أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يفهم سبب رفض رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، اشتراط أذربيجان في إعادة اللاجئين المدنيين إلى مدينة شوشا.
وجاءت تصريحات بوتين هذه خلال إجابته على أسئلة وسائل الإعلام على فضائية "روسيا -1" التلفزيونية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وبحسب بوتين، فإن قضية شوشا "أثيرت خلال هذا الصراع، وهذه الأزمة"، مبيناً أنه "في 19 و20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أجريت سلسلة من المحادثات الهاتفية مع (الرئيس الأذربيجاني إلهام) علييف ورئيس الوزراء (الأرميني نيكول) باشينيان. ثم استعادت القوات المسلحة الأذربيجانية السيطرة على جزء ضئيل، الجزء الجنوبي من قره باغ"، لافتاً الى انه نجح في إقناع الرئيس علييف بإمكانية وقف الأعمال القتالية، لكنه اشترط عودة اللاجئين، بما في ذلك إلى مدينة شوشا".
وأضاف الرئيس الروسي: "كانت صياغة موقف شركائنا الأرمن مفاجئة بالنسبة لي، إذ أعربوا عن رفضهم القاطع لذلك، وأخبرني رئيس الوزراء باشينيان بصراحة أنه يعتبر هذا تهديدا لمصالح أرمينيا وقره باغ. وحتى الآن لم يتضح لي ما هو هذا التهديد، مع الأخذ في الاعتبار أن عودة المدنيين كانت مفترضة، مع الحفاظ على سيطرة الجانب الأرميني على ذلك الجزء من أراضي قره باغ، بما في ذلك شوشا، ومع مراعاة وجود قوات حفظ السلام التابعة لنا". وتابع بوتين: "قال لي رئيس الوزراء بعد ذلك: "لا، لا يمكننا الموافقة على هذا، سنكافح، سنقاتل". ولفت بوتين إلى أنه متأكد من أن الاتهامات الموجهة إليه (باشينيان) عن خيانة ما "لا أساس لها"، معرباً عن قناعته بأن الأمر مختلف سواء كان صائباً أو مغلوطاً.
سلامة العائدين إلى قره باغ
وصف الزعيم الروسي الوضع مع عودة الأرمن إلى قره باغ بأنه أمر بالغ الأهمية والحساسية. وأوضح أنه "بهدف ضمان سلامة هؤلاء الأشخاص، يتم نشر وحدة حفظ السلام الروسية".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن اتفاقية التسوية في ناغورني قره باغ وقعها كل من رئيس وزراء أرمينيا ورئيس أذربيجان، وكذلك رئيس الدولة الروسية. "نتفهم جميعا بشكل جيد، نحن ندرك أنه بناء على شدة هذا الصراع، بناء على حقيقة أن الجروح لم تلتئم، بالطبع، فهي حديثة جدا، وهناك الكثير من الخسائر، وقد حدثت مشاكل في العديد من المنازل، للعديد من العائلات في كل من أذربيجان وأرمينيا، لذلك يستغرق الأمر وقتا إلى أن يهدأ كل شيء، ويستقر، حتى يشعر الناس بأن الحياة السلمية قد عادت إلى قلوبهم وأرواحهم.. وهذا هو الأهم".
وقال بوتين بحسب رأيه "قبل ذلك، يجب التفكير في السلامة الحقيقية للأشخاص، بمن فيهم اللاجئين العائدين من كلا الجانبين"، مشدداً على أن "هذه المهمة موكلة إلى قوات حفظ السلام الروسية".
وأشار إلى أن "مسألة عودة خمسة مناطق إلى أذربيجان، ومن ثم منطقتين كانتا تحت سيطرة أرمينيا الفعلية، قد أثيرت منذ فترة طويلة".
وقال: "في عام 2013، في إطار "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، صاغت روسيا شروطاً يمكن، في رأينا، أن تبدأ من خلالها في عملية السلام. وبذلك، فإن جميع أعضاء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، "بمن فيهم الرؤساء المشاركون، وهم روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، قد وافقوا وأيدوا ذلك".
ولفت الانتباه إلى ما كان في صميم هذه المقترحات، حيث دعا إلى العودة في المرحلة الأولى إلى المناطق الـ 5 التي تسيطر عليها أرمينيا، ثم منطقتين إضافيتين، وإنشاء ممر يربط بين قره باغ وأرمينيا في منطقة منطقة لاتشين في أذربيجان، والاعتراف بالوضع الراهن لقره باغ نفسها، دون تأمين وضعها النهائي، وكذلك عودة اللاجئين من كلا الجانبين إلى ديارهم، هي مطالب إلزامية في القانون الإنساني الدولي.
وشدّد بوتين على أنه كان يقول "لأصدقائنا الأرمن وأصدقائنا الأذربيجانيين دائماً" ان هذا سيكون حلاً للقضية، واقتربنا من القرار النهائي على هذا الأساس عدة مرات، إذا كان من الممكن القيام بذلك، فسيكون من الممكن التوصل إلى اتفاقات على هذا الأساس، ولن تكون هناك حرب، وهذا صحيح.
وقال: "أنا مطالب بهذا الآن أيضا، مضيفاً: "لسوء الحظ، عندما اقتربنا، بدا أننا كنا بالفعل قريبين جدا من حل المشكلة على هذا الأساس، من ناحية، ثم من ناحية أخرى، كانت هناك عقبات لم نتمكن من التغلب عليها ... في نهاية المطاف، تحولت القضية إلى صراع مسلح دموي شهدناه جميعا للتو".
وقال بوتين: "بالنسبة لمدينة شوشا، لم تثر قضية نقل شوشا قط". وأشار إلى أنه "تم نقل الوضع النهائي لقره باغ إلى المستقبل، وكان على الجميع الموافقة على الحفاظ على الوضع الراهن كدولة غير معترف بها".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس