تتفاوض السلطات المصرية مع ممثلي الحوثيين من حركة "أنصار الله" اليمنية وإيران لحل الوضع في البحر الأحمر وسط انخفاض حركة المرور عبر قناة السويس، حسبما أعلنت صحيفة "العربي الجديد" نقلاً عن مصادر مصرية مطلعة، وذلك اليوم الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024.
قال مصدر مصري تحدث لـ"العربي الجديد"، إن "اتصالات مصرية مكثفة على مستوى أمني، جرت مع قيادات بارزة في جماعة أنصار الله (الحوثيون)، عقب الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا لمناطق سيطرة الجماعة في اليمن في 12 ينايرالحالي، في محاولة لاستطلاع رد الفعل، ومن ثم الاستعداد للتداعيات".
وأوضح المصدر أن "الحديث بين المسؤولين المصريين والقيادات الحوثية خلال الأيام القليلة الماضية، شهد تأكيد القاهرة على عدم المشاركة في أي إجراءات على مستوى دولي من شأنها استهدف الجماعة"، مشيراً إلى أن القاهرة "أكدت للإدارة الأميركية على خطورة الحل العسكري في أزمة البحر الأحمر، وأنه من الأفضل الدفع نحو حل يعجل بإنهاء السبب الرئيسي، وهو الحرب الدائرة في قطاع غزة".
ولفت المصدر إلى أن "الاتصالات بين القاهرة والحوثيين كانت إيجابية في مجملها، وشهدت تقديراً من جانب الجماعة لموقف مصر الرافض للانخراط في أي عمليات عسكرية ضدها"، قائلاً إن "قيادات الجماعة أكدوا للمسؤولين المصريين عدم وجود نوايا لتوسيع العمليات والاستهدافات للسفن، بخلاف تلك التي تتوجه إلى إسرائيل أو ترتبط بها، وذلك رغم الضربات الأميركية والبريطانية الأخيرة".
في السياق نفسه، كشف دبلوماسي مصري، طلب عدم ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد"، عن "ترتيبات تجرى في الوقت الراهن، استعداداً لزيارة مرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة، لوزير الخارجية الإيراني - حسين أمير عبد اللهيان إلى القاهرة". وكشف أنه تم التوافق على الزيارة خلال اتصال سابق بين الرئيسين، المصري عبد الفتاح السيسي، والإيراني إبراهيم رئيسي.
الجدير بالذكر أنه بعد تصعيد الصراع في قطاع غزة، أعلن الحوثيون أنهم سيضربون الأراضي الإسرائيلية ولن يسمحوا للسفن المرتبطة بها بالمرور عبر مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى يتم إنهاء العملية في القطاع الفلسطيني، وفقاً لحسابات القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، منذ منتصف نوفمبر 2023، هاجم الحوثيون أكثر من 20 سفينة مدنية في البحر الأحمر.
وعلى خلفية تفاقم الوضع في البحر الأحمر، قررت العديد من الشركات بتغير مسار سفنها المتجهة إلى أوروبا عبر قناة السويس الى رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا، ومع ذلك، يستغرق هذا المسار 10 - 14 يوما أطول من المسار عبر البحر الاحمر، مما يزيد من التكاليف.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Iva Balk/Pixabay
المصدر: تاس