أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هناك حقيقة في الحرب العالمية الثانية تتمثل بأن القوات السوفيتية جاءت إلى ألمانيا في مهمة تحرير.
وجاء ذلك في مقال الرئيس الروسي بوتين الذي حمل عنوان "لنكن منفتحين بغض النظر عن الماضي"، والذي نشره اليوم الثلاثاء موقع الكريملِن على الإنترنت في 22 يونيو/حزيران 2021.
وجاء في هذا المقال أنه "أياً كان من يحاول الآن إعادة كتابة صفحات الماضي، فالحقيقة هي أن الجندي السوفيتي جاء إلى أرض ألمانيا لا بهدف الانتقام من الألمان، ولكن من خلال المهمة النبيلة والعظيمة التي يحملها المحرّر".
ونُشرت مقالة الرئيس بوتين في "يوم الذكرى والحزن"، الذي يصادف تاريخ اليوم، وكتب فيها: "في 22 يونيو 1941، أي قبل 80 عاماً بالضبط، هاجم النازيون دولة الاتحاد السوفيتي بعد أن احتلوا كل أوروبا تقريبا. بالنسبة للشعب السوفيتي، بدأت الحرب الوطنية العظمى - الحرب الأكثر دموية في تاريخ بلدنا، ولقي عشرات الملايين من الناس حتفهم، وتعرضت الإمكانات الاقتصادية والتراث الثقافي لأضرار جسيمة".
وأضاف الرئيس الروسي: "نحن فخورون بشجاعة وصمود أبطال الجيش الأحمر وعمال الجبهة الداخلية، الذين لم يدافعوا فقط عن استقلال وكرامة الوطن الأم، ولكن أيضاً أنقذوا أوروبا والعالم من العبودية"، مؤكداً على أن "ذكرى الأبطال الذين قاتلوا ضد النازية، ذكرى مقدّسة بالنسبة لنا".
ولفت الرئيس الروسي في الوقت نفسه إلى أن: "نتذكر بامتنان الحلفاء في التحالف المناهض لهتلر والمشاركين الألمان في المقاومة المناهضة للنازية الذين قرّبوا النصر المشترك".
وبحسب رئيس روسيا الاتحادية.. "بعد أن نجت شعوب أوروبا من ويلات الحرب العالمية، كانت لا تزال قادرة على التغلب على العزلة واستعادة الثقة والاحترام المتبادلين، وشرعت في مسار التكامل من أجل رسم الخط الأخير للمآسي الأوروبية في النصف الأول من القرن الماضي".
وعبّر بوتين عن رأيه قائلا: "إن المصالحة التاريخية لشعبنا والألمان، الذين عاشوا في كل من شرق وغرب ألمانيا الموحدة الحديثة، لعبت دوراً هائلاً في هذا التحول الذي شهدته أوروبا".
ما بعد الحرب
وفي متن مقال الرئيس، صرّح فلاديمير بوتين أن "رجال الأعمال الألمان أصبحوا من رواد التعاون في سنوات ما بعد الحرب مع الاتحاد السوفيتي".
وأضاف الرئيس الروسي: "في عام 1970، وقّع الاتحاد السوفيتي وجمهورية ألمانيا الاتحادية "صفقة القرن" بشأن إمدادات الغاز الطبيعي طويلة الأجل إلى أوروبا، والتي أرست الأساس للاعتماد المتبادل البنّاء، والذي أصبح نقطة الانطلاق للعديد من المشاريع الطموحة في وقت لاحق، بما في ذلك بناء خط أنابيب الغاز السيل الشمالي".
كما نوّه بأنه "كنا نأمل أن تكون نهاية الحرب الباردة انتصاراً مشتركاً لأوروبا، وبدا وكأن تحقيق حلم شارل دو غول حول توحيد القارة الأوروبية قاب قوسين أو أدنى وبات أمراً واقعاً.. وليس فقط من الناحية الجغرافية من المحيط الأطلسي إلى جبال الأورال فحسب، بل أيضاً من الناحية الثقافية والحضارية.. من لشبونة إلى فلاديفوستوك".
وأكد الرئيس الروسي أن كان المنطق المتمثل في بناء أوروبا الكبرى، التي توحّدها القيم والمصالح المشتركة، هو ذاته ما سعت إليه روسيا لتطوير علاقاتها مع الأوروبيين"، ويعتقد رئيس الدولة الروسية: "لقد فعلنا نحن والاتحاد الأوروبي الكثير على هذا المسار".
وتابع فلاديمير بوتين في مقاله: في الوقت نفسه، ثمة نهج مختلف هو السائد"، وذلك بالإشارة إلى أن أوروبا قد استندت إلى توسيع حلف شمال الأطلسي (الـ ناتو)، الذي كان في حد ذاته من مخلفات الحرب الباردة، إذ أنه تم إنشاؤه أساسا للمواجهة في أوقات تلك الحقبة.
ونوّه رئيس روسيا الاتحادية بأنه "لقد كانت حركة هذا الحلف نحو الشرق، والتي بدأت، بالمناسبة، بأنه تم إقناع القيادة السوفيتية فعلياً بانضمام ألمانيا الموحدة إلى الـ ناتو، ما اصبح السبب الرئيس للنمو السريع لعدم الثقة المتبادلة في أوروبا.. وحول الوعود التي تم قطعها بالكلمات، أن هذا الحلف ليس موجهاً ضدكم.. وأن حدود الحلف لن تقترب منكم.. سرعان ما تم نسيانها بسرعة.. ولكن السابقة قد حصلت بالفعل".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس