يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الاثنين 14 مارس/آذار 2022، محادثات في العاصمة موسكو، يناقشان خلالها القضايا المتعلقة بإجراء روسيا لعملية عسكرية خاصة على أراضي أوكرانيا، وكذلك العلاقات الثنائية والتسوية في الشرق الأوسط.
هذا وقد تكون الرياضة أيضاً أحد الموضوعات المطروحة للنقاش، نظراً لاعتزام موسكو والدوحة توقيع مذكرة حول التعاون الرياضي بينهما.
الاتصالات الأخيرة
وبحسب بيان وزارة الخارجية الروسية، فإن آخر اتصال بين الوزيرين جرى في 24 فبراير/شباط الماضي عبر اتصال هاتفي، أكد فيها الطرفان مسار موسكو والدوحة في الحفاظ على حوار سياسي منتظم، وبحثا الاتفاقيات الثنائية والتعاون الاقتصادي، وفي الوقت نفسه، أبلغ لافروف نظيره القطري عن العملية الخاصة الروسية.
هذا وفي اليوم السابق، أفادت الأنباء أن الوزير آل ثاني أجرى محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، حيث دعا إلى تجنب التصعيد. وأشار أيضاً إلى ضرورة ضمان سلامة المدنيين، وفي نفس الأسبوع أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي محادثة هاتفية.
وبالإضافة إلى ذلك، على هامش منتدى "أنطاليا" الدبلوماسي في تركيا، حيث التقى لافروف وكوليبا، أجرى وزير الخارجية القطري محادثات أيضا مع وفد طالبان (طالبان المحظورة في روسيا الاتحادية – تاس) ومع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان توماس ويست.
هذا وزار رئيس البعثة الدبلوماسية القطرية العاصمة باريس في مارس الجاري، حيث التقى بنظيره الفرنسي جان إيف لودريان وناقش معه مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الوضع حول أوكرانيا والاتفاق النووي الإيراني.
لاعب الطاقة
يُشار إلى أن الدوحة تحافظ على اتصالات نشطة مع الدول الأوروبية بشأن موضوع الطاقة، وهو كذلك مجال طويل الأمد من الاهتمام الروسي. وعلى سبيل المثال، عشية الإعلان عن أن قطر يمكن اعتبارها في المستقبل كدولة تقوم بتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي، أصبح معروفاً نية قطر بيع الغاز إلى بولندا اعتباراً من عام 2023.
كما تم التعبير عن الرغبة في شراء الوقود من الدوحة في العراق، حيث تم في فبراير/شباط الجاري التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن توريد 1.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المُسال.
وفي الوقت نفسه، صرّحت السلطات القطرية، على خلفية الحديث عن أن الدوحة يُمكن أن تحل محل إمدادات الوقود الروسي إلى أوروبا بالكامل، أن قطر ليس لديها مثل هذه القدرات.
التأثير على "طالبان"
الجدير بالذكر أن الوضع في أفغانستان قد يصبح أيضاً موضوعا للمحادثات الوزارية، نظراً لاتصالات موسكو المتكرّرة مع ممثلي الشرق الأوسط في هذه المنطقة وتأثير الدوحة على الحكومة الحالية في أفغانستان.
ومن خلال الاتصالات المتكرّرة مع جميع دول الشرق الأوسط الرئيسة، تعقد الدوحة اتفاقيات وتعزّز التعاون مع دول الخليج العربي، وقطر هي الدولة التي استضافت المكتب السياسي لحركة "طالبان" منذ عام 2013.
وقبل دخول "طالبان" إلى العاصمة كابول في 15 أغسطس/آب الماضي 2021، واستقال الرئيس الأفغاني أشرف غني وقام بمغادرة البلاد، وأجريت في الدوحة سلسلة مفاوضات بين ممثلين عن الراديكاليين وحكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أنهت مُهمّتها العسكرية في نهاية المطاف على الأراضي الأفغانية بحلول 30 أغسطس.
إلى ذلك وفي الوقت الحالي، تجري مشاورات منتظمة في العاصمة القطرية بين قيادة "طالبان" وممثلي عدد من الدول والمنظمات الدولية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس