وجهت روسيا الدعوة إلى اللاعبين الإقليميين الآخرين بضرورة التحلي بضبط النفس في نشاطهم العسكري وسط الاشتباكات الأخيرة على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس 30 تموز/ يوليو، نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، أليكسي زايتسيف.
وقال زايتسيف في رده على سؤال لوكالة "تاس" حول نية أذربيجان إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع تركيا، بما في ذلك مناورات على الحدود مع أرمينيا: "نحن بالطبع نتابع عن كثب الوضع في المنطقة، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار النزاع الحدودي الأرمني الأذربيجاني الأخير، ونحث بقوة جميع الأطراف على كبح جماح نفسها، بما في ذلك في أنشطتها العسكرية الحالية".
وأشار إلى أن المناورات المقررة مع القوات المسلحة التركية تجري على الأراضي الأذربيجانية في الفترة من 29 يوليو إلى 10 آل/ أغسطس وفقا للاتفاق الحالي للتعاون العسكري. وهي تشمل حوالي 5 آلاف جندي، و 150 عربة مدرعة، وما يصل إلى 150 وحدة من أنظمة المدفعية والدفاع الجوي، بالإضافة إلى ما يصل إلى 30 وحدة من الطائرات والمروحيات والطائرات من دون طيار.
وأضاف: "في روسيا، كان يُنظر بقلق شديد إلى تفاقم الوضع على حدود أرمينيا الصديقة وأذربيجان، ونحن مقتنعون بأن نزاع قره باغ الطويل الأجل، ومثله مثل أي خلافات أخرى على الساحة الدولية، يجب أن يتم حله حصرا بالوسائل السلمية، من خلال المفاوضات الدبلوماسية "...".
وأشار نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في الخارجية إلى المحادثات الهاتفية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع زملائه من أرمينيا وأذربيجان فضلا عن الاتصالات الأخيرة مع تركيا. على مستوى رؤساء ورؤساء الدوائر الدبلوماسية.
وأكد في هذا الجانب أن القيادة الروسية بذلت كل الجهود اللازمة لمنع المزيد من التصعيد بما فى ذلك من خلال التفاعل العملياتى مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة وعلى مستوى الرؤساء ورؤساء الدوائر الدبلوماسية.
ووفقا له، فإن موسكو عازمة على مواصلة العمل مع الشركاء، بما في ذلك تركيا، "لوقف جولة جديدة من التوتر"، وتحقيق الاستقرار في الوضع العام في منطقة "جنوبي القوقاز"، والعمل بقوة على إقامة حوار بين يريفان وباكو.
تفاقم الوضع على الحدود الأرمنية الأذربيجانية
تصاعد الوضع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان في 12 تموز/ يوليو. وفي باكو تم الإعلان عن محاولة من قبل القوات المسلحة الأرمنية لمهاجمة مواقع جيش الجمهورية بواسطة سلاح المدفعية، في حين تصف يريفان سبب تفاقم بأنه جراء محاولة الاختراق من الجانب الأذربيجاني.
وقد أبلغ الجانبان عن سقوط قتلى. ووفقا لتقديراتهم، يظل الوضع هادئا نسبيا منذ 17 يوليو، لكن المعلومات حول القصف على المنطقة الحدودية وبالقرب من خط الاتصال في قره باغ يتم تلقيها بشكل يومي تقريبا.
وبدأ الصراع بين باكو ويريفان في شباط/ فبراير 1988، عندما أعلنت منطقة قره باغ المستقلة انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية. وخلال النزاع المسلح في الفترة الممتدة بين 1992 -1994 ، فقدت أذربيجان سيطرتها على قره باغ وسبع مناطق متجاورة.
ومنذ عام 1992، كانت المفاوضات جارية بشأن تسوية سلمية للصراع في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي ترأسها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons