يشارك وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف في المؤتمر الوزاري الرابع للدول المجاورة لأفغانستان، والذي سيعقد في سمرقند - أوزبكستان اليوم الخميس 13ابريل/نيسان 2023. بالإضافة إلى الجانب الروسي، من المتوقع أيضا أن تشارك إيران والصين وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان في هذا المؤتمر.
ومن المقرر أن يعقد الاجتماع على أراضي المجمع السياحي الدولي لطريق الحرير العظيم الذي افتتح عام 2022 على مشارف سمرقند، الذي يتكون من 8 فنادق على مستوى عالمي ومجمع تاريخي وإثنوغرافي فريد من نوعه "المدينة الخالدة"، مما يعكس جميع التقاليد المميزة للعمارة الشرقية.
هذا وأشار الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، مدير الإدارة الثانية لقارة آسيا بوزارة الخارجية - زامير كابولوف، إلى أن "روسيا لديها أفضل التوقعات من هذا الاجتماع. ومع ذلك، لا ينبغي للمرء أن يسبق الوقت".
جدول الأعمال
وفقاً لوزارة الخارجية الروسية، فأن جدول الأعمال يتضمن مناقشة المزيد من الخطوات من قبل الشركاء الإقليميين لتعزيز التسوية السياسية الأفغانستانية، واستقرار الوضع الإنساني والاجتماعي والاقتصادي في هذا البلد.
كما من المحتمل أن تتطرق الأطراف في المحادثات إلى فكرة موسكو المتمثلة في إنشاء صيغة أساسية خماسية الأطراف لمجموعة الـ 5 لتسوية في أفغانستان بمشاركة الهند وإيران والصين وباكستان وروسيا.
وبحسب وزارة الخارجية الروسية، وجه الانتباه أيضاً إلى الحاجة إلى تنسيق جهود مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات التي تبذلها بلدان المنطقة، مع مراعاة الحالة الأمنية الصعبة، ونمو النشاط الإرهابي وإنتاج المخدرات في أفغانستان.
وأشار سكرتير مجلس الأمن الروسي - نيكولاي باتروشيف إلى أن الوضع في أفغانستان ليس صعباً فحسب، بل يأخذ أيضاً طابع الأزمة التي طال أمدها. وشدد على أن "واشنطن وأتباعها، هي الأطراف المسؤولة عن الوضع الحرج في البلاد، بعد انسحاب قوات الاحتلال يجب أن تتحمل التكاليف المالية الرئيسية لإعادة إعمار الاقتصاد الأفغاني بعد الصراع".
التهديدات المشتركة
بدوره أكد الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين أن الوضع في أفغانستان لا يتحسن بعد انسحاب القوات الأمريكية من هناك، بالإضافة إلى أن المنظمات الإرهابية الدولية أصبحت أكثر نشاطاً. وأشار بوتين كذلك إلى أن الوضع الإنساني في هذا البلد يتدهور باستمرار. ووفقاً للبيانات الروسية، فأنه يحتاج ما يقرب من 4 ملايين شخص في أفغانستان إلى مساعدة إنسانية عاجلة.
كما أعرب الرئيس بوتين عن قلق روسيا إزاء محاولات استخدام الوضع في أفغانستان "من أجل قيام الدول غير الإقليمية بتوسيع أو بناء بنيتها التحتية هناك، التي ستنشئها تحت ستار مكافحة الإرهاب الدولي". في الوقت نفسه أشار إلى أن "هذه الدول لا تفعل أي شيء من شأنه أن يكون مطلوباً لمكافحة حقيقية ضد الإرهاب الدولي".
من جانبها أعربت بكين عن قلقها إزاء التهديد الإرهابي. حيث قالت وزارة الخارجية الصينية أمس الاربعاء إن العناصر الإرهابية لـ" الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية" (المحظورة في روسيا) الموجودة في أفغانستان لا تهدد أمن أفغانستان نفسها فحسب، بل تهدد الصين أيضاً، وكذلك المنطقة المحيطة بأكملها. في الوقت نفسه، أشار زامير كابولوف إلى أن الغرب يحاول تقويض مبادرة الصين "حزام واحد ، طريق واحد"، من خلال التلاعب بالجماعات الإرهابية في أفغانستان.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي - أوليغ سيرومولوتوف في مقابلة مع وكالة "تاس" في بداية العام الجاري على أن إمكانات مكافحة السلطات الأفغانية للإرهاب محدودة، بسبب النقص التام في الأموال المرتبطة بالعقوبات الغربية. وشدد على أن الوضع اليوم يشكل "تهديداً خطراً لأفغانستان ودول المنطقة"، وفي المقام الأول آسيا الوسطى.
من جانبها لفتت كابُل الانتباه إلى جذور المشاكل الاقتصادية في البلاد. حيث قال وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة لأفغانستان، التي شكلتها حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا) - أمير خان متكي، في نهاية مارس/آذار الماضي إن العقوبات الأمريكية هي السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية في أفغانستان، إذ أنها تعيق التغلب على الأزمة الإنسانية في البلاد.
القضايا الاقتصادية
وفي هذا الشأن أفادت وزارة الخارجية الروسية بأنه سيتم إيلاء اهتمام خاص لديناميات تطوير التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتنفيذ مشاريع النقل والطاقة بمشاركة كاُول وفقاً للاتفاقات التي تم التوصل إليها مسبقاً.
في نهاية العام الماضي، أعلنت الحكومة المؤقتة التي شكلتها "طالبان" أالانتهاء من مشروع السكك الحديدية العابرة لأفغانستان بقيمة 5 مليارات دولار. وتحدث رئيس قسم السكك الحديدية في البلاد - بخت رحمن شرف، عن المفاوضات الجارية مع أوزبكستان وباكستان حول آفاق التنفيذ المشترك للمشروع.
هذا ومن الممكن أن يتطرق الطرفان أيضاً إلى قضية الغاز. حيث قال نائب رئيس الوزراء الروسي - ألكسندر نوفاك في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي إن "روسيا قد ترسل غازها الطبيعي إلى أسواق أفغانستان وباكستان على المدى الطويل".
حول الوضع في أفغانستان
بعد إعلان الولايات المتحدة في عام 2021 عن قرار سحب قواتها المسلحة من أفغانستان، شنت "طالبان" عملية واسعة النطاق للسيطرة على أراضي البلاد. وفي 15أغسطس/آب من نفس العام، فر الرئيس الأفغاني - أشرف غني إلى الخارج معلناً أنه اتخذ هذا القرار حقناً للدماء، ودخلت "طالبان" كابُل دون قتال. وبحلول سبتمبر/أيلول، غادرت القوات الامريكية أفغانستان تماماً، مختتمة وجودها الذي دام 20 عاماً تقريباً في هذا البلد.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس