يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس 23 يونيو/حزيران 2022، في إطار زيارة تستغرق يومين إلى طهران.
ويوم أمس، استقبل رئيس الجمهورية الإسلامية، إبراهيم رئيسي، الوزير الروسي.
وكما هو متوقع، ستكون الموضوعات الرئيسية للمحادثات هي احتمالات العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني والوضع الحالي في أوكرانيا. كما يعتزم الطرفان أيضاً النظر في الوضع في سوريا وأفغانستان ومنطقة القوقاز ومنطقة الخليج العربي وحول بحر قزوين.
بالإضافة إلى جدول الأعمال الدولي الواسع للغاية، سيبدي وزيرا الخارجية كذلك الاهتمام بالقضايا الثنائية، والتي تتعلق، من بين أمور أخرى، بتنفيذ المشاريع المشتركة الرئيسية في مجال الطاقة والنقل، وكذلك في المجال الثقافي والمجال الإنساني.
هذا وقد أكدت موسكو وطهران مراراً رغبتهما في تطوير التعاون في جميع المجالات، على الرغم من الضغط الهائل من جهة الغرب.
وقبل أيام قليلة، في "منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي"، قال السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي إن بلاده تعتبر روسيا دولة ذات أولوية لتطوير العلاقات.
وأضاف جلالي: "نعتزم زيادة توسيع العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع إيران لصالح الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي. ونرى أفقاً جيدة لتعزيز الاتجاهات الإيجابية الحالية في جميع مجالات التعاون الروسي -الإيراني"، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الروسية عشية قيام سيرغي لافروف بزيارته.
عملية التفاوض
وكان ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، قد أشار في وقت سابق، إلى أن الوضع حول الاتفاق النووي الإيراني وصل إلى طريق مسدود.
وفي وقت سابق، بعد ثماني جولات من الاجتماعات حول استعادة "خطة العمل الشاملة المشتركة" في العاصمة النمساوية فيينا، أعلن المفاوضون أن العملية وصلت إلى خط النهاية.
إلا أنه في مارس/آذار الماضي، أخذ الطرفان فترة راحة بسبب بعض العوامل الخارجية، واستمر هذا التوقف للشهر الرابع. وفي الأيام الأخيرة، تصاعد الموقف في هذا الاتجاه بشكل كبير.
بعد ذلك في 8 يونيو/حزيران الجاري، تبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا بشأن إيران ينتقد فيه الجانب الإيراني لعدم توضيحه منشأ جزيئات اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير مُعلنة.
كما صوّتت 30 دولة عضو في المجلس لصالح تلك الوثيقة، بينما صوتت كل من روسيا والصين ضدها، في حين امتنعت الهند وليبيا وباكستان عن التصويت.
وقبل هذا التصويت، أشارت طهران إلى أن اتخاذ مثل هذا القرار سيكون بمثابة تعطيل لعملية التفاوض، ووعدت بعد تبني القرار بإعطاء رد حاسم ومتناسب عليه.
هذا و يتعين على لافروف وعبد اللهيان توضيح مواقف بلديهما بشأن هذه القضية وتحديد السبل الممكنة لحلها.
وأوضحت الخارجية الروسية: "سيولي الوزيران اهتماماً خاصاً للوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك على خلفية التعقيدات التي نشأت في تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق باعتمادها بمبادرة من الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين للقرار المسيّس المعادي لإيران في جلسة مجلس محافظي الوكالة المنعقدة في مطلع يونيو".
تنسيق السياسة الخارجية في الظروف الصعبة
تتعاون روسيا وإيران بشكل وثيق في مجموعة واسعة من القضايا الدولية، وستوفر رحلة لافروف الحالية إلى طهران فرصة جيدة لتعزيز هذا التنسيق.
وعلى سبيل المثال، تجري الدولتان حواراً مكثفاً بشأن سوريا، وتتصاعد التوترات حوله على خلفية الضربات الإسرائيلية الجديدة على أراضيها، وكذلك العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمالي الجمهورية العربية.
وفي 16 يونيو/حزيران الجاري، اختتم الاجتماع الدولي الثامن عشر بصيغة "أستانا" في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، حيث تم التطرق أيضاً إلى هذه الموضوعات. وسيواصل الوزيران بلا شك مباحثاتهما في الجلسة المقبلة.
بدورها، ترحب موسكو بمشاركة طهران في آليات أخرى متعددة الأطراف إلى جانب "أستانا".
وعلى وجه الخصوص، تدعم روسيا عملية قبول إيران في "منظمة شنغهاي للتعاون" وتعتمد على توقيع مذكرة مناسبة بشأن التزامات الجمهورية في قمة المنظمة التي ستعقد في سبتمبر/أيلول المقبل في مدينة سمرقند بأوزبكستان.
كما يقع كلا البلدين تحت تأثير العقوبات الغربية واسعة النطاق، وهذا سبب آخر للرد على تسريع إقامة العلاقات الاقتصادية مع بعضهما البعض.
وأعلنت الخارجية الروسية في هذا الجانب: "نلاحظ التقدم المحرز في المفاوضات بشأن إبرام اتفاقية تجارة حرة كاملة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي"، مع الإارة إلى أنه تم بالفعل عقد ثلاث جولات من المشاورات "ونتوقع تحقيق النتيجة المرجوة في أسرع وقت ممكن".
كما أفادت بأن "الخطوات العدائية للدول الغربية غير الصديقة وإدخال إجراءات تقييدية غير قانونية ضد بلادنا لن تؤثر على عزم روسيا لتعميق شراكتها متعددة الأوجه بشكل تدريجي مع جمهورية إيران الإسلامية في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وبالإضافة إلى ذلك، من المؤكد أن وزير الخارجية الروسية في الاجتماع سينتهز الفرصة لإبلاغ نظيره الإيراني بتقدم العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس