حكمت المحكمة التونسية التي تنظر في قضايا الإرهاب على زعيم الحزب الإسلامي التونسي المعتدل "النهضة"، الرئيس السابق لمجلس نواب الشعب (مجلس النواب) الذي حلّه رئيس الجمهورية في عام 2022 - رشيد الغنوشي البالغ من العمر 81 عاماً بالسجن لمدة عام، وهو ما أعلنته إذاعة "موزاييك" المحلية يوم أمس الاثنين 15 مايو/أيار 2023.
ووجهت إلى الغنوشي تهمة "التصريحات الاستفزازية" في إجتماع لقوى المعارضة بمناسبة ذكرى تأسيس جبهة الإنقاذ الوطني (تحالف الأحزاب والحركات)، حيث قال إن "تونس مهددة بحرب أهلية إذا تم القضاء على الإسلام السياسي في البلاد".
وسبق أن ترددت أنباء عن اتهام الغنوشي بـ "التآمر على أمن الدولة وأعمال تهدف إلى تغيير النظام الحالي وإثارة الفتنة بين مواطني البلاد". وكان الغنوشي في السنوات الأخيرة من أشد المنتقدين للرئيس قيس سعيّد.
هذا ودعت جبهة "الإنقاذ الوطني" السلطات التونسية، يوم أمس أيضاً، إلى "الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين ووقف المحاكمات الجائرة ضدهم"، وحذرت الجبهة السلطات من استخدام "القضاء والأجهزة الأمنية لمصالحها الخاصة، الأمر الذي قد يجر البلاد إلى حالة من الفوضى ، يكون فيها صراع بين المجتمع والدولة".
ودانت الجبهة استمرار "الاعتقالات التعسفية للنشطاء السياسيين ونشطاء المجتمع المدني على أساس اتهامات كاذبة"، كما دعت الجبهة "جميع القوى السياسية والمدنية لتجاوز الخلافات الايديولوجية من أجل استعادة الشرعية الدستورية، ووضع خطة متفق عليها للإصلاحات الاقتصادية من شأنها الحفاظ على التجربة الديمقراطية وإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية".
اعتقالات وأزمة
إلى ذلك يُذكر أن الشرطة التونسية اعتقلت، منذ بداية العام، العديد من النشطاء السياسيين، من بينهم أعضاء في قيادة حزب النهضة الإسلامي. وتشتبه السلطات في تورط بعضهم في مؤامرة ضد أمن الدولة.
وقد استمرت الأزمة السياسية الحادة في تونس منذ 2021، إذ نشأت هذه الأزمة على خلفية المواجهة بين رئيس الجمهورية والبرلمان. وتتهم المعارضة رئيس الدولة، قيس سعيّد، بمحاولة التحكم والسيطرة على كل هيئات النظام التونسي وإقامة دكتاتورية.
هذا ويشير مراقبون إلى أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد يتدهور بسرعة، مع التنويه بأن أسعار المواد الغذائية آخذة في الارتفاع والتضخم آخذ في الارتفاع.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا- العالم الإسلامي"
الصورة: Racool_studio/Freepik
المصدر: تاس