Ru En

لافروف: لحظة الحقيقة قد حانت في العلاقات الدولية

٢٦ أبريل ٢٠٢٢

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن العالم يمر العالم الآن بلحظة الحقيقة، حيث يُقرّر ما إذا كانت البشرية ستعيش على أساس ميثاق الأمم المتحدة أو أنها تستسلم لإملاءات جانب منفصل مع مجموعة ممن يدور في فلكه.

 

وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك، اليوم الثلاثاء 26 ابريل/نيسان 2022، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

 

وقال لافروف: "أعتقد أن هذا النوع من المحادثات يستحيل محاولة تأجيله، فنحن الآن نمر في مرحلة من تطور العلاقات الدولية حيث تأتي فيها لحظة الحقيقة: إما أن نقبل جميعا أن يقرّر شخص بمفرده مع مجموعة من أبتاعه كيف ستعيش البشرية، أو أن البشرية ستعيش على أساس ميثاق الأمم المتحدة".

 

واستدرك وزير الخارجية الروسية: "هذا في الواقع خيار بسيط للغاية".

 

وشدّد لافروف على أنّ قرارات مجلس الأمن الدولي "يجب أن تكون مقدّسة" للأمانة العامة للمنظمة، وخاصة تلك التي يتم تبنيها بالإجماع. وفبي هذا الخصوص، في عام 2015، تمت الموافقة على حزمة تدابير مينسك بتوافق الآراء في مجلس الأمن.

 

وأضاف: "لا أتذكر رد فعل الأمانة العامة للأمم المتحدة بأي شكل من الأشكال على التخريب المباشر والجسيم لاتفاقيات مينسك من قبل كييف"، منوهاً بأنه بحث هذه المسألة مع غوتيريش.

 

وفي الوقت نفسه، لفت الانتباه إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم تبنيه في 2 مارس/آذار الماضي، والذي يُدين العملية الروسية في أوكرانيا، موضحاً أن عشرات الدول رفضت دعم هذه الوثيقة.

 

وتابع في هذا الجانب: "اشتكت العديد من الدول إلينا لاحقاً من أنها أجبرت فعلياً، وضبطت سفراء على هامش الأمم المتحدة، وأصدقاؤنا الأمريكيون يعرفون كيفية القيام بذلك، وهدّدوا بشكل مباشر: شخص ما لديه حساب في أمريكا في بنك ما، شخص لديه أطفال يدرسون في الجامعة. أنا لا أبالغ، لقد حدث ونحن نعرف ذلك".

 

 

خرق ميثاق الأمم المتحدة

 

قال رئيس الدبلوماسية الروسية إن محاولات إنشاء شراكات وتحالفات بديلة، بهدف مناقشة القضايا الرئيسية للسياسة الدولية خارج إطار الصيغ العالمية تحت رعاية الأمم المتحدة "تتعارض مع ميثاق المنظمة الدولية".

 

وأضاف أنه تحدثنا عن مصير الأمم المتحدة ككل، وعن تلك المحاولات من قِبَل زملائنا الغربيين، أولاً وقبل كل شيء، من أجل نقل مناقشة القضايا الرئيسية إلى ما وراء إطار الصيغ الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظومتها، لإنتاج شراكات مختلفة، ونداءات مختلفة يتم تقديمها على أنها نادٍ من "الرواد"، ونادي "منتخب".

 

وبحسب وزير الخارجية الروسي، فإن مبادرة فرنسا وألمانيا لإنشاء تحالف متعدد الأطراف تسير على نفس المنوال.

 

وأضاف سيرغي لافروف متسائلاً: "ما هذا إن لم يكن التنافس مع الأمم المتحدة؟ أو بمبادرة الولايات المتحدة، التي عقدت قمة للديمقراطيات العام الماضي، حيث وجهت دعوات من تلقاء نفسها، دون استشارة أي شخص، والتي أيضا، لفتنا انتباه محاورينا إلى أن هذا اليوم، هو نداء خطير للأمم المتحدة، ومحاولة لشطب القواعد الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، والمبدأ الأساسي لميثاق الأمم المتحدة، أي أنّ المنظمة تأسست على أساس المساواة في السيادة بين الدول". وقال: "هذا مكتوب في ميثاق الأمم المتحدة، نحتاج إلى تذكيرنا بذلك، وسوف نفعل ذلك في كثير من الأحيان حتى لا ينسى ذلك أحد في نيويورك أو في عواصم الدول الأعضاء."

 

 

تعددية الأطراف.. مصطلح أساسي

 

عبّر وزير الخارجية الروسي عن امتنانه للأمين العام للأمم المتحدة على مبادرته عقد الاجتماع في العاصمة موسكو، ولفت الانتباه إلى الأهمية الكبيرة التي توليها روسيا الاتحادية "للحوار المُنتظم ومقارنة المواقف مع قيادة الأمانة العامة للأمم المتحدة".

 

وقال: "بالنسبة لجميع التعقيدات التي لا تزال تتراكم في الشؤون العالمية، فإن مثل هذه المناقشات الصريحة مفيدة جداً جداً لنا من أجل العودة في النهاية إلى الجذور، إلى ميثاق الأمم المتحدة وبناء أي خطط لتطوير التعددية على أساس هذا الميثاق"، "تعددية الأطراف هي أحد المصطلحات الأساسية، وفي هذا السياق تم بناء المحادثات اليوم."

 

 

انتهاكات ميثاق الأمم المتحدة

 

وبخصوص المواثيق الدولية، عبّر لافروف عن اعتقاده أن الدول التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بشكل صارخ يجب أن تخضع للمساءلة، ويجب أن يُطلب منها المساءلة عن أفعالها.

 

وأضاف في هذا الجانب: "لا أحد يريد أي حروب، لا سمح الله. ولكن من الضروري للغاية تقديم الحجج والمطالبة بالإجابات من أولئك الذين ينتهكون ميثاق الأمم المتحدة. وأؤكد لكم أن المزيد والمزيد من البلدان، لا سيّما البلدان التي لها تاريخها الخاص، بثقافتها وتراثها الحضاري، تُريد أن تتخذ مثل هذا الموقف".

 

وقال سيرغي لافروف: "يوماً ما يجب أن تكون هذه المحادثة حتمية. آمل حقا أن تكون الأمم المتحدة، بجذورها في الميثاق - أعظم وثيقة في كل العصور والشعوب - هي التي ستلعب دوراً محفزاً في تطوير مثل هذا الحوار الصادق من دون إنذار دون تهديدات ودون محاولات لحل المشكلات بالقوة، بما في ذلك القوة المالية والاقتصادية التي يتمتع بها زملاؤنا الغربيون، فإن إساءة استغلال موقعهم في النظام العالمي، كما أعتقد، هي ببساطة بلا حدود".

 

وبيّن قال سيرغي لافروف إنه في سياق الإصلاح، يتعيّن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التخلص من العيب الرئيسي ألا وهو "هيمنة الدول الغربية"، واختتم: "قلنا مراراً أن مجلس الأمن يجب أن يتخلص من عيبه الرئيسي - هيمنة مجموعة واحدة من الدول. ومن بين 15 مقعداً، تنتمي 6 إلى الدول الغربية وحلفائها".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس