Ru En

كابولوف: طاجيكستان لم تلاحظ نجاحات "طالبان" في مكافحة جرائم المخدرات

٠٤ أكتوبر ٢٠٢٣

صرّح الممثل الخاص لرئيس روسيا لأفغانستان، مدير إدارة آسيا الثانية بوزارة الخارجية الروسية - زامير كابولوف، أن الأطراف في صيغة موسكو للمشاورات بشأن أفغانستان أعربت عن تقديرها للجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات الأفغانية الحالية لمكافحة جريمة المخدرات والإرهاب، ولكن طاجيكستان لم تلاحظ نجاحات حكومة "طالبان" المؤقتة (حركة طالبان محظورة في روسيا) في هذه المجالات، وذلك اليوم الأربعاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

وقال زامير كابولوف إن "معظم المشاركين رحبوا بجهود "طالبان" لمحاربة داعش (داعش المحظور في روسيا) في أفغانستان، وشجعنا السلطات الأفغانية على مواصلة هذا العمل، لأنه في مصلحة أمن جميع الجيران. وأشادنا بالسلطات الأفغانية على كفاحها ضد صناعة المخدرات الأفغانستانية. وشركاؤنا الطاجيكيون ينتقدون أفغانستان بشدة ويعتقدون أنه لا يوجد ما يثني على السلطات الحالية".

 

وأشار كابولوف إلى أنه "تسعة من أصل عشرة وفود في محادثات "موسكو" لم يوافق. وأضاف "لكننا نحترم الموقف الوطني لشريكنا، ووافقنا على اقتراحهم بعدم إدراجهم في قائمة أولئك الذين تبنوا إعلان قازان".

 

تجدر الإشارة الى أنه تم إنشاء صيغة "موسكو" في عام 2017 على أساس آلية التشاور السداسية للممثلين الخاصين لروسيا وأفغانستان والهند وإيران والصين وباكستان، إذ عُقِد اجتماعه الأول في 14 ابريل/نيسان 2017 بمشاركة نواب الوزراء والممثلين الخاصين من 11 دولة، بما في ذلك الجانب الأفغانستاني. والهدف الرئيسي للشكل هو تعزيز عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان وإحلال السلام في وقت مبكر في ذلك البلد. في 29 سبتمبر/أيلول، عقد الاجتماع الخامس للمشاركين في محادثات "موسكو" في عاصمة جمهورية تتارستان - مدينة قازان، وبعد ذلك تم اعتماد إعلان مشترك.

 

 

مناقشة الوضع في أفغانستان بدون الولايات المتحدة

 

صرّح الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان، مدير الإدارة الثانية لآسيا بوزارة الخارجية - زامير كابولوف، أن روسيا لا توافق على الرأي القائل بأن مناقشة الوضع في أفغانستان بدون الولايات المتحدة الأمريكية أمر مستحيل وعبثي

 

ووفقاً للدبلوماسي، فإن الجانب الروسي ينطلق من حقيقة أن "اللاعبين الرئيسيين هم جيران أفغانستان ودول إقليمية أخرى ترتبط مصالحها الوطنية، بما في ذلك الأمن، ارتباطاً وثيقاً بالوضع في أفغانستان"، مشدداً على أن" التعاون لا يمكن أن يكون إلا على منصة إقليمية".

 

كما شدد كابولوف على ضرورة حل "المشكلة الأخلاقية والسياسية، المتمثلة بإعادة ممتلكات أفغانستان الوطنية، لأن عملية سرقة أموال الآخرين، والتي بدأت مع إيران، ثم استمرت مع روسيا، ثم انتهت بأفغانستان، أضحت أمراً مزمنا".

 

وخلص كابولوف إلى أن "كل هذه القضايا الأساسية يجب حلها، عندها فقط سنكون مستعدين اعتبار الأمريكيين شركاء في الجهود الرامية إلى التسوية الأفغانستانية".

 

 

انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان

 

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في 14 ابريل/نيسان 2021، قرار إنهاء العملية في أفغانستان، والتي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2001 وأصبحت أطول حملة عسكرية أجنبية في التاريخ الأمريكي. بدأ انسحاب القوات الأمريكية في مايو/أيار 2021. أطلقت حركة "طالبان" (المحظورة في الاتحاد الروسي) عملية واسعة النطاق لفرض السيطرة على أفغانستان. في 15 أغسطس 2021، هرب الرئيس الافغاني، أشرف غني، إلى الخارج، ودخلت "طالبان" كابُل دون قتال. وبحلول بداية سبتمبر، كان الأفراد العسكريون الأمريكيون قد غادروا أفغانستان تماماً، منهيا وجودهم الذي دام 20 عاماً تقريبا.

 

تجدر الإشارة الى أنه على الرغم من التدابير التي تتخذها "طالبان" حالياً، الى أن الحالة الاقتصادية في أفغانستان لا تزال صعبة للغاية. وفقاً للأمم المتحدة، يعاني 22.8 مليون أفغانستاني من سوء التغذية باستمرار، و 8.7 مليون من السكان يتضورون جوعا. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنه بإمكان "طالبان" الوصول إلى 0.1% فقط من احتياطيات الدولة (من أصل 9.4 مليار دولار)، حيث تم تجميد جزء كبير منهم من قبل الولايات المتحدة.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس