Ru En

موظف سابق في المخابرات الأمريكية: على واشنطن التعلم من روسيا في بناء العلاقات مع الشرق الأوسط

٢٦ ديسمبر ٢٠٢٢

يجب على السلطات الأمريكية في مسألة بناء العلاقات مع دول الشرق الأوسط أن تأخذ مثالاً من الاتحاد الروسي والصين. عبر عن هذا الرأي ضابط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق بول بيلار في مقال نشر في The National Interest اليوم الاثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022.


واختلف بيلار مع التكهنات القائلة بأن الشرق الأوسط يشهد حالياً "تغيرات جوهرية في أنماط التعاون والصراع بين دول المنطقة" ودول خارجها. ووفقا لكاتب المقال، فإن "الجغرافيا السياسية العامة في الشرق الأوسط لم تشهد تغييرات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية ولن تتغير بشكل جذري في الأشهر المقبلة". وعلى وجه الخصوص، يعتبر بيلار أنه لا توجد تغييرات كبيرة داخل المنطقة نفسها. و"مشهد التورط [في المنطقة] من جانب القوى الخارجية أيضاً لا يتغير بشكل جذري".


لذلك، أشار بيلار إلى أن روسيا، على الرغم من العقوبات والوضع حول أوكرانيا، "تواصل إظهار المهارة في العمل مع جميع أطراف صراعات الشرق الأوسط - من إسرائيل حتى إيران". وقال بيلار إن "رحلة [الرئيس الصيني] شي جين بينغ الأخيرة [إلى المملكة العربية السعودية] هي جزء من جهود الصين لمحاكاة روسيا في سياسة خارجية متعددة الاتجاهات في الشرق الأوسط".


وأوضح المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية أن الولايات المتحدة، في تفاعلها مع المنطقة "كانت ولا تزال على الأرجح الدولة الأكثر تقييداً ذاتياً. والتقييد الذاتي مرتبط بالسياسة الداخلية [للولايات المتحدة] وإرث الأزمات السابقة، ويتجلى ذلك أولاً وقبل كل شيء في الدعم غير المشروط لإسرائيل والعداء غير المشروط تجاه إيران".


واعتبر أنه لا ينبغي أن تستند سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال الأشهر والسنوات المقبلة إلى توقع حدوث تغيرات جيوسياسية في المنطقة، و"بدلاً من ذلك، بالإمكان تعلم الدروس التي كان من الممكن تعلمها منذ سنوات. أحد هذه الدروس هو أنه من أجل توسيع نفوذها، يجب على الولايات المتحدة محاكاة روسيا، والآن الصين، في التعامل مع الجميع، عوضاً عن النظر إلى الشرق الأوسط كمنطقة مقسمة بدقة إلى أصدقاء وأعداء"، وذلك فضلاً عن ذلك، تابع بول بيلار، إن التواجد الأمريكي في المنطقة يجب ألا يتخذ "أشكالاً عسكرية للغاية" تنطوي على إهدار موارد ضخمة وإخفاقات محتملة.


وخلص بول بيلار إلى أن "الصين لا تربط دبلوماسيتها النشطة والواسعة النطاق في الشرق الأوسط بتحمل عبء ثقيل [لضمان] الأمن في الشرق الأوسط، ويجب على الولايات المتحدة ألا تفعل ذلك أيضا".



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: PxHere/CC0
المصدر: تاس