Ru En

دليل التراث الغسلامي للشعوب الروسية

١٨ مارس ٢٠١٩

على أراضي روسيا يمكن للمرء أن يجد مجموعة فريدة من نوعها من تاريخ أضرحة الدفن القديمة من الهندسة المعمارية التي تم بناؤها بشكل جميل والتي هي معروفة على مستوى أنحاء العالم من النصب التذكارية الإسلامية والمصادر المقدسة.
كما أنه لوحظ أكبر تجمع لمواقع التراث الإسلامي الروسي في بشكيريا وتتارستان، إثنتين من المناطق المجاورة في جنوب جبال الأورال ومنطقة الفولغا. وفي هذه الأماكن تم الحفاظ على البقايا المحفوظة جيدا لإمبراطورية القبيلة الذهبية، التي نشرت الإسلام في جميع أنحاء العالم. ولا يمكن تجاهل هذه القضية في جمهورية شمال القوفاز.

 


ضريح بورغ كاش في فترة القبيلة الذهبية (جمهورية إنغوشيتيا)

 


لا يزال المؤرخون غير قادرين على التوصل إلى رأي موحد في قضية، لماذا وكيف بني هذا الضريح. البعض يؤكد أن بورغ كاش تم تشييده من قبل الأميرة الجميلة فوق مكان دفن حبيبها. بينما يرى الباحثين الأخرين ويعتقد بالرواية التي تقول بأن هذا الضريح أصبح الملاذ الأخيز للشيخ العربي. ماذا تقول الأسطورة؟ عندما شعر الشيخ بأن موته أصبح قريبا، إمتطى على ظهر الجمل وإتجه إلى الحائط المفتوح. وأعطى للجمل كامل حريته في الحركة، قرر الشيخ بناء وتشييد الضريح في ذلك المكان تحديدا، أي في المكان الذي توقف فيه الجمل بنفسه. ويعتقد الباحثون المعاصرون أن الضريح ينتمي إلى الحاكم المحلي الذي كان يحكم بإسم الخان أو الحاكم من الترك وإسمه خان أوزبيك.


حيث وأن ضريح بورغ كاش الذي يعود بناؤه إلى 600 عام، والذي يعتبر بأنه موقع تراثي وطني وذو أهمية. وعلى المدخل يمكن رؤوية النقوش والكتابات المحفوظة جيدا باللغة العربية. ووفقا لبعض الأدلة وشهود العيان القدماء، بيقع هنا مكان الدفن الجماعي، الذي يحتوي على العديد من التوابيت الخشبية.

 


ضريح توتيبيك (داغستان)

 


إن المدينة الداغستانية ديربينت تعتبر واحدة من أقدم المناطق السكانية. يوجد هنا مكانان مقدسان، وخاصة بالنسبة إلى المسلمون في شمال القوقاز – ضريح توتيبيك و ضريح كيرخليار. وتم تشييد وبناء الضريح في عامي 1787 و 1788 ميلادية من قبل خان أو حاكم ديربينت وكوبي فيت – علي خان تكريما لزوجته وللحاكم المشترك لمدينة ديربينت توتيبيك.
تقول الأسطورة بأن توتيبيك كانت حاكما حكيما وشجاعة للغاية. ويعود لها الفضل تحديدا في أن ديربينت إستطاعت وتمكنت من تجاوز الحصار عليها لمدة تسعة اشهر وتمكنت من الخروج منه منتصرة.


وبالقرب مباشرة من الضريح، يوجد مكان يسمى كيرخليار (يترجم من اللغة التركية وتعني كلمة "أربعون"). وهذا هو مكان الدفن للشهداء المسلمين. والتوابيت فوق القبور منحوتة من الكتل الحجرية الكاملة. ووفقا للأسطورة الحضرية للسكان، فإن كيرخليار هو أخر مكان الذي إستقر فيه القادة 40 من الشهداء القادة العرب، الذين توفوا اثناء نضالهم لتعزيز نفوذ الإسلام في شمال القوقاز.

 

 

قلعة حصن قريش (داغستان)

 


إن قلعة حصن قريش القديمة تقع على إرتفاع 1000 متر فوق مستوى سطح البحر. ومن المثير للإهتمام بأنها كانت أول محطة محصنة تم بناؤها أثناء فترة إنتشار الإسلام في شمال القوقاز. ويتعقد بأن هذا الحصن تم بناؤه في القرن السابع الميلادي من قبل أحفاد قبائل قريش (من نفس القبيلة، التي ولد فيها الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام). كما أن قلعة قريش تسمى أحيانا بالإسم الداغستاني ماتشو بيكتشو. وبمظهرها فإنها تذكر بالمكان السكاني ذو المتاهة الحجرية في المنحدرات الجبلية المرتفعة والعالية.


كما أن قلعة حصن قريش تعتبر مكانا لبناء أقدم مسجد في روسيا والذي تم بناؤه في القرن التاسع الميلادي. وهنا يوجد القبر القديم والمتحف.

 


زيارات كونتا – حجي كيشييف (الشيشان)

 


في الشيشان يوجد 59 مكان مقدس للدفن وهي معروفها بإسم عام يسمى "زيارات". والمكان الأكثر شهرة بينها يقع في قرية خوجي إيفلا. في القرن التاسع عشر في القرية عاش الشيخ الصوفي كونتا – حجي كيشييف، العالم الشيشاني الديني والمسالم، وكذلك هو أحد المبشرين الذين رأوا ضرورة القيام بالذكرى (أي التذكير بالله تعالى). في المكان الذي يوجد فيه منزل كيشييف يوجد فيه نبع مقدس. يعتقد بأن الماء في هذا النبع لها خصائص علاجية. كما أن الحجاج يمكنهم أيضا زيارة المعبد، التي مدفونة فيه والدة كيشييف. وهو يقع بالقرب من جيل إرتين الذي يعتبره الشيشانيون مكانا مقدسا.

 


ضريح حسين بيك (بشكيريا)

 


على بعد 40 كيلو مترا من مدينة أوفا يمكن العثور على إثنين من الأضرحة القديمة المحفوظة جيدا، والتي يعود تاريخها إلى القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلادية. واحد من تلك الأضرحة يوجد على أراضي المقبرة الإسلامية  التي تسمى أكزيرات ("أكزيرات") والتي يتم ترجمتها من اللغة البشكيرية وتعني "المقبرة البيضاء"). تقول الأسطورة بأن  الضريح تم بناؤه في القرن الرابع عشر الميلادية لـ  حجي حسين بيك، وهو أول إمام في إقليم بشكيريا الحالية. كما أن من أعطى الأوامر ببناء الضريح هو تاميرلاند أو ما يعرف بـ: (تيمورلنك)، والمعروف أنه الفاتح الشهير في أسيا الوسطى والمؤسس للإمبراطورية العظيمة التيموريين، كما وأن عاصمتها كانت توجد في مدينة سمرقند.

وبالقرب من الضريح يوجد هناك العديد من القبور مع نقوش مكتوبة باللغة العربية. كما أنه ويعتقد أنه يوجد تحتها قبور القادة العسكريين للقائد تيمورلنك. حيث ويعتقد بأن ضريح حسين بيك هو أحد أشهر الأماكن الإسلامية المقدسة في روسيا. وعلى بعد مسافة 10 كيلو مترات يوجد ضريح أخر قديم، حيث مدفون فيه جثة توروخان. ووفقا لرأي بعض المؤرخين، فإنه كان من سلالة القائد العظيم  جينكيزخان، وهو المؤسس الأول والحاكم العظيم للإمبراطورية المنغولية (والتي بالمناسبة كان لها أطول حدود طويلة ومتتابعة). ولو صدق الباحثون، فإن توروخان، وكذلك حسين بيك كان حاكما إسلاميا مستنيرا.

 

نبع الأولياء (في بشكيريا)

 

مكان أخر مهم للحجاج يوجد في بشكيريا – وهو نبع الأولياء (باللغة البشكيرية يسمى "الأولياء" ويعني "المكان المقدس"). يوجد النبع في جبل أوشتاو، كما هو في الأورال الجنوبية. ويمتلك النبع خصائص علاجية،و هو يتدفق لفترة تزيد عن 30 يوما، بدءا من نهاية شهر أيار – مايو وحتى نهاية شهر حزيران – يونيو، وسنويا، فإنه يجمع عشرات الألوف من الحجاج حوله. ويستحم الناس فيه في فصل الربيع ويقومون بتعبأة الماء المقدسة في زجاجة، والذين يعتقدون بأن المياه المقدسة هذه يمكن أن تخلصهم من حصوات الكلى، وكذلك من أمراض الجهاز التنفسي وأمراض المعدة. وكما يقولون، فإن مياه النبع تحتوي على خصاص علاجية بعد تاريخ 15 من شهر أيار – مايو فقط.

ويعتقد العديد من المسلمين بأن تسلق جبل أوشتاو يعتبر نسخة مصغرة من الحج. ويتكون الحج من مرحلتين: النصف الأول من الطريق – هو الوصول إلى النبع المقدس، أما المرحلة الثانية – الصعود إلى قمة الجبل. وعلى قمة الجبل، فإن الشخص الذي يتسلق الجبل يجد ثلاثة قبور. تقول الأسطورة بأن تحتوي على رفات ثلاثة من المبشرين المسلمين من أوشا، الذي قتلهم السكان المحليين في القرن الثالث عشر الميلادي. وفي وقت لاحق، وبعد أن تاب السكان المحليين وأقروا بفعلتهم هذه، قاموا بدفن الشيخ مـحمد رمضان الأوشا ورفاقه على قمة الجبل، ما أدى ذلك على الفور إلى ظهور النبع المقدس على منحدرات ذلك الجبل.

 


بلغار العظيمة (تتارستان)

 

على شواطئ نهر الفولغا، على بعد مسافة حوالي 140 كيلو مترا من عاصمة تتارستان كازان توجد أنقاض المدينة الأسطورية القديمة بلغار العظيمة. حيث كانت واحدة من أعظم المدن في العصور الوسطى للقبيلة الذهبية، وفي ذلك المكان، في عام 922 ميلادية، فإن سكان فولجسايا بلغار قد إعتنقوا الإسلام وأصبح دين دولتهم الرسمي. والأن، هو مكان للحجاج المسلمين الروس. وبالإضافة إلى الأثار القديمة التي كل ما تبقى من بلغار العظيمة

هو قرية بلغار وجدران المسجد الكبير مع مأذنته،والتي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي. وبالقرب من الطريق من مدخل المسحد، يوجد الضريح من الجهة الشمالية والذي تم حفظه بشكل جيد، والذي تم إستخدامه من قبل نبلاء بلغار. ومن جهة الشرق من المسجد يوجد الضريح الشرقي، الذي تم تحويله إلى كنسية أرثوذوكسية في القرن الثامن عشر.

يتبع لاحقا وفيما بعد....