Ru En

وزير الخارجية الروسي سيناقش مع نظرائه في "شنغهاي" مواجهة التهديدات لدول المنظمة

٠٤ مايو ٢٠٢٣

سيشارك وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، في الفترة من 4 إلى 5 مايو/أيار الجاري - 2023، في اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة "شنغهاي" للتعاون، المقرر عقده في مدينة باناجي، عاصمة ولاية غوا الواقعة بجنوب الهند، التي تترأس المنظمة، وذلك وفقاً لإفادة صحفية أدلت بها المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس 4 مايو 2023.

 

كما أعلنت ماريا زاخاروفا أن وزراء الخارجية يخططون بهذا الشكل لإعطاء الأولوية لقضايا المحتوى الموضوعي للاجتماع القادم لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة "شنغهاي" للتعاون، الذي من المقرر عقده في 3 - 4 يوليو/تموز في نيودلهي. بالإضافة إلى ذلك سيكون هناك تبادل للآراء حول القضايا الرئيسية على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، بحسب ماريا زاخاروفا أيضا.

 

هذا وتعد رحلة سيرغي لافروف بأن تكون مليئة بالأحداث، لأنه بالإضافة إلى المشاركة في اجتماع على هامش الحدث، فإن لدى الوزير الروسي "عدد من الاجتماعات الثنائية المخطط لها".

 

 

البحث عن اتفاق متعدد الأطراف

 

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد كشفت في وقت سابق أنه من المتوقع أن تركز الأطراف على تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية حول قضايا تنسيق السياسة الخارجية، من أجل تعزيز الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في ضمان الأمن العالمي الموثوق به والتنمية الاقتصادية المستدامة. وأشار السفير الروسي لدى الهند - دينيس أليبوف إلى أنه لدى منظمة "شنغهاي" للتعاون إمكانات إيجابية جادة على الساحة الدولية، وأنها قادرة على تقديم مقترحات جديرة بإيجاد اتفاق متعدد الأطراف بشأن بعض القضايا الرئيسية.

 

وأضاف أليبوف: "من الواضح أن أحد الموضوعات للمناقشة سيكون ملف الأزمة الأوكرانية. ومن المؤكد أن وزير الخارجية الروسي سيقدم تقييمات موسكو للأزمة الأوكرانية لنظرائه. كما يُشار إلى أن الرئيس الصيني - شي جين بينغ أكد في 26 ابريل/نيسان الماضي، في محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني - فلاديميرر زيلينسكي، استعداد بكين لتسهيل إقامة عملية تفاوض لإنهاء الصراع. ومن المحتمل أن يقدم الجانب الصيني وجهات نظره حول العمل في هذا الاتجاه بمزيد من التفصيل في الاجتماع".

 

كما ينص جدول أعمال الاجتماع الوزاري على "تبادل وجهات النظر حول التقدم المحرز في العمل على تحديث أنشطة المنظمة وآليات مواجهة التحديات والتهديدات لأمن الدول الأعضاء في المنظمة".

 

وبالإضافة إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الأطراف المشاركة ستركز على الوضع في أفغانستان، على أساس على أهمية وقف خطر "امتداد" عدم الاستقرار من هذا البلد إلى فضاء منظمة "شنغهاي" للتعاون، وذلك في سياق مكافحة مشتركة من الدول الأعضاء في المنظمة للإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة عبر الحدود. وأشار نائب وزير خارجية روسيا - أندريه رودينكو، في هذا الصدد، إلى أن التعاون الأمني في إطار منظمة "شنغهاي" للتعاون يساهم بشكل كبير في ضمان الاستقرار في مجال مسؤولية الجمعية.

 

 

العمل قبل القمة: المرحلة النهائية

 

كما أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن موسكو على استعداد للتعاون الوثيق مع جميع الشركاء، بهدف عقد قمة منظمة "شنغهاي" للتعاون المقبلة بنجاح في نيودلهي، فضلاً عن زيادة بناء التعاون البناء في إطار الجمعية.

 

ومن المتوقع أن يفتتح الاجتماع في مدينة غوا المرحلة النهائية من التحضير لقمة منظمة "شنغهاي" للتعاون. وسيركز الوزراء على المضمون الموضوعي لمؤتمر القمة المقبل للمنظمة، بما في ذلك مناقشة مشاريع الوثائق المزمع تقديمها إلى القادة للنظر فيها. هذا ويُذكر أن رؤساء دول منظمة "شنغهاي" للتعاون تبنّوا، في العام الماضي، أكثر من 20 وثيقة بعد نتائج القمة في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان.

 

كما تم التنويه، من قِبل وزلرة الخارجة الروسية، بأن الإعلان السياسي النهائي سيوثق النهج الموحد للأطراف في القضايا الرئيسية على جدول الأعمال العالمي والإقليمي لأنشطة منظمة "شنغهاي" للتعاون.

 

وأضافت الدائرة الدبلوماسية بأن البيانات الموضوعية على أعلى مستوى مصممة لتعزيز تعاون منظمة "شنغهاي" للتعاون في حل مهام مثل إزالة التطرف وتغير المناخ والتحول الرقمي والأمن الغذائي، مع التأكيد على أنه "من بين مشاريع قرارات مجلس رؤساء دول منظمة (شنغهاي) للتعاون التي يتم إعدادها، تلك المتعلقة بتسجيل عضوية إيران وتعزيز عملية قبول بيلاروسيا في المنظمة".

 

هذا وكان الأمين العام لمنظمة "شنغهاي" للتعاون - تشانغ مينغ قد صرّح، في مارس/آذار الماضي، أن عملية انضمام مينسك وطهران إلى المنظمة تسير على ما يرام.

 

 

المسار الاقتصادي والإنساني

 

في سياق مناقشة القضايا الاقتصادية، يمكن للأطراف أن تتطرق إلى مسألة التحول إلى التسويات بالعملات الوطنية. وحول هذا الأمر قال نائب الأمين العام لمنظمة "شنغهاي" للتعاون - غريغوري لوغفينوف مؤخراً إن "المنظمة تضع خارطة طريق انتقالية للتعامل بالعملات الوطنية".

 

كما أفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان بأن التعاون الثقافي والإنساني الغني قد رسّخ نفسه كأحد الركائز الداعمة في منظمة "شنغهاي" للتعاون، مع التنويه بأن "الشركاء يتارسون، في هذا السياق، المقترحات الروسية بشأن تأسيس جمعية للمنظمات الرياضية تحت رعاية منظمة (شنغهاي) للتعاون، وعقد ألعاب منظمة (شنغهاي) للتعاون، مفتوحة للدول الأخرى، وكذلك بشأن تشكيل جمعية طبية لمنظمة (شنغهاي) للتعاون".

 

 

توسيع المنظمة

 

من المتوقع أن يولى اهتمام موضوعي في اجتماع مجلس وزراء منظمة "شنغهاي" للتعاون لتوسيع المنظمة، إذ أضافت الوزارة أنه من المقرر أن يوافق الوزراء على مشروع قرار مجلس رؤساء دول المنظمة بشأن منح إيران وضع دولة عضو، ومناقشة طلب بيلاروسيا بشأن إمكانية تسريع إجراءات قبولها في المنظمة.

 

وعلى هامش الحدث، من المقرر أيضاً توقيع مذكرات بشأن منح صفة شريك الحوار لمنظمة "شنغهاي" للتعاون للبحرين والكويت وميانمار وجزر المالديف والإمارات، التي، كما لوحظ أنها "ستفتح فرصاً جديدة لهذه الدول للانضمام إلى عمل الجمعية في المجالات ذات الاهتمام المشترك".

 

من جانبه شدد سيرغي لافروف على أن المزيد والمزيد من دول الجنوب العالمي تسعى إلى إقامة علاقات مع منظمة "شنغهاي" للتعاون ومجموعة "بريكس" - (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا)، كي تصبح أعضاء كاملة العضوية. في فبراير/شباط الماضي، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن شعبية "بريكس" و"شنغهاي" آخذة بالتزايد في الدول النامية، لأنها نوع جديد من الجمعيات التي لا يوجد فيها انضباط "عصا"، كما هو الحال في حلف شمال الأطلسي، الـ "ناتو"، والاتحاد الأوروبي.

 

إلى ذلك كان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون منظمة "شنغهاي" للتعاون، السفير المتجول بوزارة الخارجية - بختيور حاكيموف، قد أشار في مارس الماضي إلى زيادة عدد الطلبات المقدمة من بلدان عدة بغية الانضمام إلى المنظمة.

 

من الجدير بالذكر أن منظمة "شنغهاي" للتعاون منفتحة على التفاعل مع جميع الجمعيات الدولية، بما في ذلك الـ "ناتو"، بحسب ما أعلنه غريغوري لوغفينوف في نهاية ابريل/نيسان الماضي، مضيفاً أن هذا التعاون سيكون ممكناً في حال نظر حلف شمال الأطلسي بجدية إلى أهمية تلك المجالات التي يجب أن يعمل فيها، وتعامل مع التحديات والتهديدات التي تواجهها البشرية حقاً، وإن استدرك بالقول: "لكن للأسف، هذا مستحيل الآن وليس بسبب خطأ من جانبنا نحن".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"

Photo: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس