يبدأ رئيس الوزراء الروسي - ميخائيل ميشوستين زيارة عمل إلى طاجيكستان، حيث سيقضي يومين في العاصمة دوشنبه، وذلك ابتداءً من اليوم الخميس 2 مارس/آذار 2023.
وسيجري رئيس الوزراء، وفقاً للخدمة الصحفية للحكومة الروسية، خلال الزيارة محادثات مع رئيس وزراء طاجيكستان - كوخير رسولزودا، يناقشان خلالها قضايا الساعة للتعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا و طاجيكستان، وكذلك التعاون في مجال الطاقة والصناعة والنقل، فضلاً عن المجال الثقافي والإنساني.
ومن المقرر أن يلتقي ميشوستين بالرئيس الطاجيكي - إمام علي رحمون ورئيس مجلس الشيوخ في برلمان طاجيكستان - رستم إمومالي، كما ومن المخطط له أن يتم التوقيع على وثائق حكومية مشتركة بين الإدارات عقب الاجتماعات والمفاوضات.
بالإضافة إلى ذلك، سيشارك رئيس مجلس الوزراء الروسي في الجلسة العامة للمؤتمر التاسع للتعاون الأقاليمي "شراكة الأعمال والاستثمار بين روسيا وطاجيكستان"، المكرّسة للتعاون في مجال التعاون الصناعي والطاقة والبيئة والنقل والخدمات اللوجستية، وكذلك المجالات العلمية والتعليمية والإنسانية.
شريك استراتيجي
قبل ذلك، لم يكن ميشوستين قد زار دوشنبه بعد كرئيس للوزراء، لكنه كان على اتصال دائم بانتظام بزملائه من طاجيكستان، في أطر ثنائية وعلى منصات متعددة الأطراف. على وجه الخصوص، في ابريل/نيسان 2021، وعلى هامش اجتماع المجلس الحكومي الأوراسي في قازان - تتارستان، تحدث ميخائيل ميشوستين مع رئيس وزراء طاجيكستان - كوخير رسولزودا.
ثم أشار رئيس مجلس الوزراء الروسي إلى أن دوشنبه هي تقليدياً شريك استراتيجي وحليف لموسكو في آسيا الوسطى. وقال: "لقد كانت علاقاتنا دائما مبنية على مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل والأخوة. نحن مهتمون بصدق بنقلهم إلى مستوى جديد، وملئهم بمشاريع مشتركة واعدة جديدة".
كما لفت الانتباه إلى حقيقة أن البلدان ينفذان بالفعل مشاريع كبرى مشتركة في قطاع الطاقة والصناعة والمجمع الصناعي الزراعي ومستعدة لمناقشة أفكار جديدة.
التعاون في مجال العلوم والتعليم
في غضون ذلك، تواصل موسكو ودوشنبه تطوير التعاون، بما في ذلك في مجال العلوم والتعليم. فعشية هذه الزيارة وافقت الحكومة الروسية على مشروع اتفاقية مع طاجيكستان بشأن الاعتراف المتبادل بالدرجات والألقاب الأكاديمية.
وجاء في نص الوثيقة أن "الدرجة الأكاديمية لمرشح العلوم الممنوحة في الاتحاد الروسي والدرجة الأكاديمية لمرشح العلوم، التي تم الحصول عليها في جمهورية طاجيكستان معترف بها على أنها قابلة للمقارنة"، والأمر نفسه ينطبق على درجات دكتوراه في العلوم، وأستاذ مشارك، وأستاذ.
هذا وتعمل الجامعة الروسية - الطاجيكية (السلافية) في الجمهورية، وهي فروع لثلاث جامعات رائدة في موسكو - جامعة موسكو الحكومية باسم لومونوسوف، والجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية "MISIS" والجامعة الوطنية للبحوث "MPEI". ويتم تخصيص حصص سنوية لقبول المواطنين الطاجيك في الجامعات الروسية. ففي العام الدراسي 2023 - 2024، سيتم زيادة الحصص من 750 إلى 902 مكاناً، وهذا هو واحد من أعلى المعدلات في رابطة الدول المستقلة. في المجموع، يدرس حوالي 35000 طالب طاجيكي وطلاب دراسات عُليا في الجامعات الروسية.
في عام 2022، تم افتتاح مدارس في 5 مدن في طاجيكستان، ويتم التدريب فيها وفقاً للمعايير التعليمية الروسية وباللغة الروسية.
وأقيم حفل افتتاح المؤسسات التعليمية في 1 سبتمبر/أيلول الماضي عبر الفيديو بمشاركة الرئيسين فلاديمير بوتين وإمام علي رحمون، مخصصة لـ 1.2 ألف مقعد لكل منها ويتم تسميتها على اسم شخصيات بارزة في روسيا. ففي مدينة بوختار سُميت المدرسة باسم ميخائيل لومونوسوف، في خوجاند - أنطون تشيخوف، في تورسونزادا - ديمتري مندلييف وفي كولياب – باسم قنستطنين أوشينسكي.
في المجموع، هناك أكثر من 200 مدرسة في طاجيكستان حيث يتم تدريس اللغة الروسية.
تعاون متعدد الأوجه
ويعتزم البلدان توسيع الشراكة في مجالات أخرى. كما أفاد رئيس وزارة التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي - مكسيم ريشيتنيكوف في أوائل فبراير/شباط الماضي، بأن موسكو ودوشنبه تعتزمان تحويل العلاقات التجارية والاقتصادية إلى إطلاق مشاريع التعاون الصناعي. ووفقاً لريشيتنيكوف، يسعى الطرفان إلى "حل المشاكل المتراكمة وإطلاق مشاريع جديدة".
النتائج
في عام 2022، بلغ حجم التجارة بين البلدين 1.4 مليار دولار وحجم الاستثمارات المتراكمة القادمة إلى طاجيكستان من روسيا أكثر من 1.6 مليار دولار، في الحجم الإجمالي للاستثمارات في الجمهورية يبلغ حجم الروسية منها نسبة 16٪، وهي في مجالات الاقتصاد الوطني مثل البناء والاتصالات والاستكشاف الجيولوجي، والوساطة المالية والرعاية الصحية والتجارة والطاقة والسياحة وغيرها.
يُذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين طاجيكستان وروسيا أقيمت في 8 ابريل/نيسان 1992. ومنذ ذلك الحين، أبرم البلدان أكثر من 200 اتفاق بين الدول والحكومات والإدارات.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد
المصدر: تاس