Ru En

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

٢٣ أبريل ٢٠١٩

باوبو كويلو في عمله الشهير "مذكرات الساحر" لفت إنتباه القارئ إلى أهمية وضرورة السفر من أجل الراحة البدنية والجسدية، وكذلك من أجل إرضاء الذات الداخلية: "عندما يسافر الإنسان، هو نفسه، لا يلاحظ، كيف أنه يولد ولادة جديدة. وهو يجد نفسه في مواقف جديدة، وأيامه طويلة، وفي كثير من الأحيان يبدو بلغة غير معروفة له. ويبدو مثل الطفل الصغير، وكأنه للتو غادر رحم أمه. ويولي المزيد من الإهتمام لما هو محيط به من حوله، وهذا يعتمد هل هو سيعيش أم لا. وهو يصبح أكثر سهولة ومتاحا للناس، الذين يمكن أن يأتوا لمساعدته في لحظات صعبة. وهو يتصور رحمة الله العابرة ويدرك بفرح والتي تذكره بكل شئ حتى أخر أيامه. وفي الوقت نفسه، ولأن كل شئ جديد بالنسبة له، فإنه سيلاحظ فقط الجمال والسعادة فقط لأنه يعيش".

 


ويجب السفر بحكمة وعقل. والحديث هنا ليس فقط عن المعرفة الأولية على الثقافة والعادات المميزة لهذا المكان أو الشعب، وإنما في البحث عن أماكن مثيرة للإهتمام حقا. وبالإضافة إلى التفكير بجغرافيا وخط رحلته، لا تنسوا أنه في روسيا يوجد الكثير من الأماكن الجميلة ذات المناظر الخلابة، ولكن المعالم الثقافية الفريدة لورثة الإمبراطوريات القديمة، التي تجذب إنتباه المتخصصين ومحبي السفر العاديين من جميع أنحاء العالم. ولذلك فإننا قررنا أن نسهل عليكم بعض الشئ العمل التحضيري في الرحلة القادمة وإخترنا لكم أفضل 8 أماكن موجودة في جمهورية داغستان، والذين لا تعرفون عنها أي شئ، ولكنك لن تغفر لنفسك إذا لم لم تزورها وتقضي فيها عدة ساعات أو أيام من أيام عطلتك.

 


مدينة ماخاتشكالا (محج قلعة): مسجد "يوسف بي جامع"

 

مسجد "يوسف بي جامع" يعتبر مسجد الجمعة المركزي في مدينة ماخاتشكالا (محج قلعة). كما تم بناء المسجد الإسلامي بمشاركة العمال الحرفيين الأتراك على نموذج المسجد الأزرق في إسطنبول. ولكنه وعلى عكس المنزل النموذجي التركي، في مسجد ماخاتشكالا (محج قلعة) تم إستخدام البلاط  ذو الألوان الفاتحة، والذي أعطاه ضوءا إضافيا. كما أن بناء المسجد المركزي المستقبلي في مدينة ماخاتشكالا (محج قلعة) بدء في عام 1996 ميلادية والذي إستغرق بناءه سنة تقويمية واحدة فقط. وكانت قاعة المسجد وقتها تتسع بما لا يزيد عن 8000 مصلي فقط. وعندها تقرر توسيع المسجد. وأعرب السكان عن رغبتهم في جمع الأموال اللازمة، وفي عام 2005 ميلادية بدأت عملية إعادة إعمار المسجد. وبعد مرور عامين، في شهر تموز / يوليو من العام 2007 ميلادية، جرى ماراثون تلفزيون، وتم من خلاله توسيع المسجد وتحسين المنطقة المجاورة له وتم جمع مبلغ مالي وقدره 25 مليون روبل. وبفضل إضافة أجنحة جديدة للمسجد تم توسيعه كل عام، ولم يتم إنتهاك الإنسجام الجمالي للطاقم المعماري للمسجد. وفي الوقت الحالي، فإن مسجد الجمعة يتسع لحوالي 15000 شخص من المصلين.

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 

كما ويستحق الإهتمام والإعجاب الخاص الشكل المعماري واللوحة الفريدة للمسجد. حيث أن جدران مسجد الجمعة مخطوطة بكتابات منقوشة من القرأن الكريم. حيث أنه في الأماكن الدينية لا يسمح برسم البشر والحيوانات، ولذلك فإن نمط الزخرفة والزينة هي هندسة متناغمة نباتية أو مجردة. وتزيين الأنماط المزخرفة كذلك يتم تزيين أقواس البناء، والأعمدة والأقبية. والأعمال الفنية والثريات الدمشقية، وأكبر هذه الثريات المعلقة يصل وزنها إلى حوالي طن واحد تقريبا.

 

 

كما أن قاعة الصلاة موجودة في الطابق الأول والتي يوجد فيها السجاد الأخضر وهي مخصصة للرجال. وهنا يتم حفظ عدة التسبيح والكتب الدينية باللغتين العربية واللغة الروسية. كما أن النساء يصلين في القاعة الموجودة في الطابق الثاني والتي يوجد فيها السجاد الأحمر. وفي المسجد يوجد مركز تعليمي، والذي يتم تدريس علوم أصول الدين، وتعليم قراءة القرأن، وأداء الصلاة، وكذلك في المسجد يتم تنظيم المسابقات واللقاءات.

 


مدينة ديربينت: "قلعة نارين – كالا"

 

قلعة نارين – كالا، والجبال، والبيوت التي تم بناؤها من الأحجار المصنوعة من الطين والأرضيات الخراسانية – كل هذا جزء صغير فقط من حقيقة أنه يجذب سنويا إلى ديربينت الكثير من الناس من جميع أنحاء العالم. وهو المدينة الوحيدة من العصر القديم التي حافظت على مكانها التاريخي من بين جميع المدن في روسيا الإتحادية. وهي القلعة الأقدم في روسيا، والتي تعد أقوى مععقل في شمال القوقاز بأكمله، والتي تأسست في في القرن الـ  VI الميلادي من قبل الفرس. عندها كانت السلطة تحت حكم الإمبراطورية الساسانية. وتوجد الكثير من الروايات التي تدل تسمية القلعة بـإسم: قلعة نارين – كالا. تعني وفقا للغات التركية المختلفة "القلعة الشمسية". والرأي الأكثر إنتشارا هو الرأي القائل بأن قلعة نارين – كالا تعني وفقا للغات التركية المختلفة "القلعة الشمسية".

 


في القرنين الـ V-VI الميلادية كان القياصرة والحكام الإيرانيين من سلالة الأسانيد (الساسانيين) قد أطلقوا مشاريع بناء تحصينات كبرى في شرقي القوقاز، والتي كان هدفها حماية حضارة أسيا من الموجات الجديدة من البدو والخزر. كما أن الشاهد الأكبر لهذه الحقبة هو النصب التذكاري الرائع عن الهندسة المعمارية الدفاعية والتي تعتبر ديربينت مجمعا دفاعيا، حيث وأنه يلفت الإنتباه إلى عظمته وقوته. والذي يتألف من القلعة، وإثنان من أسوار المدينة الطويلة، والتي  سدت تماما الممر وذهبت إلى البحر، والتي شكلت ميناءا إصطناعيا. وتحديدا فإن القلعة حولت المدينة إلى "بوابة مغلقة". يث أن جدرانها المزدوجة إنحدرت إلى بحر قزوين للتحكم بشكل كامل على الممر الساحلي الضيق من البحر إلى الجنوب من بلاد فارس. ومن ثلاث جهات كانت القلعة محمية بجرف جبلي حاد، وفي الجدران على مسافة 25 مترا تقريبا عن بعضها تم بناء أبراج.

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 

وفي داخل قلعة نارين – كالا كانت يوجد هناك التصاميم اللازمة، وبشكل خاص، خزان كبير للمياه الصالحة للشرب، بهدف تحمل الحصار: ومعظمها يكون تحت الأرض. وفي حالة الحصار، فإن تلك المياه كانت تكفي المدافعين عن القلعة لمدة نصف عام. الحقيقة، فإن القلعة "لم تقهر" أبدا: وعدة مرات كانت لا تزال تقع تحت هجمهة من كان يحاصرها. وكانت البوابات الغربية لقلعة "نارين – كالا" تسمى بإسم: "بوابات العار": وتحديدا من هذه البوابات كان يهرب  القادة العسكريون غير الشرفاء من القلعة،  عندما كان الحظ يهرب بعيدا عن المدافعين. وبالإضافة إلى ذلك، وهنا يمكن العثور على العديد من الأثار القديمة المثيرة للإهتمام.

 

 

ديربينت: سور القوقاز العظيم "داغ – باري"

 

 

ومن قلعة نارين – كالا إلى الجبل بمسافة 42  كيلو مترا، تم بناء سور القوقاز العظيم. كما أن الجدار الجبلي تم بناءه من قبل العرب في القرن VI الميلادية إلى جانب قلعة ديربينت وأسوار المدينة التي شكلت نظام دفاعي كبير. في البداية كانت في الركن الجنوبي الغربي من قلعة نارين – كالا والتي إمتدت إلى الغرب بمسافة 40 ميلو مترا. وعلى طول هذه الفجوة كان الجدار في حالة قوية كاملة بمساعدة من الحصون وشبه الحصون. وللأسف، مع حلول القرن العاشر، فإن داغ – باري فقدت قيمتها الدفاعية وكان مصيرها الدمار لألاف السنين.

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 

ومنذ قرنين من الزمان، وصف ضباط الجيش القيصري الحصون الواقعة على طول مسافة تبعد  عن بعضها البعض مسافة تمتد من 150 إلى 200 متر. والأن، فإن الجدران لم تعد موجودة كجزء واحد. وفي الوقت الحالي، فإن داغ – باري تعتبر أثار خراب مدمرة، وعن موثوقيتها تحدثنا بصمت مختلف المصادر الخطية المكتوبة، ووصف رسومات الرحالة المسافرين.

 

 

كما أن الجدار الجبلي لـ داغ – باري، والتي تسمى بحق بسور القوقاز العظيم، التي شكلت نظام دفاعي كبير، والذي كان يحمي شعوب القوقاز ومنظقة أسيا من غزوات وغارات البدو الرحل؛ وفي الوقت الراهن، تم الحفاظ على نسبة 20 – 30 % منها. وهذه الأرض من قرية ميتاغي ومساحات صغيرة من قرى  كاماخ، زيديان، بيلغادي، و خابيل. وفي الماضي، فإنها دهشت سابقا عقول العلماء، والمحاربين والمهندسيين المعماريين، والتي فقدت عظمتها السابقة، ولكنها مازالت لعدة قرون بمثابة نصب تذكاري مذهل للحرفيين والمهرة العسكريين.

 

 

كوباتشي

 

 

كوباتشي – هي قرية كبيرة في جبال داغستان، وفي معروفة في جميع أنحاء روسيا والعالم من حرفييها، الذين يمتلكون المهارات القديمة في صناعة المجوهرات المتينة والفريدة من نوعها. وبزيارة هذا المكان، يمكن أيضا رؤية التقاليد الغنية للنحت الرائع على الأحجار والخشب، والأسلحة المنتجة. حيث إن الإسم التركي لكوباتشي يعني "كولجتشوجنيكي"، وقبل القرن الـ XV الميلادية كانت هذه المنطقو تحمل الإسم الفارسي "زيريخجيران".

 

 

وإذا نظرنا إلى أساطير السكان المحللين، يمكننا أن ندرك بأن خوذة أبو القرنين الثنائية إسكندر ذو القرنين (هكذا كان سكان المرتفعات الجبلية يسمون الإسكندر المقدوني) التي كانوا يصنعونها في هذه المناطق.

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 


إن المكان الرائع الرئيسي لهذه القرية – هم سكانها، وأصالتهم، وحفاظهم على الهندسة المعمارية الحضرية من العصور الوسطى، والتي تأخذك إلى الماضي البعيد وتسمح لك برفع الستار والتعرف على الحرف الشعبية والصناعات والحرف التقليدية للسكان المحليين. وهنا وبكل بساطة يمكن رؤية شخصا ما في الشارع يرتدي الزي الوطني التقليدي، وترتدي النساء المجوهرات التي تنتقل من جيل إلى جيل أخر. وبالإضافة إلى ذلك، فإنك ستجد في كل منزل متحفا منزليا، حيث تحفظ فيه عينات من فن المجوهرات، وصحون مزخرفة، وأباريق براقة، وسجاد، وألبسة وغيرها الكثير – وهي كلها تذكار عن عدة أجيال من شجرة العائلة. وكذلك، فإن كل شخص من سكان قرية كوباتشي منذ صغره وحتى شيخوخته بإستمرار يقوم بصنع شئ ما في منزله: يقوم بأعمال الحياكة، والتطريز، والتقطيع، ويحفر على الخشب ويعمل أي من النقوش الأخرى.

 

 

وما يستحق إهتمام المسافرين هو متاهة الشوارع الضيقة، التي تقود المسافرين والسواح إلى الأنفاق تحت المنازل وتحت الجسور. في كل مكان، إذا نظرنا بتمعن، يمكن التمتع بالتفاصيل المعمارية للأحجار المنحوتة، ورؤية إكسسورات وملحقات الأخشاب وغيرها.

 


ديربينت: "بوابة يوم القيامة"

 

 

إن المغارة غير الواضحة في جدران قلعة ديربينت القديمة، والمباني الدينية التي أطلق عليها العرب إسم "باب القيامة"، والتي تعني "بوابة يوم القيامة"، وإعتبروا تلك البوابة بأنها بوابة إلى العالم الأخر. وفي بداية القرن الـ XVIII الميلادية كان دميتري كانتيمير الذي رافق بيتر الأول في الحملة الفارسية في بحر قزوين (في صيف العام 1722 ميلادية)، كتب في مذكراته بناءا على كلام سكان ديربينت إعجابه بهذا النصب التذكاري العظيم. ومع ذلك، فإن النصب التذكاري أعيد إلى الحياة بعد غياب طويل منذ وقت ليس ببعيد بفضل البحث والعمل الدامي من قبل خبراء الأثار المحليين.

 

 

ومن الواضح أن المعرض القديم أمام العيون، الأمر الذي ساعد في الحفاظ عليه أجزاء من جدران وأسوار المدينة القديمة من الأحجار، التي مرت من قلعة نارين – كالا وحتى ضفاف بحر قزوين. ولأكثر من ألف سنة، كان هذا المكان يعتبر بوابة فتحت الطريق إلى العالم الأخر. ووفقا لرأي رئيس البعثة الأثرية، البروفيسور، غادجييف، "المكان التاريخ الذي تم إكتشافه في ذلك الوقت، عندما أصبحت مدينة دربينت أحد المراكز الصوفية". وهنا تحديدا كان الصوفيون يؤدون مراسم الطقوس الدينية الخاصة بهم. وهذه النظرية مدعمة من خلال الأماكن التي تم إكتشافها من خلال دراسة الأشياء الدينية.
 

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 

 

 

 

إن "بوابات يوم القيامة"، وهذا الموقع الأثري والطبيعي محمي من قبل الدولة كموقع للتراث العالمي - اليونيسكو. ولكن هذا لا يمنع الحفريات وأعمال التنقيب، التي تجري الأن والتي سوف تستمر لسنوات عديدة أخرى. |بوابات يوم القيامة" – وهذا هو مجرد واحد من الأسرار ليس فقد في مدينة ديربينت القديمة، ولكنه ايضا من أسرار الحضارة الإسلامية، الذي يتطلب دراسة شاملة.

 

 

منطقة سولاك كانيون – الوادي الضيق

 

 

إن طبيعة داغستان هي مذهلة وهي فريدة من نوعها، وما يسلط الضوء عليها هو سولاك كانيون – الوادي الضيق. وهي تدهش بحجمها وجمالها الرائع على نطاق واسع والتي تفتح العيون من خلال الصور، التي تيقى في الذاكرة مدى الحياة، والتي تبقى في القلب بدون بدون تحريف. وسنويا تظهر هنا العشرات من الطرق السياحية، لا سيما أنه حتى وقت قريب، كانت هذه الأماكن غير معروفة قليلا، ليس فقط في العالم فحسب، وإنما في دول الإتحاد السوفياتي السابقة.

 

 

إن منطقة كانيون - الوادي الضيق تقع في الجزء الشرقي من داغستان وتمتد لمسافة تصل إلى 53 كيلو مترا من سلسلة جبال جيمري إلى منطقة اونتسوكولسك من خلال منطقتي بويناكسك وكازبيكوفسك. كما أن منطقة كانيون - الوادي الضيق تنتهي من خلال منطقة تشيريورتسك بالخزان المائي. وفي منطقة تشيريورتسك حيث الخزان المائي في منطقة كانيون وصلت إلى عمق 1920 مترا، والذي يزيد من عمق منطقة كانيون الكبيرة في كولورادو، في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عمق منطقة كانيون - الوادي الضيق في حميع أنحاء العالم حيث تفسح لها المجال فقط منطقة كانيون كوتاوسي، التي تقع في جبال الأنديز في البيرو.

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 

 

كما أن منطقة سولاك كانيون – الوادي الضيق تنقسم إلى ثلاثة مناطق منفصلة عن بعضها، مع ملحقات تتبعها وبالتناوب فيما بينها. كما ويبلغ طول الوادي الرئيسي 18 كيلو مترا، ووادي تشيركيسكي ووادي مياتلينسكي، وكل من هذه الوديان يقع واحد منهما خلف الأخر، ويختلفان قليلا عن بعضهما البعض بالطول والعرض.

 

 

وبالإضافة إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة للجبال، فإن منطقة سولاك كانيون – الوادي الضيق حيث وأن اللون الفيروزي المذهل لمياه النهر الذي يشبه لون الماء في المنتجعات الإستوائية. كما أن المنطقة الشرقية لمنطقة كانيون – الوادي الضيق تعتبر هضابا جبلية، والتي تتدفق بشدة ، حيث يتدفق نهر سولاك إلى الأسفل.

 

 

قلعة قريش

 

 

إن قلعة قريش، هي من أقدم المدن، التي وجدت في شمال القوقاز، وكانت مركزا هاما في إنتشار الإسلام في جميع أنحاء المنطقة. واليوم، وعلى الرغم من حقيقة أن هذه المدينة هي مدينة أشباح، كما وأن الإهتمام من الحجاج والسياح يتزايد كل يوم.

 

 

كما أن تاريخ مدينة قلعة قريش يعود بنا إلى القرن السابع الميلادية، عندما وصلت الخلافة العربية إلى أراضي داغستان الحديثة. حيث أن المدينة المحصنة تم تأسيسها من قبل أفراد قبيلة قريش التي ينتمي إليها الرسوم محمد صل الله وعليه وسلم. ومن هنا ظهرت تسمية هذه المدينة - قلعة قريش.

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 

حيث وأن المدينة تقع في مكان خلاب جدا، ولكن لا يمكن الوصول إليه – على أعلى قمة الجبل، ومحيط  بخمسة أنهار وسياج غريب من المنحدرات. والوصول إلى قلعة قريش يمكن فقط من خلال طريق ضيق، والتي تقود المسافر عبر سلسلة من الجبال. كما أن عدم الوصول إليها سمح لسكان القلعة بفرض سيطرتهم على طرق التجارة وجعل مدينة قلعة قريش مع مدينة ديربينت واحدة من أهم المراكز الهامة لإنتشار الإسلام في داغستان وفي جميع أنحاء شمال القوقاز.

 

 

وتشمل القيم الثقافية لقلعة قريش  وأنقاض القلعة، وأنقاض المسجد شبه المتهدم الذي يعود إلى القرن الحادي عشر، وضريح أخر للحاكم (اوتسمييف)في دولة كايتاغسكوي  اوبمييستفو والمقابر القديمة، التي تم دفن النبلاء والناس البسطاء الذين ماتوا. وبالقرب من المدينة يمكن العثور على أنقاض الفندق على جانب الطريق للمسافرين، والتي تم بناءه على النمط الشرقي. وهذه المرافق والمباني كانت معروفة بإسم  القافلة – الحظيرة. وتحديدا، فإن هذا المبنى الذي يقع بالقرب من قلعة قريش تم بناؤه في القرن الخامس عشر ميلادية والذي تبين بأنه غير عادي بالنسبة إلى المنطقة: ويعلم الجميع بأن الداغستانيين يفضلون البقاء في منازل أقاربهم أو عند أصدقائهم.

 

 

وعند مدخل المدينة تجد حجرة صغيرة، والتي ينمو عليها شجرة مزينة بعيدان وشرائط. وبحسب الأسطورة، فإنه في ذاك الوقت مدفونة فيه هنا فتاة محلية من أهل القرية. وفي القرية في الوقت الذي كان فيه جميع سكانها يؤدون الصلاة في المسجد، تعرضت المدينة لهجوم. وكانت هذه الفتاة هي الوحيدة التي أعاقت المحاربين حتى ينتهي الناس من الصلاة، وكانت النتيجة أنها فقدت حياتها.

 

 

بارخان ساري – كوم

 

 

إن الظواهر المتناقضة للطبيعية – مثل بارخان ساري – كوم – وجدت ملجأ لها على بعد مسافة 30 كيلو مترا عن مدينة ماخاتشكالا (محج قلعة). كما وأن هذا التراكم الهائل من الرمال المتحركة في السهول تحير ما زالت حير المتخصصين في جميع أنحاء العالم. وهناك عدة أساطير لنشوء ساري – كوم، واحدة من تلك الفرضيات تقول بأن هذا الكم الهائل من الرمال جلبها إعصار قوي من سهول أسيا الوسطى. وكما يبدو على الأرجح بأن بارخان تشكلت نتيجة لظهور الرياح التي كانت تأتي بالرمال من الجبال المحيطة منذ ملايين السنين.

 

٨ أماكن في داغستان التي يجب على أي سائح زيارتها

 


ويجد هناك فلكلور شعبي، والذي يرتبط نشوء بارخان بإسم الفتى الشاب الذي كان يحب وإسمه إبراهيم، والذي قضى حياته كلها من أجل أن يحصل على حب الفتاة له. وتوجد أسطورة أخرى تقول بأن بارخان قد سكبها محاربون تابعون لـ ندير شاه، والذي جلب كل منهم الرمل في خوذته. حيث أن عددهم كان كبيرا، لدرجة ظهور بارخان ضخم. كما أن صحراء بارخان ساري – كوم فريد من نوعها لأسباب عديدة. أولا، هي الصحراء الوحيدة في روسيا. وبالتالي، فإنها هي ثاني أكبر بارخان في العالم – وأعلى منها يوجد فقط إرج الكبيرة في الصحراء. كما أن بارخان محاط بالسهوب، ويصل إرتفاعها إلى 252 مترا. وهناك أدلة تؤكد بأنه في عام 1878 ميلادية كان يبلغ إرتفاعها حوالي 500 تقريبا. وللأسف، فإن بارخان ينهار وفي خلال نصف قرن ميلادية فقد حوالي 18 مترا من إرتفاعه. كما أن مناخ بارخان فريد من نوعه ويختلف عن المناخ في السهوب، الذي يتواجد فيها. وهنا توجد أعلى متوسط درجة حرارية سنوية، والأمطار هنا قليلة جدا، ولكن بشكل عام فإن المناخ في هذه المنطقة قريبة من المناخ القاري. كما أن الرمال تمتص الرطوبة من الجو، والطين الذي موجود فيها بارخان، لا يسمح بخروجها وبالتالي فإن بارخان يغذي العديد من الينابيع القريبة منه.

 

 

وللإستمتاع بجمال بارخان جاء إليه العديد من الشخصيات المشهورة، من بينهم: ميخايل ليرمونتوف، والجراح الروسي نيكولاي بيروغوف، وراقصة الباليه مايا بليسيتسكايا، والفنان إيفان أيفازوفسكي.

 

 

ولمحبي وعشاق السينما فإننا ننصحكم بزيارة منطقة بارخان ساري – كوم، لأنه هنا تحديدا تم تصوير الفيلم السوفياتي الشهير "الشمس البيضاء للصحراء".

 

 

إلميرا غافياتوللينا