أعلن السفير الأمريكي لدى حلف الناتو، دوغلاس ليوت، أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستبذل جهودها من أجل أن تثني الدولة التركية عن اقتناء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية المضادة للطائرات "إس -400"،والتي كانت قد حصلت عليها أنقرة في وقت سابق، بما في ذلك من خلال عرض هذه المسألة على أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأكملها.
وأعلن السفير الأمريكي ذلك خلال مؤتمر صحفي له يوم أمس الاثنين 22 مارس/آذار 2021، قال فيه "إننا سنواصل مناقشة القضايا المتعلقة بالنظام الدفاعي (إس -400) مع تركيا، سواء في إطار الاتصالات الثنائية أو في إطار الـ ناتو"، مضيفاً أن "سنواصل العمل في حلف شمال الأطلسي معاً لرسم الطريق إلى الأمام".
واستذكر قائلا: "كانت الولايات المتحدة واضحة جداً بشأن الكيفية التي تنظر بها إلى مسألة استحواذ تركيا على "إس-400، نحن نعارض حصول (تركيا) على هذه المنظومة الروسية".
وأضاف المندوب الأمريكي الدائم لدى الـ ناتو أنه "لا مكان لأنظمة الأسلحة الروسية الكبيرة، مثل إس -400".
ووفقا دوغلاس ليوت، فإن شراء أنقرة لمجمعات "إس-400" يتعارض كذلك مع التعهّدات بالتخلي عن الاعتماد على أنظمة الأسلحة الروسية، والتي (في وقت ما) أخذها حلفاء الـ ناتو على بعضهم البعض".
وفي الوقت نفسه، وصف ليوت تركيا بأنها "حليف مهم للغاية" للولايات المتحدة في إطار الـ ناتو، مؤكداً أنها "تقدم مساهمة كبيرة في عمليات الحلف".
يُشار إلى أن كل من روسيا وتركيا وقعتا في العام 2017 عقداً يقتضي بأن تزوّد موسكو أنقرة بمنظومة الدفاع الجوي "إس -400". لتصبح تركيا بذلك أول دولة في حلف شمال الأطلسي تحصل على هذه المنظومة من روسيا.
وأثار قرار أنقرة رد فعل سلبي حاد من جانب الولايات المتحدة ومن دول التحالف ككل.
وفي السياق ذاته، لا تكف الولايات المتحدة عن محاولة حمل تركيا على التخلي عن أنظمة الدفاع الجوي الروسية. وانطلاقاً من أن تركيا لم تستسلم للضغوط ولم تتخلص من "إس-400"، وبذلك، استبعدت واشنطن أنقرة من البرنامج الأمريكي لإنتاج مقاتلات الجيل الخامس "إف-35".
بالإضافة إلى ذلك، كثيراً ما كانت الولايات المتحدة تلوّح لتركيا بفرض عدد من العقوبات، أُحادية الجانب، جرّاء شراء "إس-400"، لكنها لم تكن في عجلة من أمرها لاتخاذ هذه الخطوات، إذ أنها تخشى المزيد من التدهور في العلاقات، وذلك مع التحذير الذي أطلقته أنقرة - الحليف الرئيس في حلف شمال الأطلسي - من أنها "لن تترك تطبيق مثل هذه العقوبات ضدها دون رد".
هذا ويُذكر أن الإدارة الأمريكية السابقة، برئاسة دونالد ترامب، فرضت في كانون الأول/ديسمبر 2020 عقوبات على تركيا بعد شراء "إس-400".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس