أفادت مصادر في وزارة الخارجية الروسية بأن وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف ورئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً - أحمد عوض بن مبارك، سيناقشان الوضع في الشرق الأوسط ومناقشة دور روسيا في إرساء الأمن والسلام في الجمهورية اليمنية خلال اجتماع في موسكو، وذلك اليوم الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024.
وصل بن مبارك إلى العاصمة الروسية يوم أمس الاثنين في زيارة رسمية بدعوة من الجانب الروسي، وهذه هي رحلته الأولى إلى الخارج كرئيس وزراء للجمهورية، إذ تم تعيينه رئيساً للحكومة اليمنية في 5 فبراير، مع الاحتفاظ بمنصب وزير الخارجية، الذي يشغله منذ نهاية عام 2020.
بالإضافة إلى الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي، من المتوقع أن يجتمع كذلك مع رئيس البرلمان الروسي - مجلس الـ دوما - فياتشيسلاف فولودين، ورئيسة مجلس الاتحاد - فالنتينا ماتفينكو، كما تم توضيح إمكانية الاجتماع مع رئيس الوزراء الروسي - ميخائيل ميشوستين، حسبما أعلنت سفارة الجمهورية اليمنية في موسكو لوكالة «تاس» للأنباء.
قبل الزيارة، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أنه خلال المحادثات المرتقبة، يعتزم بن مبارك مناقشة قضايا العلاقات الثنائية، وبعض جوانب الأجندة الإقليمية، وكذلك "دور روسيا في تعزيز الأمن والسلام في اليمن.
تفاقم الوضع في البحر الأحمر
من المتوقع أن يكون الوضع الحالي مع على خلفية الأحداث المتعلقة بالملاحة في البحر الأحمر في قلب مناقشة جدول الأعمال الإقليمي.
يُذكر في هذا الصدد أن قوات مسلحة بريطانية وأمريكية هاجمت، في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، أهدافاً لأنصار الله في عدة مدن يمنية، بما في ذلك صنعاء والحديدة، وذلك باستخدام الطائرات والسفن والغواصات لأول مرة.
من جانبه أكد الجانب الروسي مراراً أن موسكو تؤيد ضمان سلامة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، لكنها لا تستطيع الموافقة على الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على أراضي اليمن. ووصف لافروف الهجوم الغربي على اليمن بأنه "خيار استعماري جديد للرد عسكريا على ما يحدث".
من الجدير بالذكر أن روسيا تجري بانتظام اتصالات مع جميع الأطراف المهتمة بالتسوية. لذلك، في فبراير الجاري، زار الوفد الروسي عدن اليمنية، حيث عقد اجتماع مع وزير الدفاع في الجمهورية - محسن الديري. وفي 25 يناير، استقبل الممثل الخاص لرئيس روسيا للشرق الأوسط وافريقيا، نائب وزير الخارجية - ميخائيل بوغدانوف، وفداً من حركة أنصار الله (الحوثيين).
الوضع السياسي الداخلي
في الشأن ذاته يُشار إلى أن المواجهة بين سلطات البلاد و"الحوثيين" لم تتوقف في اليمن منذ أغسطس/آب 2014، إذ هناك حالة إنسانية صعبة تشهدها البلاد، وهناك أيضاً نقص حاد في الغذاء والأدوية. من جانبها قيمت وزارة الخارجية الروسية الوضع الإنساني في الجمهورية على أنه "حرج، قريب من كارثة لا رجعة فيها"، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة لشهر ديسمبر/كانون الأول 2020، قتل ما لا يقل عن 233 ألف شخص خلال تصعيد الصراع في اليمن منذ مارس/آذار 2015.
هذا وسيكون تطور الوضع في الجمهورية وسبل الخروج من الأزمة من بين مواضيع النقاش بين لافروف ورئيس الحكومة اليمنية. حيث يتمسك الجانب الروسي بموقفه من ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية ودبلوماسية شاملة للأزمة اليمنية، كما يؤكد بانتظام استعداده لاستعادة التعاون الثنائي متعدد الأوجه مع عودة الوضع في الجمهورية إلى طبيعته.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس