Ru En

محلل سياسي عسكري روسي: تركيا لم "تنحني" للولايات المتحدة بخصوص "إس - 400"

٢٩ يوليو ٢٠٢٠

خلال لقاءه مع فلاديمير بوتين، أعلن المدير العام لمؤسسة "روستيخ" الحكومية الروسية سيرغي تشيميزوف، أن روسيا الاتحادية تعمل على توريد الدفعة الثانية من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية "إس-400" إلى تركيا.

 

وفي الإشارة إلى التنفيذ المبكر لعقد توريد أنظمة "إس-400" إلى تركيا، تحدث سيرغي شيميزوف عن أن "هذه هي الصفقة الأولى من هذا الحجم مع دولة عضو في الناتو، وتبلغ قيمة العقد 2.5 مليار دولار".

 

ونقل الكرملين في موقعه على الإنترنت تصريحات المدير العام لمؤسسة "روستيخ": "حاليا نعمل على تسليم دفعة ثانية محتملة."

 

 

من جهته لاحظ المحلل السياسي العسكري، رئيس قسم العلوم السياسية وعلم الاجتماع في جامعة الاقتصاد "بليخانوف" الروسية، أندريه كوشكين، على أثير إذاعة "سبوتنيك" أن تركيا في حين أنها لا تزال عضوا في حلف الناتو، لكنها في الفترة الأخيرة تنتهج سياسة خارجية مستقلة إلى حد ما، بما في ذلك في مجال التعاون العسكري التقني.

 

وقال كوشكين: "يتسبب هذا التناقض باستياء خطير داخل البيت الأبيض. والأهم من ذلك كله، فإن الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين دونالد ترامب يشعر بالقلق من أن تركيا، ثاني أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي، تحصل على أسلحة ذات تقنية عالية من روسيا، الدولة التي تم إنشاء حلف شمال الأطلسي ضدها في وقت واحد. مع الاستمرار في تغذية حلف شمال الأطلسي بجميع أنواع قصص الرعب حول "عدوانية" روسيا الاتحادية. في ظل هذه الظروف، تحاول الولايات المتحدة الضغط على تركيا للخروج من التعاون مع روسيا، ولكن هناك شيء لا يعمل هنا، (رجب طيب) أردوغان لا ينحني".

 

وفي رأيه، هناك دور هام يلعبه التفوق الذي لا شك فيه لأنظمة الدفاع الجوي الروسية على نظيراتها من الأنظمة الغربية.

 

وأضاف أندريه كوشكين: "يجب الاعتراف بأنه خلال فترة الحرب الباردة، تخلف الاتحاد السوفيتي في المجمل مع فترة حوالي خمس سنوات، عن الابتكارات ذات التقنية العالية التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوق الأسلحة، وبطريقة ما كان الاتحاد السوفيتي متفوقا على منافسيه، وكان سباق التسلح يسير على قدم وساق. ولكننا اليوم نحن متقدمون، بعد أن أنشأنا أنظمة فريدة عالية التقنية، أولا وقبل كل شيء، أود أن أركز على الأنظمة التي تضمن حماية أراضينا، وفي هذا الخصوص، على منظومة "إس -400 تريومف"، التي فاجأت العالم كله".

 

في العام الماضي، أوفت روسيا بعقدها الأول لتوريد أربعة أجزاء من "إس -400" إلى تركيا. وتسبب الاتفاق بين البلدين في أزمة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.

 

وطالبت واشنطن تركيا بالتخلي عن العقد مع روسيا مقابل الحصول على المجموعات الأمريكية من منظومة "باتريوت"، مهددة بإلغاء صفقة بيع أحدث مقاتلات "إف -35" إلى تركيا، مع فرض عقوبات عليها أيضا. في حين رفضت أنقرة تقديم تنازلات واستمرت المفاوضات بشأن دفعة إضافية من "إس -400".

 

وفي وقت سابق قال نائب رئيس الوزراء، يوري بوريسوف، إن روسيا مستعدة لإبرام عقد جديد مع تركيا لتوريد مجمعات "إس -400"، وفي حزيران/ يونيو، توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن تسليم مجموعة ثانية من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Creative Commons