Ru En

لافروف وبوريل يوجهان الدعوة لإجراء حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين

١٧ يونيو ٢٠٢٠

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال محادثة هاتفية بينهما، إلى إجراء حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع المسؤول الأوروبي: "ناقشنا الأوضاع في التسوية بمنطقة الشرق الأوسط، أو بالأحرى، المأزق الذي توجد فيه حاليا الجهود الرامية إلى تحقيق هذه التسوية، وشددنا على أهمية تكثيف الجهود الموحدة للمجتمع الدولي من أجل محاولة استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحت رعاية الأمم المتحدة وذلك في أقرب وقت ممكن بهدف حل جميع القضايا"، مشيرا إلى "الوضع النهائي وتحقيق اتفاق سلام شامل."

 

وقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 28 كانون الثاني/ يناير خطة سلام تعرف باسم "صفقة القرن". وتعترف خطة البيت الأبيض هذه بالقدس كعاصمة موحدة وغير قابلة للتجزئة لإسرائيل وهي تفتح المجال أمام إسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وبسط سيادتها على غور الأردن، كما تقترح أيضا إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وهي محرومة من السيطرة على حدودها أو مجالها الجوي. مع اقتراح جعل بلدة "أبو ديس" كعاصمة مستقبلية لفلسطين، وهي تقع في الضواحي الشرقية لمدينة القدس.

 

ولم يقبل الفلسطينيون وعدد من الدول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، هذه الخطة، لأنها في رأيهم، تحرم الفلسطينيين من الحق في تلك الأراضي المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة. كما رفض رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس هذه الخطة الجديدة، قائلاً "إن الفلسطينيين أصروا على الاعتراف بدولتهم ضمن حدود العام 1967 وعاصمتها القدس".

 

وقال عباس في 19 مايو/ أيار إن فلسطين قررت إنهاء جميع الاتفاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة وسط نوايا الحكومة الإسرائيلية بضم الأراضي الفلسطينية.

 

في أواخر شهر مايو، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موعد وتاريخ ضم جزء من أراضي الضفة الغربية كجزء من "صفقة القرن". وبحسب نتنياهو، فإن بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية سيحدث في 1 يوليو/ تموز، وأنه ليس هناك نية لتغيير هذا التاريخ.

 

وفي وقت لاحق، قال وزير الموارد المائية والتعليم العالي زئيف إلكين في مقابلة مع الصحافة المحلية الإسرائيلية إنه "يمكن تأجيل موعد الضم لعدة أيام أو أسابيع".

 

لافروف وبوريل: ضم جزء من الأراضي الفلسطينية يثير جولة من العنف

 

وبدأت السلطات الإسرائيلية في اتخاذ خطوات ملموسة نحو تنفيذ الضم. وأمر "رئيس الوزراء المناوب" بني غانتس، رئيس الأركان العامة بالإسراع في إعداد الجيش فيما يتعلق ببسط السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية.

 

وقال الاتحاد الأوروبي إن الضم يتعارض مع القانون الدولي ويمكن أن يثير التوتر في المنطقة.

 

وخلال الاجتماع، قال لافروف وبوريل إن ضم إسرائيل لجزء من الأراضي الفلسطينية يمكن أن يثير جولة جديدة من العنف.

 

وأضاف لافروف في المؤتمر الصحفي: "كررنا تقييمنا المشترك وموقفنا المشترك مع الاتحاد الاوروبي بأن تنفيذ خطط (إسرائيل) لضم جزء من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية سيعرض احتمالية حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية الاسرائيلية للخطر، وقد يثير جولة خطيرة جديدة من العنف في المنطقة."

 

وقال وزير الخارجية الروسي: "شددنا على ضرورة الوقف الفوري مبكر للأعمال العدائية في ليبيا وتحدثنا لصالح بدء حوار بناء بمشاركة جميع القوى السياسية الليبية في أقرب وقت ممكن".

 

ليبيا على جدول مباحثات لافروف وبوريل

 

وأضاف: "لقد تم تقديم الكثير من مقترحات المبادرة مؤخرا في هذا الخصوص، أعني مؤتمر برلين والأفكار التي عبر عنها السيد صالح رئيس البرلمان (الليبي) في طبرق".

 

في ليبيا، منذ فترة طويلة، كانت هناك هيئتان تنفيذيتان تعملان بالتوازي: حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج و"الحكومة المؤقتة" بقيادة عبد الله الثني، تعمل في شرق البلاد مع البرلمان وبدعم من الجيش الوطني الليبي تحت القيادة المشير خليفة حفتر. ومنذ أكثر من عام، كانت المعسكرات المتحاربة تقاتل من أجل السيطرة على المدينة الرئيسية في البلاد بعد أن شن حفتر هجوما على طرابلس في 4 نيسان/ أبريل 2019 بهدف تحرير العاصمة من الإرهابيين، على حد زعمه.

 

وفي 6 حزيران/ يونيو، تم في العاصمة المصرية القاهرة الإعلان عن مبادرة للتغلب على الأزمة في ليبيا، وتنص على وقف كامل لإطلاق النار بين الطرفين من الساعة 6 صباحا ابتداءا من تاريخ 8 يونيو، وأن تستمر في جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة، مفاوضات لجنة عسكرية مشتركة والتوحيد التدريجي لمؤسسات السلطة الحكومية لإرساء حياة طبيعية كاملة في البلاد. وقد رفضت السلطات في طرابلس هذه المبادرة.

 

دعوة روسيا إلى المشاركة في المؤتمر الأوروبي لدعم الشعب السوري

 

وخلال مؤتمر صحفي عقب المحادثات مع جوزيب بوريل، أشار لافروف أيضا إلى أن روسيا تخطط للمشاركة في مؤتمر الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري في 30 حزيران/ يونيو، لكنه يأسف لعدم دعوة الحكومة في دمشق للحضور.

 

"يخطط الاتحاد الأوروبي لعقد المؤتمر المقبل حول تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين في 30 يونيو من هذا العام عبر رابط فيديو. ولدينا دعوة ونخطط للمشاركة فيه. ومرة أخرى أعربنا عن أسفنا بأن هذا المؤتمر، لم يوجه الدعوة إلى الجانب السوري، وقال "إن دعوة الجانب السوري هي للحكومة الشرعية في دمشق".

 

وأوضح لافروف أن المساعدات الغربية في الوقت الحاضر تصل بشكل رئيسي إلى اللاجئين خارج سوريا، الأمر الذي لا يسهل عودتهم إلى وطنهم، أو أنه يتم إرسالها إلى السوريين في مناطق لا تسيطر عليها الحكومة في دمشق.

 

وناقش لافروف وبوريل أيضا العمليات التي تتطور في فيينا في إطار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأشار الوزير الروسي وبوريل إلى أن روسيا والاتحاد الأوروبي يلتزمان بتنفيذ الوثيقة.

 

وقال لافروف "ناقشنا بالتفصيل الكافي الوضع المحيط بالبرنامج النووي الإيراني. وأكدنا التزامنا - على حد سواء لروسيا والاتحاد الأوروبي - بضمان التنفيذ المستدام والشامل لخطة العمل الشاملة المشتركة لحل الوضع حول هذا البرنامج النووي".

 

وأضاف: "لقد تبادلنا تقييمات العمليات الصعبة التي تتطور الآن في فيينا في إطار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي نيويورك، حيث يحاول زملاؤنا الأمريكيون تعزيز الحلول التي تتعارض جوهريا مع جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي بموجب القرار "2231".

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: ريا نوفوستي - تاس