Ru En

لافروف وتشاويش أوغلو يناقشان سلامة السياح الروس والوضع في الشرق الأوسط

٣٠ يونيو ٢٠٢١

يُجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات في مدينة أنطاليا، اليوم الأربعاء 30 يونيو/ حزيران 2021، مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو. ومن المتوقع أن يبحث الجانبان قضايا الساعة في كل من الأجندات الثنائية والدولية.

 

هذا ويحافظ رئيسا الإداراتين الدبلوماسيتين في روسيا وتركيا على إجراء الاتصالات بوتيرة منتظمة، وقد عُقِد الاجتماع الأخير بين الوزيرين في عاصمة قطر مدينة الدوحة في تاريخ 10 مارس/ آذار 2021، وذلك خلال رحلة عمل أجراها الوزير لافروف شملت المملكة العربية السعودية، وفي عام 2020 عقد الوزيران خمسة اجتماعات وجهاً لوجه على الرغم من ظروف انتشار فيروس كورونا.

 

إلى ذلك، تأمل موسكو أن تساهم المحادثات المقبلة في زيادة تطوير العلاقات متعددة الجوانب بين روسيا وتركيا.

 

 

السياحة الآمنة

 

هذا ويُذكر أنه تم استئناف الحركة الجوية بين روسيا وتركيا بشكل كامل منذ 22 يونيو/ حزيران الجاري، علماً أنها كانت محدودة منذ منتصف ابريل/ نيسان الماضي بسبب انتشار الموجة الجديدة من الوباء في تركيا. وتم اتخاذ قرار بإعادة الرحلات الجوية من قبل المقر الحكومي في روسيا الاتحادية، على إثر رحلة بعثة المراقبة من المتخصصين في "روسبوتريبنادزور" (الهيئة الفيدرالية للرقابة في مجال حماية حقوق المستهلك ورفاهية الإنسان) ووزارة الصحة ووكالة السياحة الفيدرالية إلى تركيا. وبحسب نائبة رئيس وزراء روسيا الاتحادية تاتيانا غوليكوفا، فإن السلطات التركية مستعدة لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حالة إصابة السياح الروس.

 

وخلال هذا العام، وفقاً لاتحاد منظمي الرحلات السياحية في روسيا، فإنه يمكن لثلاثة ملايين روسي أن يستجموا في تركيا، منذ 22 يونيو/ حزيران إلى نهاية سبتمبر/ أيلول. وفي هذا الصدد، من المفترض أن يصبح موضوع ضمان سلامة حياة وصحة المواطنين الروس في تركيا أحد الموضوعات الرئيسية في المفاوضات بين لافروف وتشاويش أوغلو.

 

من الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعرب في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 24 يونيو الجاري، عن امتنانه لاستئناف الحركة الجوية بين البلدين، وبدء توريد اللقاح "سبوتنيك V" الروسي إلى الجمهورية التركية.

 

كما أفادت وزارة الخارجية الروسية عشية الاجتماع، أن الوزيرين يخططان أيضا لمناقشة استخدام لقاح "سبوتنيكV" إلى تركيا والذي وصلت الدفعة الأولى منه إلى الجمهورية في 14 يونيو. بالإضافة إلى إطلاق إنتاجه في أقرب وقت ممكن من قبل شركات الأدوية التركية.

 

 

تسوية ما بعد الانتخابات

 

إضافة لذلك، ومن المواضيع الدولية التي يعتزم الوزيران مناقشتها، التسوية السياسية في سوريا بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت هناك في 26 أيار (مايو) الماضي، والتي فاز بها الرئيس الحالي بشار الأسد.

 

وقد أكدت روسيا وتركيا مراراً التزامهما بسيادة سوريا ووحدة أراضيها. ومن المتوقع أن يناقش لافروف وتشاويش أوغلو الاستعدادات للدورة السادسة من اجتماعات لجنة صياغة الدستور في المدينة السويسرية جنيف.

 

وتكتسب المحادثات بين الوزيرين أهمية خاصة قبل الاجتماع الدولي السادس عشر المقبل حول سوريا بصيغة "أستانا"، والذي سيعقد في العاصمة نور سلطان يوميّ 7 و8 يوليو/ تموز 2021.

 

وفي سياق متصل بالشأن السوري، يقوم الجيشان الروسي والتركي بتسيير دوريات مشتركة بشكل منتظم في سوريا، وذلك على أساس الاتفاقات بين موسكو وأنقرة. ومن المتوقع أن يتطرق لافروف وتشاويش أوغلو أيضاً إلى مواضيع المساعدات الإنسانية للسكان المحليين، والوضع في إدلب وشمال شرقي سوريا، ومكافحة الإرهاب.

 

 

المزيد من الجهود في قره باغ

 

يُشار إلى أن الوضع في منطقة القوقاز سيكون ملفاً مهماً من الملفات المطروحة للمحادثات بين وزيريّ الشؤون الخارجية في روسيا وتركيا.

 

وقد كان التحوّل المهم في مصير المنطقة هو الإعلان بين تركيا وأذربيجان، الذي تم التوقيع عليه في شوشا في 15 يونيو الجاري. بالإضافة إلى ذلك، أعلن أردوغان، خلال حديثه أمام البرلمان الأذربيجاني عن استعداده العمل مع باكو لإعادة تأهيل ناغورني قره باغ بشكل كامل. ورداً على التوقيع على الوثيقة المذكورة، ذكرت وزارة الخارجية الأرمنية أنها موجهة ضد الشعب الأرمني وتتعارض تماماً مع القواعد الأساسية للقانون الدولي.

 

وفي الإطار ذاته المتعلق بإعلان شوشا، أفادت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن موسكو ترى أنه من الخطأ خلط الموضوعات المتعلقة بإقليم ناغورني قره باغ مع العلاقات الخارجية لدول المنطقة، منوّهة بجهود تبذلها أطراف متعددة في المنطقة، من ضمن ما تقوم به، من أجل حمل الأطراف في نزاع ناغورني قره باغ على إبرام اتفاقات والتحرك في الاتجاه السلمي.

 

بالإضافة إلى ذلك، في 24 يونيو/ حزيران، في المحادثة الهاتفية بين بوتين وإردوغان، قدما تقييماً إيجابياً لعمل المركز الروسي - التركي المشترك لمراقبة وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في ناغورني قره باغ.

 

 

التقدم في ليبيا

 

كما أن الوضع في ليبيا سيكون حاضراً على طاولة المباحثات بين سيرغي لافروف ومولود تشاويش أوغلو.

 

يُشار في هذا الشأن إلى أنه تمت الموافقة، في منتدى الحوار السياسي الليبي في سويسرا الذي عُقِد في فبراير/ شباط من هذا العام، على تعيين رئيس الحكومة الليبية وممثلي المجلس الرئاسي، ومهمته الإعداد وإجراء الانتخابات الوطنية في البلاد وفقا لخريطة الطريق المعتمدة مسبقا وذلك في 24 ديسمبر/ كانون الأول2021.

 

وبعد انعقاد المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين يوم 23 يونيو/ حزيران، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إن الوضع في ليبيا بحسب موسكو "مستقر نسبياً" و "بشكل عام هو يسير في الاتجاه الصحيح".

 

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه خلال المحادثات المقبلة، يخطط لافروف ونظيره التركي لمناقشة الاستعدادات للانتخابات العامة في ليبيا، ومساعدة سلطات البلاد في حل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز القوات المسلحة الوطنية، فضلاً عن أنشطة اللجنة العسكرية المشتركة، وذلك بصيغة "خمسة زائد خمسة".

 

إضافة لذلك، من المتوقع أن يناقش وزيرا خارجية روسيا وتركيا في المحادثات في أنطاليا الوضع في مناطق أخرى من الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأفغانستان، والوضع في أوكرانيا وآسيا الوسطى وشرق البحر المتوسط ​​ومنطقة البحر الأسود.

 

 

توسيع التعاون

 

خلال المحادثات، لن يتجاهل الوزيران أيضاً جدول الأعمال الثنائي. وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه سيتم إيلاء اهتمام كبير للتعاون التجاري والاقتصادي، وضمان نموه النوعي. "نذكر أنه في الفترة من يناير إلى ابريل 2021، نمت التجارة الثنائية بنسبة 22.5 بالمائة لتصل إلى 9.1 مليار دولار، مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، بما في ذلك الصادرات الروسية - بنسبة 21.1 بالمائة إلى 7.2 مليار دولار، والواردات بنسبة 27.8 بالمائة إلى 1.9 مليار دولار.

 

وسيولي الوزيران في الاجتماع اهتماماً خاصاً للتعاون العسكري الفني. وقد كانت تركيا أول دولة في حلف شمال الأطلسي (الـ ناتو) تحصل على أنظمة الصواريخ "إس -400" المضادة للطائرات، من روسيا الاتحادية، وذلك على الرغم من رد الفعل السلبي للولايات المتحدة وشركاؤها في الحلف. وفي المحادثات التي جرت يوم 17 يونيو/حزيران الجاري، لم يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب إردوغان من التوصل إلى اتفاق بشأن "إس-400" التي اشترتها تركيا.

 

علاوة على ما تقم، تخطط روسيا للتركيز على الحاجة إلى إزالة الرسوم الجمركية الإضافية على مجموعة واسعة من السلع المحلية. كما سيناقش الوزيران قضايا التعاون الثقافي والإنساني الروسي - التركي، والتفاعل من خلال مؤسسات المجتمع المدني.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس