أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف، أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت عدة أخطاء إستراتيجية في أفغانستان، كان أحدها فرض المفهوم الأمريكي للديمقراطية على الشعب الأفغاني، وذلك في حديثه حول الطاولة المُستديرة التي عُقدت على الإنترنت، ونظمتها مؤسسة "غورتشاكوف" لدعم الدبلوماسية العامة، في 3 أغسطس/آب 2021.
وأشار كابولوف إلى أنه "نتيجة الوضع الحالي في أفغانستان تنبع من الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في متابعة سياستهم تجاه الأفغان، وكان أحد الأخطاء الرئيسية التي ارتكبتها الولايات المتحدة في أفغانستان هو أنه بدلاً من المساعدة في استعادة دولة طبيعية ومُحايدة، قرّرت الولايات المتحدة الاستفادة من الوضع لإنشاء شبكة واسعة من القواعد العسكرية على أراضيها والتي من شأنها أن تفرض سُلطتها على أراضي كامل المنطقة المتاخمة لأفغانستان، بما في ذلك روسيا الاتحادية، ناهيك عن الجيران المباشرين الآخرين لأفغانستان".
وأضاف الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان أن "الخطأ الثاني، الذي أعتبره استراتيجياً: بدلاً من مجرد مساعدة أفغانستان على النمو، وتطوير مؤسسات الدولة واقتصادها، والاعتماد على التقاليد الأفغانية، بدأوا في التحول إلى الديمقراطية وفرض أفكارهم الخاصة حول الديمقراطية، وفشلوا".
الجدير بالذكر أنه في أفغانستان، هناك مواجهة بين القوات الحكومية ومسلحي "طالبان" *، الذين استولوا على مناطق كبيرة في المناطق الريفية للبلاد، وشنوا هجوماً على المدن الكبيرة.
كما يتزايد مستوى عدم الاستقرار فى البلاد وسط وعود من جانب الإدارة الامريكية لاستكمال انسحاب القوات من الأراضي الأفغانية بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.
وفي عام 2020، وقّعت واشنطن و"طالبان" * في العاصمة القطرية الدوحة أول اتفاق سلام بعد أكثر من 18 عاماً على الحرب.
وينص هذا الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهراً، وبدء حوار بين الأطراف الأفغانية بعد عملية لتبادل الأسرى.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: نوفوستي