تقع القلعة القديمة في روسيا والتي تعرق بإسم قلعة نارين – كالا في مدينة ديربينت في جمهورية داغستان. وكونها أقوى معقل في شمال القوقاز، حيث تأسست القلعة في القرن VI السادس الميلادية من قبل الفرس. عندما كانت المدينة تحت حكم الإمبراطورية الساسانية. وهناك الكثير من الروايات حول ما يعنيه إسم قلعة نارين – كالا. والرأي الأكثر إنتشارا هو الرأي القائل بأن قلعة نارين – كالا تعني وفقا للغات التركية المختلفة "القلعة الشمسية".
ومن المعروف بأنه في في بداية القرن XVIII الثامن عشر الميلادية كان دميتري كانتيمير الذي رافق بيتر الأول في الحملة الفارسية في بحر قزوين (في صيف العام العام 1722 ميلادية)، كتب في مذكراته بناءا على كلام سكان ديربينت إعجابه بهذا النصب التذكاري العظيم.
قلعة نارين – كالا تعتبر جزءا من نظام الإدارة الضخم لـ داغ – باري (بالترجمة إلى اللغة الروسية تعني "الجدار الجبلي")، واليت تتألف من جدار بطول 40 كيلو متر، وتمتد من الساحل إلى سفح حسن مدينة داغ – باري والتي خدمت في حماية منطقة غرب أسيا والقوقاز من البدو الشماليين.
وهناك تصور بأن بناء داغ – باري قد تم إنفاق الأموال عليها أكثر بسبع مرات من مستلزمات المواد وكان ذلك أكثر من نفقات بناء الأهرامات العظيمة في الجيزة. ووفقا للأسطورة، فإنه تم العمل على إنشاء هذا المجمع العظيم والفريد من نوعه بواسطة 10 000 مقاتل، و 6 000عامل من الحرفيين و 300 من المهندسيين المعماريين. كما أن الشاه الفرسي (الترجمة الحرفية "ملك الملوك") هوسروف الأول تابع شخصيا سير بناء القلعة في ديربينت.
ومهما كان الأمر، فقد جاء الغزاة الفاتحون إلى هذه الأرض من جانب أخر تماما. في القرن الـ VIII الميلادية تم غزو المدينة من قبل الخلافة الأموية. قدر العرب الموقع الإستراتيجي الممتاز لقلعة نارين – كالا وأهميتها لنشر الإسلام في شمال القوقاز.
القلعة العظيمة، والجدار الذي يصل سماكته إلى 3 أمتار، وإرتفاعه يصل إلى حوالي 20 مترا. وخلال وجود قلعة نارين – كالا شهدت أوقاتا مضطربة، بما في ذلك، تغيير سلطة الحكم في المنطقة، والغزو المدمر من قبل السلاجقة و أمير تيمور، ولكنها تمكنت من الصمود. والأجزاء الأخرى من حصن داغ – تاري دمرت بشكل كامل تماما.
ما بين القرنين الـ XVII-XIX الميلادية أصبحت هذه المنطقة نقطة خلاف بين الإمبارطوريتين – الروسية والفارسية. وفي العام 1813 ميلادية وبعد حروب طويلة، أصبحت مدينة ديربينت وقلعة نارين – كالا جزءا من روسيا.
دعونا نلقي نظرة أكثر تفصيلا عن نارين – كالا، وعن كل مكون فيها والذي يعتبر الوحيد من نوعه. ولذلك، على أراضي قلعة نارين – كالا يمكن أن تجد الكنيسة القديمة تحت الأرض التي تعود إلى القرن الـ IV الميلادية، التي كان يستخدمها العرب كخزان للمياه، والتي ساعدت المدينة على البقاء قيد الحياة أثناء عمليات حصار المدينة المتعددة. كما أن بقايا القصور الفاخرة ومنازل طبقة النبلاء كانت تدل على المستوى العالي من معيشة وراحة سكان قلعة نارين – كالا.
ولكن الشئ الأكثر أهمية، والأهم من ذلك أن قلعة نارين – كالا هي "بوابة يوم القيامة"، وبقايا الأمكنة الإسلامية لأداء الطقوس الصوفية. ولقد وضعت من جهة المدينة في القرن العاشر مما أدى إلى ظهور مكان صغير، ومحاط من الجهة الخارجية. وفي العام 2004 ميلادية إكتشف علماء الأثار بأنه منذ أكثر من ألف سنة كان هذا المكان يعتبر بوابة تفتح ممرا إلى العالم الأخر.
ووفقا للعماء، فإن الموقع الفريد من نوعه لا يوجد له مثيل في العالم الإسلامي لهذا النصب الأثري الذي بدأ عمله قبل أكثر من ألف سنة. واليوم، فإن هذا الموقع الأثري محمي من قبل الدولة كموقع للتراث العالمي لليونسيكو.
إلميرا غافياتوللينا