أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة - دميتري بوليانسكي، أن الولايات المتحدة متهمة بإساءة استخدام حق النقض (الـ فيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من المساءلة القانونية حربها في قطاع غزة، وذلك اليوم الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2024.
ورداً على تصريح السفيرة الأمريكية - ليندا توماس غرينفيلد، بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة للتخلي عن الفيتو، قال بوليانسكي: "يبدو أن زملاءنا الأمريكيين ما زالوا ينظرون إلى العالم من خلال عدسة متعالية، ويقسمون الدول إلى فئتين. في الفئة الأولى، هناك حكام الكون المعلنون ذاتياً، الذين يشعرون بأنهم مخولون بفعل ما يحلو لهم لتعزيز المصالح الأمريكية، وهناك الفئة الثانية التي تشمل جميع الدول الأخرى، وهذا يردد صدى نموذج بوريل "الحديقة مقابل الغابة".
وأضاف: "منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) استخدمت الولايات المتحدة حق النقض خمس مرات لحماية إسرائيل من أي مسؤولية عن أفعالها في غزة"، مشيراً كذلك إلى أن الولايات المتحدة منعت ذات مرة مجلس الأمن من إدانة "حماس"، وهي حقيقة يفضلون عدم ذكرها.
كما أوضح دميتري بوليانسكي أن "زميلتنا الأميركية، كما قالت صراحة، لا ترى أي حاجة لتبرير شلل عمل المجلس بشأن الشرق الأوسط، بسبب واشنطن وهذا يجعل الولايات المتحدة متواطئة بشكل مباشر في جرائم إسرائيل في غزة، المسؤولة عن مقتل ما يقرب من 42 ألف مدني، ومثل هذا السلوك لا يليق بعضو دائم في مجلس الأمن".
وأكد بوليانسكي أن حق النقض ليس مجرد امتياز بل أداة لمنع القرارات الأحادية الجانب، قائلاً: "من الواضح أن واشنطن تسيء استخدام هذه الأداة فيما يتعلق بقطاع غزة. وعلاوة على ذلك، تتمتع الولايات المتحدة وحلفاؤها بالأغلبية في المجلس ويمكنهم بسهولة استخدام "حق النقض الخفي" من خلال الضغط على الأصوات وعرقلة القرارات دون اللجوء إلى حق النقض الفعلي، ولهذا السبب نحتاج إلى إصلاح مجلس الأمن، لتجريد الغرب الجماعي من هيمنته العددية وقدرته على التلاعب بالمجلس".
حول حق النقض
في الماضي، دعت العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إلغاء حق النقض في مجلس الأمن الدولي.
لقد دافعت روسيا باستمرار عن حق النقض، بحجة أنه حجر الزاوية في الهيكل العالمي للأمم المتحدة. وأكدت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة أن استخدام حق النقض هو الملاذ الأخير، فقط عندما يتم استنفاد جميع السبل الأخرى لاتخاذ القرار.
ويتكون مجلس الأمن الدولي من 15 دولة، مع خمسة أعضاء دائمين (روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا) وعشرة أعضاء غير دائمين يتم انتخابهم لمدة عامين. وقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة - أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، أن معظم أعضاء الأمم المتحدة يدركون الحاجة إلى إصلاح مجلس الأمن، من جهته وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، اقترح توسيع المجلس، ليس بإضافة المزيد من الدول الغربية، ولكن بإدراج دول من آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: AP/TASS
المصدر: تاس