Ru En

لافروف يشارك في قمة "شرق آسيا" لمناقشة تهدد التنمية السلمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ

٠٧ سبتمبر ٢٠٢٣

وصل وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، يوم أمس الأربعاء، الى جاكرتا - إندونيسيا، للمشاركة في اعمال قمة شرق آسيا الـ 18 التي تُعقد اليوم الخميس 7 سبتمبر/أيلول 2023، وعقد بعض الاجتماعات الثنائية.

 

تجدر الإشارة الى أن الاجتماعات تعقد في شكل مجموعة شرق آسيا على أعلى مستوى مرة واحدة في السنة، بالتزامن مع أحداث الخريف لرابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان)، إذ يتم تمثيل روسيا شخصياً، كقاعدة عامة، من قبل وزير الخارجية.

 

من الجدير بالذكر أن مؤتمر قمة شرق آسيا تأسس عام 2005 كمنصة للحوار الاستراتيجي بين قادة منطقة آسيا والمحيط الهادئ حول القضايا الرئيسية المتعلقة بضمان الأمن والنمو الاقتصادي، وتعزيز التعاون العملي. ويحضر المنتدى دول الـ "آسيان" (بروناي وفيتنام وإندونيسيا وكمبوديا ولاوس وماليزيا وميانمار وسنغافورة وتايلاند والفلبين)، بالإضافة إلى شركائها في الحوار - روسيا وأستراليا والهند والصين ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. وتيمور الشرقية مدعوة هذا العام للحضور كمرشح لعضوية رابطة أمم جنوب شرق آسيا.

 

كما ورد في واشنطن، ستصل نائبة الرئيس الأمريكي - كامالا هاريس، إلى جاكرتا، تمثل الجانب الأمريكي للمشاركة في قمة الولايات المتحدة ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا وقمة شرق آسيا.

 

يُذكر أنه في العام الماضي، بسبب مطالب الولايات المتحدة من أوكرانيا، لم يتم اعتماد بيان مشترك حول نتائج مجموعة شرق افريقيا. كما أشار لافروف إلى أن الجانب الأمريكي وشركائه أصروا على تقييم غير مقبول للوضع في أوكرانيا وحولها.

 

 

اتجاهات خطيرة

 

من جاانبها أبلغت وزارة الخارجية، بأن روسيا ترى أنه من المهم مناقشة التحديات التي تواجهها منطقة آسيا والمحيط الهادئ اليوم. كما أوضحت الوزارة أنه "خلال المناقشات في قمة شرق آسيا، يرى الجانب الروسي أنه من المهم التأكيد على المخاطر المتزايدة على التنمية السلمية والمستدامة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ على خلفية خط المواجهة الغربي الذي يهدف إلى عسكرة الفضاء الإقليمي، مع تشديد إمكانات حلف شمال الأطلسي - الـ "ناتو" - هنا وتدمير الهيكل الأمني الذي تطور حول رابطة أمم جنوب شرق آسيا واستبداله الكامل بهياكل كتلة "المحيطين الهندي والهادئ" تعمل في منطق الردع والرد".

 

إلى ذلك أشارت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسيية - ماريا زاخاروفا، الى أن محادثة جوهرية جرت حول الحفاظ على استقرار البنية المتمحورة حول الـ "آسيان"، والتي تتعرض لضغوط خطيرة من مواقع الكتل البديلة.

 

وتجدر الإشارة الى أن وزير الخارجية الروسي لفت الانتباه أيضاً إلى أن أساليب رابطة أمم جنوب شرق آسيا يتم اختبارها الآن بجدية، مشدداً على أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون بكل طريقة ممكنة استبدال البنية الأمنية المتمحورة حول الـ "آسيان" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي كانت تتطور منذ عقود وتناسب الجميع حتى وقت قريب، كانت تسمى استراتيجيات المحيطين الهندي والهادئ، بإدخال كتلة الـ ناتو في هذه المنطقة".

 

بالإضافة إلى ذلك، أشار سيرغي لافروف إلى أن اليابان وكوريا الجنوبية تشيران إلى أنهما لا يعارضان الحصول على أسلحتهما النووية أو نشر الأسلحة الأمريكية لديها، نوّهاً بأن "هذا اتجاه خطير وخطير للغاية".

 

وفقاً لـ مدير إدارة المخابرات الرئيسية التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي - إيغور كوستيوكوف، فإن "وزارة الدفاع الأمريكية تستعد لنشر لواءين استشرافية متعدد الأبعاد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول عام 2028، والتي ستكون قادرة على الضرب بأسلحة طويلة المدى عالية الدقة". وأشار إلى أن جزيرة آيو (كوريا الجنوبية) تعتبر موقعاً محتملاً لهذه الأسلحة.

 

 

التدابير المضادة لكوريا الشمالية

 

هذا وتشير التقارير إلى أن هناك وضع صعب يتطور حول شبه الجزيرة الكورية، إذ وردت معلومات في 3 سبتمبر الجاري تفيد بأن كوريا الشمالية أجرت تدريبات إطلاق صواريخ بضربة نووية تكتيكية محاكاة، رداً على التدريبات المشتركة من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وذكرت وكالة "تلغراف" المركزية الكورية، أن القوات النووية لكوريا الديمقراطية ستواصل تعزيز "الاستعداد القتالي للتدابير المضادة المصممة لردع الحرب" بشكل شامل، فضلاً عن الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

 

بالإضافة إلى ذلك، يتم الإشارة إلى كلمات وزير الدفاع الكوري الشمالي - كانغ صن نام، بأن الولايات المتحدة تستخدم الأحداث في أوكرانيا كذريعة لنشر نفوذ الـ "ناتو" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأضاف، أن تصرفات الولايات المتحدة، من أجل فرض هيمنة عسكرية تهدد بشكل خطير ليس فقط أمن كوريا الديمقراطية، ولكن أيضاً أمن الدول المستقلة الأخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

 

وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، أن روسيا تعتبر منصة مجموعة شرق افريقيا عنصراً هاماً في بنية الأمن الإقليمي مع إمكانية تطوير التعاون العملي متعدد النواقل. وأشارت إلى أن جدول أعمال الاجتماع القادم سيتم بناؤه حول مناقشة الموضوعات الإقليمية الموضعية، وكذلك قضايا تطوير التعاون العملي، وإلى أن "المجالات ذات الأولوية للتعاون القطاعي هي الاقتصاد، والطاقة، وحماية البيئة، والرعاية الصحية، والتعاون البحري، والاستجابة للطوارئ، والأمن الغذائي، والتعليم، والترابط الإقليمي".

 

بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أن روسيا تدعم توسيع التعاون التطبيقي متعدد النواقل على منصة مجموعة شرق افريقيا، مع الوصول إلى مشاريع صناعية محددة، إذ "تشمل مبادراتنا في هذا الموقع إنشاء عمل إقليمي لمكافحة الأوبئة مع إطلاق آلية للاستجابة الجماعية للتهديدات الوبائية، وتطوير التعاون العملي في مجال السياحة. وأن الأفكار الروسية ذات الصلة مكرسة في وثائق مواضيعية رفيعة المستوى".

 

يُذكر أنه استجابة للطلب الإقليمي المتزايد على تنمية العمل التطوعي، قدمت روسيا اقتراحاً بإدراج هذا المجال في جدول أعمال جماعة شرق افريقيا، وهو ما انعكس في البيان الذي أدلى به رئيس مؤتمر قمة شرق آسيا الـ 17 في بنوم بنه العام الماضي، إذ قال: "نرى في هذه الظاهرة المتطورة ديناميكياً للمسؤولية المدنية آفاق تعميق الترابط الاجتماعي والإنساني في المنطقة، وتعزيز الاتصالات بين الناس". وأضافت الوزارة أن، الجناح الغربي منكم، على الرغم من دعم مبادرة روسيا من الـ "آسيان"، لا يزال يحاول منع تقدمه.

 

كما أشار تقرير جديد صادر عن نادي "فالداي" الدولي للمناقشة إلى أن معظم الدول الآسيوية تنوي تطوير العلاقات مع موسكو في المستقبل، على الرغم من الضغط الغربي والوضع المضطرب في العالم. حتى الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في المنطقة - اليابان وكوريا الجنوبية - لن يقطعوا العلاقات مع روسيا تماماً، مع الحفاظ على درجة معينة من البناء، كما يقول الخبراء. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي - أندريه رودينكو، إلى أن اليابان وكوريا الجنوبية تحاولان فصل الأعمال عن السياسة، وبقدر الإمكان، الحفاظ على علاقات تجارية مع روسيا.

 

 

جهود الاقتران

 

شددت وزارة الخارجية الروسية على أن روسيا تؤيد تعزيز نظام العلاقات بين الدول في المنطقة، بما في ذلك من زاوية ربط الـ "آسيان" بالأشكال الإقليمية للفضاء الأوراسي، وفي المقام الأول منظمة "شنغهاي" للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والعمل - مثل الجمعية - على جدول أعمال إيجابي غير كتلة من الترابط والتنمية المشتركة.

 

ونتيجة لذلك منذ عام 2017، تمت دعوة قيادة الهيئات التنفيذية لمنظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بانتظام إلى أحداث الآسيان على أعلى مستوى.

 

هذا وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن "الأمين العام لمنظمة "شنغهاي" للتعاون شارك في قمة شرق آسيا في عامي 2017 و2022. وضيوف مجموعة شرق افريقيا هذا العام سيكونون رابطة التعاون الإقليمي لدول المحيط الهندي الساحلية (ARSIO) ومنتدى "دول جزر المحيط الهادئ".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس