Ru En

التنوع الحضاري مصدر لتطور المجتمع - إلميرا صاديقوفا

١٥ ديسمبر ٢٠٢٠

في هذه الأيام، تستضيف مدينة قازان الوحدة التعليمية "منظمة التعاون الاسلامي "، التي من خلالها يتعرف 100 مشارك من مختلف مناطق روسيا على أنشطة منظمة التعاون الإسلامي ، ويدرسون مساهمة روسيا في الحوار بين الثقافات، ويلتقون بالدبلوماسيين. على سبيل المثال، كانت إلميرا صاديقوفا، المديرة التنفيذية لمؤسسة الشراكة والحوار الاستراتيجي بين روسيا والعالم الإسلامي، أحد ضيوف الفعالية، وتحدثت بالتفصيل عن أنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية " روسيا - العالم الإسلامي".


مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" أسسها في عام 2006 يفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف ومينتيمر شاريبوفيتش شايمييف بعد انضمام روسيا الاتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب. وتضم المجموعة 33 شخصية إجتماعية بارزة من 27 دولة إسلامية. ومن بينهم سياسيون بارزون ورؤساء وزراء سابقون ووزراء خارجية وفنانون يتمتعون بشهرة عالمية، وعدد من أكبر علماء الدين في الشرق الإسلامي من إندونيسيا، والمغرب والمملكة العربية السعودية وإيران والكويت وغيرها من البلدان .


وأوضحت صاديقوفا أنه "في عام 2014، قرر رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين استئناف أنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية " روسيا - العالم الإسلامي"، وأسند رئاستها إلى رستم نورغالييفيتش مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان.


وأشارت صاديقوفا الى إلى أن "المجموعة كانت في البداية تشبه النادي الفكري، حيث يتحاور علماء السياسة والخبراء بمشاركة ممثلين عن الدوائر الحكومية ذات الصلة بالدول الاعضاء في الاتجاهات الاستراتيجية الهامة، من زاوية تطوير التفاعل بين روسيا ودول العالم الإسلامي". ووفقا لإلمريرا صاديقوفا فإن أحد المجالات المثيرة للاهتمام في أنشطة المجموعة هو المنتدى الاقتصادي الدولي قمة - قازان.


بالإضافة إلى ذلك، تجتمع مجموعة الرؤية الاستراتيجية كل عام في موسكو. وبمشاركة سفراء الدول الإسلامية، يتم تقديم عرض مجدد لمفهوم نشاط المجموعة، يشارك فيه رئيس المجموعة، رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، ووزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرغي لافروف.


كما أكدت صاديقوفا في مشاركتها على انه " تم تحديد أهم التوجهات الرئيسية للمنظمة - الحاجة إلى ضرورة تفعيل دور المناطق الروسية في التفاعل مع العالم الإسلامي. وكما هو معروف إن المجموعة لا تهتم بالبحث عن أدوات سياسية بحتة لحل الأزمات. ويكمن أساس عمل المجموعة في أنه ليست لدى روسيا، وكذلك الأمر بالنسبة لشركائها من الجهات الإسلامية، أي شك في أن التنوع الحضاري ليس سببًا للصراعات، وليس مصدرًا للانفجارات، لكنه يعتبر مصدراً للتطور، يسمح لنا بتوحيد القيم التي أوجدها المجتمع الدولي ". كما نوهت صاديقوفا بان عمل المجموعة يقوم على مبدأ إيجاد حلول وسط وأنجح اللآليات والمشاريع التي توحد جهود الشركاء.


عُقد الإجتماع الأخير لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا- العالم الإسلامي" في مدينة أوفا الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، حيث ناقش المشاركون في المنظمة دور روسيا في منظمة التعاون الإسلامي كدولة مراقبة. وقبل عام، كان قد عقد الإجتماع في مدينة مَخَاجْ قلعة أو مَخَاتْشْكَالا. ناقش الإجتماع كيفية مكافحة التطرف من خلال تعليم الشباب.


قالت صاديقوفا للمشاركين في الوحدة التعليمية إن "واحد من مجالات عملنا هو التفاعل مع وسائل الإعلام. على سبيل المثال، يُعقد كل عام منتدى دولي للصحفيين بمشاركة الصحفيين من روسيا الاتحادية ومن دول العالم الإسلامي. في عام 2015، خصص جدول أعمال الإجتماع لمواجهة مظاهر التطرف في المجتمع، وفي العام الماضي في مدينة سان بطرسبورغ، تمت مناقشة تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام. كما ناقشنا هذا العام التعاون الإعلامي عبر الإنترنت بين روسيا والعالم الإسلامي. وقد تم التخطيط بالفعل لمنتدى جديد، سيُكرّس لمشاكل التفاعل والتعاون في مجال المعلومات".


مجال آخر من أنشطة المجموعة هو المنتدى التقليدي للمثقفين "قراءات أيتماتوف ". وفقاً لإلميرا صاديقوفا، فإن قراءة "حوار الثقافات" هي مشروع مهم لا يسمح فقط بالتعرف على دور القيم التقليدية في الحفاظ على التنوع الثقافي، ولكن أيضا للبحث عن جوانب وأشكال جديدة للتفاعل لصالح المجتمع.


كما قالت المتحدثة "بشكل خاص، أود أن أقول للشباب هذا العام، جنباً إلى جنب بالتعاون مع وزارة شؤون الشباب في جمهورية تتارستان، عقدنا بالمدرسة الصيفية الدولية الرابعة فعالية بعنوان "حوار بلغار للثقافات"، وكان موضوعها الرئيس هو نشاط المتطوعين الشباب. في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم الإعلان عن مسابقة للمشاركة في المدرسة الصيفية الدولية "حوار بلغار للثقافات"، -2021، والتي ستصبح ذكرى سنوية.


تجدر الإشارة إلى أن تنسيق المجموعة يسمح بالتفاعل والمشاركة بنشاط في الأحداث المختلفة. لذلك، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، في الدورة الـ 40  للمؤتمر العام لمنظمة الـ يونسكو، تقرر أن يصبح 18 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام اليوم العالمي للفن الإسلامي. وكانت البداية من مملكة االبحرين، التي اقترحت اختيار مدينة المحرق، العاصمة السابقة للبلاد وثاني أكبر مدينة فيها، كمركز للفن الإسلامي العالمي.


وفي تلخيص أنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية  لعدة سنوات، أكد ت المديرة التنفيذية لمؤسسة الشراكة والحوار الاستراتيجي بين روسيا والعالم الإسلامي، إلميرا صادديقوفا، أن المجموعة تولي إهتماما لجميع مجالات النشاط العام، ومهمتها الرئيسة هي توسيع تفاعل روسيا مع العالم الإسلامي، وإقامة حوار بين الحضارات.

 


إلميرا غافياتولينا