أعلنت منظمة "أوبك" أن الصراع العسكري في أوكرانيا قد أصبح بالفعل السبب الرئيسي لعدم اليقين الاقتصادي في العالم، مما أدى إلى وضع الوباء في الخطة الثانوية، وذلك اليوم الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022.
وأشار تقرير المنظمة الدولية لشهر مارس الجاري، أن هذا الأمر قد عجّل بنمو التضخم العالمي وأدى إلى تعطل سلاسل الإنتاج، وعلى المدى الطويل سيؤدي إلى خفض استهلاك النفط والاستثمارات في هذا القطاع.
وجاء في التقرير أن "تداعيات هذا الصراع العسكري، مع مراعاة تأثيره على التضخم، ستؤدي إلى انخفاض في استهلاك النفط وخفض الاستثمار في القطاع". كما تعتقد "أوبك" أن العملية العسكرية على أراضي أوكرانيا "ستؤثر بشكل واضح على الوضع الاقتصادي في العالم، لكن لم يتضح بعد إلى أي مدى". ويعتقد الخبراء أن البيانات الواردة في الأسابيع المقبلة ستوفر المزيد من المعلومات من أجل "تقييم العواقب بعيدة المدى" لهذه العملية العسكرية.
التنبؤات
إلى ذلك، حافظت "أوبك" على توقعاتها في نمو الطلب العالمي على النفط في 2022 بمقدار 4.2 مليون برميل في اليوم، ولكنها تنتظر مراجعة التوقعات وسط اضطرابات جيوسياسية، يتبعها تقرير المنظمة.
وأشارت في تقريرها إلى أن "التوقعات قد تتغيّر في الأسابيع المقبلة مع ظهور المزيد من الوضوح بشأن الآثار بعيدة المدى للاضطرابات الجيوسياسية".
كما أن توقعات الإمدادات من الدول غير الأعضاء في "أوبك" تنتظر المراجعة بسبب الصراع العسكري في أوكرانيا، وأعلنت أن "هذه التوقعات قيد التقييم وستتم مراجعتها وتعديلها في الأسابيع المقبلة، إذا لزم الأمر".
هذا وكانت التوقعات السابقة لنمو الإمدادات النفطية من الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في عام 2022 تبلغ 3 ملايين برميل في اليوم على أساس سنوي. وكان من المتوقع أيضاً أن تكون الولايات المتحدة وروسيا وكندا والبرازيل وكازاخستان هي المحركات الرئيسية للنمو.
إنتاج النفط
يُشار إلى أن دول "أوبك" زادت في فبراير/ شباط الماضي إنتاج النفط بمقدار 440 ألف برميل في اليوم، أي إلى ما يصل 28.47 مليون برميل في اليوم.
كما تعمل دول اتفاقية "فيينا"، المعروفة أيضا باسم تحالف "أوبك +"، على خفض إنتاج النفط منذ مايو/ أيار 2020، ولكن منذ بداية عام 2021 تقوم باستعادته تدريجياً.
ولذلك، ومنذ أغسطس/آب من العام الماضي، يمكنهم زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري، وهذه الخطة سارية حتى ابريل/نيسان من هذا العام.
ومع ذلك، في الواقع، لا تستطيع البلدان دائما استعادة الإنتاج بالوتيرة المحددة. وبالتالي، فإن 10 من دول "أوبك" المشاركة في الاتفاقية تمثل 254000 برميل في اليوم في هذه الحصة.
إلى ذلك وخلال فبراير الماضي، تمكنوا من زيادة إنتاج النفط بمقدار 270 ألف برميل في اليوم، إلى 24.14 مليون برميل في اليوم، بينما تمكنوا في يناير/كانون الثاني الماضي من استعادة إنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل في اليوم فقط، إلى 23.9 مليون برميل في اليوم.
وبحسب التقرير، في فبراير، بلغ إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية (أكبر منتج للنفط في أوبك) 10.19 مليون برميل في اليوم (بزيادة 141 ألف برميل في اليوم مقارنة بشهر يناير) بدلاً من 10.227 مليون برميل في اليوم.
كما زاد العراق إنتاج النفط بمقدار 36 ألف برميل يوميا إلى 4.27 مليون برميل يوميا، بينما كان من المقرّر 4.325 مليون برميل يوميا.
وزادت الكويت كذلك إنتاجها بواقع 32 ألف برميل يوميا إلى 2.61 مليون برميل يوميا للإمارات، بمقدار 26 ألف برميل يومياً إلى 2.95 مليون برميل يوميا.
وفي الوقت نفسه، تم الوفاء ببنود صفقة خفض إنتاج النفط في فبراير/شباط الماضي بنسبة 136 بالمائة من الخطة مقابل 135 بالمائة في الشهر السابق.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس