أعلنت عضو "الجمعية الوطنية الباكستانية"، رئيس مركز دراسات "باكستان والخليج" - سيهار كامران أنه على مدار عام 2023، ارتفع حجم التجارة بين روسيا والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بنسبة 30%، مما يعكس تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون المتبادل المنفعة.
وقد أدلت السيدة كامران بهذا التصريح ، خلال الاجتماع الخارجي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، الذي يُعقَد في كوالالمبور برئاسة رئيس جمهورية تتارستان - رستم مينيخانوف، وحمل عنوان موضوع "روسيا والعالم الإسلامي: التعاون في عصر التعددية القطبية الناشئة، اليوم الاربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2024.
وأكدت سيهار كامران أن المشهد السياسي العالمي يمر بتحولات زلزالية، مما يخلق تحديات معقدة للدول والحضارات. وفي هذه البيئة الجيوسياسية المضطربة، تتزايد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، ويظل خطر تصعيد التوترات كبيراً ما لم يتم العثور على حلول قابلة للتطبيق.
وأضافت: "لن يكون من المبالغة القول إن عصر البنية الدولية الأحادية القطبية الحالية قد انتهى. يجب أن نبذل قصارى جهدنا لإنشاء إطار سياسي جديد قائم على الاحترام المتبادل للسيادة والعدالة والمساواة، وقبل كل شيء الإنسانية".
وبحسب كامران، تفرض الاضطرابات في الهياكل السياسية العالمية ضغوطًا متزايدة على الأنظمة الاقتصادية والتجارية الدولية، وتعمل القوى الاقتصادية الناشئة مثل الصين وروسيا والبرازيل على إعادة تشكيل نماذج التجارة، وتحدي الهيمنة الغربية التقليدية. كما يمثل هذا التحول من نظام أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب تطوراً مهماً في العلاقات التجارية، مع تعزيز التحالفات مثل منظمة "شنغهاي للتعاون"، ومجموعة "بريكس"، و"الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" للتعاون بين الدول النامية وتضخيم نفوذها على معايير التجارة العالمية.
ومع ذلك حذرت المسؤولة الباكستانية من أن هذا التحول ليس خالياً من المخاطر، حيث تشكل التوترات الجيوسياسية، والحمائية المتزايدة، والتفتت الاقتصادي تحديات كبيرة لاستقرار التجارة العالمية وتهدد تماسك سياسات التجارة المتعددة الأطراف، وقالت أيضاً: "كما ذكرت سابقاً، فإن الأنظمة السياسية والاقتصادية العالمية تتعرض لضغوط هائلة بسبب المنافسة الاستراتيجية بين قوى الوضع الراهن وتلك التي تتحداها. وهذا يخلق فرصة فريدة للاتحاد الروسي والعالم الإسلامي لتكثيف الحوار والتعاون عبر الطيف الكامل لعلاقاتهما".
كما أوضحت رئيس مركز دراسات "باكستان والخليج" أنه يجب أن يقوم نموذج جديد للتعاون على الاحترام المتبادل والمساواة وتقدير التمييزات الثقافية، مشيرة إلى أنه "من المشجع أن نرى الدفء الأخير بين قيادة روسيا والعالم الإسلامي".
وأبرزت سيهار كامران أهمية القمة السنوية السادسة عشرة لمجموعة "بريكس" (22-24 أكتوبر 2024)، والتي رحبت بثلاث دول ذات أغلبية مسلمة - مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة - كأعضاء كاملين. كما أشار إلى قمة منظمة "شنغهاي للتعاون" (15-16 أكتوبر 2024)، التي تستضيفها باكستان، باعتبارها معلماً إيجابياً آخر في تعزيز العلاقات الوثيقة.
ولفتت كامران الانتباه إلى أن الزيادة بنسبة 30% في حجم التجارة بين روسيا ودول منظمة "التعاون الإسلامي" في عام 2023 تؤكد بشكل أكبر على التعاون الاقتصادي المتنامي والفوائد المتبادلة لهذه الشراكة. مشددة على أهمية تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية ليس فقط، بل وأيضاً تعزيز الروابط بين الناس والحوار بين الأديان والثقافات بين هاتين الحضارتين.
كما سلطت الضوء على الأهمية الاستراتيجية لعلاقة روسيا بالعالم الإسلامي، ومنظمة "التعاون الإسلامي" التي تمثل تعداداً سكانياً يبلغ حوالي 2 مليار نسمة ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي المشترك 27.9 تريليون دولار. وفي روسيا، يلعب حوالي 26 مليون مسلم، يشكلون حوالي 15% من السكان، دوراً حاسماً في ربط العلاقات مع العالم الإسلامي.
وعلى حد قول المسؤولة الباكستانية فقدأصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في عام 2003، أول رئيس دولة من دولة ذات أغلبية غير مسلمة يلقي كلمة في قمة منظمة "التعاون الإسلامي"، مما يمثل حدثاً تاريخياً. واليوم، تتمتع روسيا بصفة مراقب في منظمة التعاون الإسلامي، مما يؤكد التزامها بتعزيز العلاقات البناءة مع الدول ذات الأغلبية المسلمة ومصلحتها الاستراتيجية في تعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي الأوسع.
وأكدت كامران أيضاً على إمكانية التعاون في مختلف القطاعات، بما في ذلك شراكات الطاقة، والعلاقات التجارية، ومبادرات مكافحة الإرهاب المشتركة، والتي تتوافق مع المصالح المشتركة في الأمن والاستقرار الإقليمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن استكشاف التمويل الإسلامي من خلال البنوك الروسية يقدم فرصاً واعدة لكل من المستثمرين الروس والمؤسسات المالية الإسلامية.
هذا واختتمت عضو الجمعية الوطنية الباكستانية حديثها قائلة: "من خلال الاستفادة من مصالحنا المشتركة والتركيز على مجالات المنفعة المتبادلة، يمكننا صياغة شراكة أقوى وأكثر مرونة بين روسيا والعالم الإسلامي".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"