Ru En

لافروف في دوشنبه لتعزيز التنسيق ضمن "الدول المستقلة" و"شنغهاي" و"الأمن الجماعي"

٠٦ يونيو ٢٠٢٣

يفتتح وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف أسبوع العمل بزيارة إلى جمهورية طاجيكستان، إذ وصل عاصمة البلاد - دوشنبه الليلة السابقة في زيارة رسمية . كما هو متوقع، اليوم الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2023، سيتم استقبال الوزير الروسي من قِبل رئيس طاجيكستان - إمام علي رحمون، وسيجري أيضاً محادثات مع نظيره - سيروجد الدين مخردين.

 

هذا وكان لقاء قد جمع بين الوزيرين وفي ابريل/نيسان الماضي، على هامش الاجتماعات الوزارية متعددة الأطراف في سمرقند - جمهورية أوزبكستان، حيث استضافت ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان في الجمهورية يومين من المحادثات على المستوى الوزاري بين الدول المجاورة لأفغانستان، ورابطة الدول المستقلة، وكذلك تنسيق روسيا وآسيا الوسطى.

 

يشار إلى أن موسكو ودوشنبه منخرطاتن في حوار وثيق على كافة المستويات، مما يعني أنه من المتوقع أن يتم التطرق إلى مواضيع الأمن الإقليمي والتهديدات من أفغانستان، والنشاط العسكري والبيولوجي الأمريكي في رابطة الدول المستقلة، وكذلك التسوية الطاجيكية - القرغيزية في جدول أعمال الاجتماعات الثنائية الحالية في دوشنبه.

 

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية عشية الزيارة، إن العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية لن تبقى دون اهتمام. وسيولى اهتمام خاص لزيادة تعميق التنسيق بين البلدين في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة "شنغهاي" للتعاون، وكذلك في الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.

 

 

تطورات سمرقند

 

من أكثر المواضيع حساسية في سمرقند نشاط الجماعات الإرهابية في أفغانستان وما يصاحبها من تهديدات للاستقرار الإقليمي. بعد اجتماع غير رسمي، أعرب وزراء خارجية روسيا وإيران والصين وباكستان عن قلقهم الشديد بشأن هذه المشكلة ودعوا الحكومة المؤقتة لطالبان (حركة طالبان المحظورة في روسيا) إلى اتخاذ "تدابير مرئية ويمكن التحقق منها للوفاء بالالتزامات المعلنة في مكافحة الإرهاب وتدمير والقضاء على أنواع مختلفة من الجماعات الإرهابية". بالإضافة إلى ذلك، كما أشار لافروف، هناك سبب للاعتقاد بأن بعض الزملاء الغربيين لهم يد في تشجيع الأعمال الإرهابية في أفغانستان. ومن الممكن أن ينظر الوزراء في دوشنبه بالتفصيل في جميع جوانب هذه القضية.

 

كما لوحظت تحديات لا تقل حدة في سمرقند في سياق إقليمي أوسع، وبالتحديد في رابطة الدول المستقلة بأكملها. ثم أبلغ لافروف الشركاء عن مسار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشيراً إلى المحاولات المتزايدة من قِبَل الغرب للتدخل في شؤون دول الرابطة. ومن المتوقع أن يخصص وزراء الخارجية أيضاً وقتا للأزمة الأوكرانية خلال اتصالاتهم الحالية، وكذلك للملفت المتعلقة بمواجهة الأنشطة العسكرية البيولوجية الأمريكية في رابطة الدول المستقلة وضغط الغرب على شركاء موسكو، المحددين بشكل منفصل في أوزبكستان.

 

 

النزاع الحدودي

 

إلى جانب التهديدات الخارجية، يواجه الاستقرار الإقليمي في آسيا الوسطى ورابطة الدول المستقلة أيضاً تناقضات داخلية لفرادى البلدان. على وجه الخصوص، لا يزال النزاع الحدودي بين طاجيكستان وقيرغيزستان أحد هذه القضايا التي لم يتم حلها بالكامل، إذ يبلغ طول حدود الدولة بين البلدين حوالي 980 كم. والمفاوضات بشأن تعيين حدودها جارية منذ ديسمبر/كانون الأول 2002. حيث تسببت الطبيعة غير المستقرة لهذه القضية مراراً وتكراراً في صراعات شارك فيها السكان المحليون والعسكريون في الجمهوريتين، بما في ذلك استخدام الأسلحة النارية. حدث آخرها في أوائل خريف عام 2022.

 

وقد دأبت موسكو على الدعوة إلى تسوية مبكرة ونهائية للنزاع الحدودي بين دوشنبه وبيشكيك وسجلت بعض التقدم في هذه المسألة. لذلك، في مؤتمر آسيا الوسطى الثالث لنادي "فالداي" الدولي للمناقشة، أشار نائب وزير الخارجية - ميخائيل غالوزين بارتياح إلى "الديناميات الإيجابية لهذه العملية. وأشار أيضاً إلى أن روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي لا تزال "الضامنة بلا منازع للأمن" في منطقة آسيا الوسطى، والعناصر الرئيسية لهذا الأمن هي القواعد العسكرية الروسية في طاجيكستان وقيرغيزستان. ومن المحتمل أن تكون زيارة سيرغي لافروف إلى القاعدة العسكرية الروسية "201"، التي احتفلت بالذكرى السنوية الـ 80 لتأسيسها في 1 يونيو، بمثابة سبب وجيه للتحقق من ساعات عمل الأطراف في اتجاه حل النزاعات الحدودية في المنطقة.

 

 

التعاون الإنساني والثقافي

 

تجري موسكو ودوشنبه حواراً نشطاً بنفس القدر في مجال الاقتصاد والثقافة. وفي حديثه عبر تقنية الفيديو في اجتماع موسع للمجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى، أشار الرئيس إمام علي رحمون إلى اهتمام طاجيكستان بإنشاء مشاريع مشتركة ومجمعات صناعية مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، كما دعا الدول المشاركة إلى تطوير موارد الطاقة الكهرومائية للجمهورية بشكل مشترك. كما تولى زعيم طاجيكستان زمام المبادرة لتطوير آلية لتبسيط توريد المنتجات الزراعية للبلاد إلى أسواق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. ومن المتوقع أن تستخدم القيادة السياسية للجمهورية زيارة وزير الخارجية الروسي لتوضيح مواقف موسكو بشأن هذه القضايا.

 

هذا ولا يزال مجال التعاون الإنساني والثقافي مهماً، وبالتالي، وفقاً نائب وزير الخارجية - ميخائيل غالوزين، "يجري العمل حالياً لفتح فروع لمؤسسات التعليم العالي الرائدة في روسيا في دول آسيا الوسطى. بالإضافة إلى ذلك، تتم أيضاً دراسة مسألة توسيع الحصة المخصصة لمواطني هذه الدول للدراسة في روسيا بنشاط. ربما، لن يبقى هذا الموضوع دون اهتمام في المفاوضات القادمة. ومن الممكن أن يتطرق الطرفان أيضاً إلى بعض المسائل ضد رعايا جمهورية طاجيكستان في روسيا، ولا سيما حالات الاحتجاز الجماعي وسوء المعاملة المزعومة".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي "

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس