سيجري وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف محادثات في موسكو مع وزير خارجية مالي عبد الله ديوب، ومن المتوقع كذلك أن يناقش الوزيران مجموعة واسعة من قضايا التعاون بين البلدين والأجندة الإقليمية، وذلك اليوم الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024.
يُشار إلى أنّ موسكو وباماكو على اتصال دائم، فالاجتماع الوزاري السابق عُقد في 21 سبتمبر/أيلول 2023 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالإضافة إلى ذلك، في فبراير 2023، قام لافروف بزيارته الأولى إلى مالي، وعقد اجتماعات مع رئيس الفترة الانتقالية لجمهورية عاصمي غويتا ونظيره المالي ديوب.
كما أن الطرفين في تواصل هاتفي دائم. ووفقاً لوزارة الخارجية الروسية، فإن روسيا ومالي "لديهما إطار تعاقدي وقانوني متطور إلى حد ما يعكس الطبيعة المتعددة الأوجه للعلاقات الثنائية، فـ قيادة مالي تسمي روسيا شريكاً موثوقاً به.
ومن المتوقع أن يتطرق الوزراء في محادثات موسكو إلى مواضيع مثل التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية والوضع في المنطقة وكذلك التعاون في المجال العسكري التقني.
الوضع في غرب افريقيا
تجدر الإشارة الى أن مجموعة من الجنود في الحرس الرئاسي للنيجر أعلنت التمرد في نهاية يوليو/تموز الماضي، وأعلنت عزل محمد بازوم من منصب الرئيس. ومن أجل حكم البلاد، تم تشكيل المجلس الوطني لإنقاذ الوطن الأم، برئاسة قائد الحرس - عبد الرحمن تشياني، ولا يزال بازوم محتجزاً في مقر إقامته.
من ناحية أخرى، فرض قادة الدول الأعضاء في منظمة "إيكواس" عقوبات صارمة على المتمردين وطالبوا بإطلاق سراح بازوم، مهددين باستخدام القوة. وفي 10 أغسطس/آب الماضي، كما أبلغت وكالة "أكتونيجر"، أن تشياني وقع مرسوماً بشأن تشكيل حكومة انتقالية جديدة.
وفي 16 سبتمبر 2023 ، أنشأت مالي وبوركينا فاسو والنيجر تحالف دول الساحل، وهي منظمة دفاع جماعي في منطقة رئيسية من القارة. وفي 28 يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت الدول الثلاث قراراً مشتركاً بالانسحاب من الـ"إيكواس" في أقرب وقت ممكن، والذي في رأيهم "تحت تأثير القوى الأجنبية، ليصبح تهديدا للدول الأعضاء وشعوبها".
في الوقت نفسه، تنطلق روسيا من حقيقة أن المخرج من الوضع في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يجب أن تحدده دول المنظمة نفسها. وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو مستعدة " لتطوير التعاون مع شعوب الساحل في تلك الأشكال التي يعتبرونها الأكثر مثالية لضمان استجابة جماعية للتحديات الاقتصادية الحالية والتهديدات لأمنهم".
ضمان أمن دولة مالي
تتعاون روسيا ومالي بشكل فعال في المجالين العسكري التقني والأمني، وسيكون تطوير هذه الشراكة أحد الموضوعات المهمة في محادثات اليوم بين لافروف وديوب. وتشير الخارجية الروسية إلى أن جزءاً كبيراً من فيلق الضباط الماليين قد تم تدريبه في روسيا. كما يتم تدريب موظفي وكالات إنفاذ القانون على أساس المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة الشؤون الداخلية في روسيا.
ومن جهته أكد الجانب الروسي مراراً أن موسكو تهدف إلى زيادة تعزيز التعاون مع باماكو في المجال العسكري التقني. حيث أشار وزير الخارجية الروسي لافروف إلى حقيقة أن البلدين "أقاما علاقات ودية وثقة" وأن روسيا تعرب عن استعدادها" لتطويرها على أساس المنفعة المتبادلة في مجال التجارة والاقتصاد والاستثمار والمجال العسكري التقني والتعليم والعلوم والثقافة"، بالإضافة إلى ذلك، أعلن لافروف أن روسيا تلبي بشكل موثوق احتياجات مالي من حيث ضمان قدرتها الأمنية والدفاعية، مضيفاً "مع دعمنا، فإن نجاحات القيادة المالية في مكافحة الإرهاب واضحة، وسنواصل بالتأكيد هذا التعاون".
هذا وسيتم أيضاً مناقشة الأمن الغذائي بين الوزيرين. علماً أنه في الأشهر الأخيرة، قدمت روسيا 25 ألف طن من الحبوب إلى مالي مجاناً. وفي يوليو2023، خصصت موسكو 2 مليون دولار لشراء دفعة جديدة من المواد الغذائية لمالي من خلال وكالات الأمم المتحدة. ومن المتوقع كذلك أن يكون موضوع الإمدادات الغذائية على جدول أعمال اجتماع "موسكو".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس