الواقع، أرسل الغربيون إشارة واضحة: من ليس معنا، سوف نحوّله إلى نظام إجرامي ومنبوذ".
كما لفت ألكسندر شولغين الانتباه إلى أنه "في المرة القادمة التي قد تجد أي دولة أخرى نفسها في موضع سوريا، التي، لسبب ما، تعتبر سلطاتها غير مرغوب فيها من قِبَل حراس النظام العالمي الذي ابتكروه، ليس على أساس القانون الدولي، ولكن على القواعد التي هم اخترعوها هم".
يُشار إلى أن أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنوا مؤخراً تأييدهم لقرار يقيّد حقوق وامتيازات سوريا في إطار عمل المنظمة. وشاركت 136 دولة في التصويت، ساندت 87 منها القرار، في حين عارضت روسيا و 14 دولة أخرى نص القرار، الذي يحرم الجمهورية العربية السورية من حق التصويت في مؤتمر الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفي المجلس التنفيذي للمنظمة، وكذلك منعها من إقامة أي فعاليات على أراضيها من خلال المؤتمر والمجلس والهياكل التابعة لها.
من الجدير بالذكر أنه تم تقديم القرار إلى أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمبادرة من فرنسا وبدعم من 46 دولة، وذلك على خلفية تقرير قدمه فريق "لجنة تقصي الحقائق" ونُشر بتاريخ 8 ابريل/ نيسان 2020.
وقد جاء في التقرير المُشار إليه أن السلطات السورية مسؤولة عن 3 وقائع هجوم بمواد سامة، وقعت في قرية اللطامنة بمحافظة حماة في مارس/ آذار 2017. علماً أن روسيا الاتحادية تناولت أنشطة هذا الفريق بالانتقاد مراراً وتكرارا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس