بدأت السلطات الأمريكية تدرك أن استراتيجية التأثير على الدول الافريقية، الرامية إلى تقويض تعاونها مع روسيا، لا تجدي نفعاً، وفقاً لما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين اليوم الثلاثاء 23 ابريل/نيسان 2024.
ووفقاً للصحيفة فإن الوضع في النيجر، الذي قطع الاتفاق العسكري مع الولايات المتحدة، دفع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "إعادة النظر في نهج العلاقات مع المناطق غير المستقرة في افريقيا".
وتوضح الصحيفة كذلك أن القانون الأمريكي لا يسمح بتمويل الحكومات التي وصلت إلى السلطة نتيجة للتمرد، لكن واشنطن حاولت الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع الدول الافريقية حيث حدثت انقلابات، في محاولات لترتيب "مفاوضات حول خرائط الطريق والمواعيد النهائية للانتخابات الديمقراطية. بالإضافة إلى ذلك، حاولت واشنطن ثني مثل هذه الدول عن التعاون مع موسكو من خلال لعب ورقة "فضح أنشطة ما يُسمّى بالمرتزقة الروس في القارة" وانتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إليهم.
كما لاحظ المسؤولون في واشنطن، فشلت هذه الجهود في تشجيع الدول الافريقية على التخلي عن العلاقات مع روسيا، وفقاً لهم، تحتاج هذه الدول إلى مساعدة عسكرية أكثر من اللازم، والتي لا تستطيع الولايات المتحدة تقديمها، وبسحب مصادر الصحيفة فإن "الميزة الحقيقية للروس على الولايات المتحدة هي أن لديهم أسلحة ويبيعونها، بما في ذلك طائرات الهليكوبتر، وهناك أيضاً العديد من المشاكل الأمنية في افريقيا فالأفارقة بحاجة إلى أسلحة".
وأشار المسؤولون أيضاً إلى أن الدول الافريقية ترفض دعوات واشنطن إلى "القبول الكامل للديمقراطية"، بالنسبة لمعظم هذه البلدان، لا يحبون أن يتم إخبارهم بما يجب عليهم فعله.
وأكد أحد المسؤولين للصحيفة، أن الغرب يحاول منذ فترة طويلة تعليم الدول الإفريقية كيفية إدارة الدولة، وفي النهاية يقولون "كفى"، في الوقت نفسه، كما قال المتحدث باسم الجيش الأمريكي - لـ "بوليتيكو"، إن السلطات الأمريكية تعتقد أنه سيكون من قُصر النظر التخلي تماماً عن الوجود العسكري في البلدان التي، في رأيهم، "تعاني من مشاكل في الديمقراطية"، موضحاً أن "الخوف هو أننا سنغادر وستأتي روسيا".
الوضع في النيجر وانهيار الاتفاق العسكري
من الجدير بالذكر أن النيجر أنهت اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي، التي بموجبها تم إنشاء قاعدة أمريكية للطائرات المسيرة في شمال البلاد. وأوضحت السلطات العسكرية في النيجر، موضحة قرارها، أن هذا الاتفاق فرض على البلاد ولا يلبي مصالح الشعب.
من جهتها أعلنت الإدارة الأمريكية إنها على اتصال مع قيادة النيجر وتواصل مناقشة الوضع، علماً أنه كان هناك حوالي 1.1 ألف عسكري أمريكي في النيجر حتى نهاية عام 2023، معظمهم في قاعدة القوات الجوية في منطقة أغاديس شماليّ البلاد.
ووفقاً للصحفي في جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية جون هدسون، فقد وافقت الولايات المتحدة على سحب وحدتها العسكرية من النيجر، إذ أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الـ "بنتاغون" - باتريك رايدر في الساعات القليلة الماضية أن واشنطن بدأت مشاورات مع النيجر بشأن سحب قواتها من هناك.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: marco vannozzi/Pixabay
المصدر: تاس