دشّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، صب "الخرسانة الأولى" للكتلة رقم 3 من محطة "آق قويو" للطاقة النووية في تركيا، الأمر الذي يبشر بالبدء الفعلي لبناء هذه الكتلة، وذلك في 10 مارس/آذار 2021.
ويتم بناء محطة "آق قويو" للطاقة النووية في محافظة مرسين التركية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط من قبل شركة "روس أتوم" الروسية الحكومية. وقد شارك الرئيس بوتين في الحفل بمناسبة بدء بناء الكتلة الثالثة من المحطة عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وقال الرئيس الروسي إن "شركة (روس أتوم) تستخدم أحدث التقنيات وأكثرها موثوقية في بناء محطة الطاقة النووية (آق قويو)، مشيراً إلى أن (روس أتوم) باعتبارها شركة رائدة معترف بها في مجال الطاقة النووية السلمية، فإنها تطبق الحلول الهندسية الأكثر تقدما، والتقنيات الفعالة من حيث التكلفة والموثوقية أثناء بناء المحطة، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والمتطلبات البيئية الأكثر صرامة".
وأعرب رئيس روسيا الاتحادية عن ثقته في أن "التنفيذ الناجح لهذا المشروع لن يؤدي فقط إلى الارتقاء بالتعاون الثنائي في قطاع الطاقة إلى مستوى نوعي وجديد"، وإنما بشكل عام، "سوف يعمل على تعزيز الشراكة الروسية - التركية المتعددة الجوانب، ويعزز تعزيز الصداقة والتفاهم المتبادل بين شعبيّ البلدين".
كما لفت بوتين إلى أن الجانب الروسي يشارك بنشاط بالأعمال التركية في بناء المحطة، وأن تنفيذ جزء كبير من تشييد "آق قويو" محلي الصنع من تركيا نفسها، مشيراً إلى أن "هذا يؤكد مرة أخرى الفوائد التجارية للمشروع لجميع المشاركين فيه".
كما أعرب فلادمير بوتين عن امتنانه للرئيس التركي لمبادرته بعقد هذا الحدث في جو احتفالي، كما شكر جميع المشاركين في بناء محطة الطاقة النووية.
الموارد البشرية للصناعة النووية التركية
إلى ذلك عبّر الرئيس الروسي عن اعتقاده أنه من خلال تنفيذ مشروع بناء محطة الطاقة النووية "آق قويو"، سوف تحصل تركيا على دفعة جادة لتطوير الصناعة النووية. وفي الوقت نفسه - أشار بوتين - إلى التدريب الناجح للأخصائيين الأتراك في المجال النووي في روسيا الاتحادية. وأضاف: "سيتم إعطاء دفعة قوية لتطوير صناعة جديدة بشكل أساسي في تركيا وهي الطاقة النووية، وتعزيز الإمكانات العلمية والإنتاجية للبلاد، وخلق فرص عمل إضافية".
كما أشار فلاديمير بوتين إلى أن "إجمالي عدد العاملين في الموقع اليوم يتجاوز 8 آلاف شخص، ومعظمهم من المواطنين الأتراك"، لافتاً إلى أنه "في محطة الطاقة النووية (آق قويو)، يوجد مركز لشركة روس أتوم لتدريب الكوادر الفنية للمحطة المستقبلية، وتقوم الجامعات الروسية بتدريب المهندسين النوويين لتركيا".
ووفقا للرئيس الروسي فإنه "في الوقت الحاضر، يتلقى أكثر من 100 طالب تركي تعليمهم في روسيا، وسيتم توظيفهم مستقبلا في محطة آق قويو"، مضيفاً أن "العدد الإجمالي للخريجين الأتراك هذا العام سيتجاوز 200 شخص، وبالتالي، مع بداية العمل في محطة الطاقة النووية، سيتم تدريب عدد كاف من الكوادر الوطنية للصناعة النووية التركية".
كما هنأ بوتين المشاركين في المشروع ببدء مرحلة جديدة في تنفيذ المشروع الروسي - التركي لإنشاء أول محطة للطاقة النووية في تركيا.
دعم مشروع "آق قويو"
وفي الشأن ذاته، أعلن الرئيسان الروسي والتركي موافقتهما على مواصلة دعم مشروع محطة "آق قويو" للطاقة النووية. إذ صرّح بوتين في هذا الخصوص قائلاً إنه "مع السيد إردوغان، نعلق أهمية كبيرة على هذا المشروع، واتفقنا مع الرئيس التركي على الاستمرار في تزويد مشروع آق قويو بالمساعدة والدعم اللازمين".
كما أشار فلاديمير بوتين إلى أن محطة "آق قويو"، بصفتها أول محطة للطاقة النووية في تركيا، "يجب أن تبدأ العمل في عام 2023، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ 100 لتأسيس الجمهورية التركية، هكذا حددت القيادة التركية المهمة قبل البدء في المشروع".
وبحسب الرئيس الروسي، فإن تنفيذ المشروع "سيسهم بشكل كبير في تعزيز أمن الطاقة في جمهورية تركيا، وسيساعد في تحفيز المزيد من النمو لاقتصادها، وسيوفر للمستهلكين الأتراك خدمات من الكهرباء غير مكلفة وصديقة للبيئة".
وأضاف: "في المجمل، يوفر موقع (آق قويو) لبناء 4 وحدات طاقة مع مفاعلات باستطاعة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، والتي ستكون قادرة على إنتاج ما يصل إلى 37 مليار كيلوواط ساعي من الكهرباء بشكل سنوي".
كما أعرب الرئيس الروسي عن ارتياحه إلى أن "الجهود التنسيقية للخبراء والمهندسين والعاملين في المجال النووي الروسي والتركي تجعل من الممكن ضمان بناء محطة الطاقة النووية وفقاً للجدول الزمني المتفق عليه، في حين أن التصميم يعتبر من الأكثر تعقيداً، ويتم بشكل ناجح حل المشكلات التقنية المتعلقة بالتركيب".
وشدد فلاديمير بوتين قائلاً إنه "حتى الصعوبات المعروفة والمرتبطة بوباء فيروس كورونا لا يمكن أن تمنع التنفيذ المستمر لمشروع (آق قويو)، ويتم ضمان السلامة الصحية والوبائية على أعلى مستوى، وحماية صحة الموظفين العاملين مباشرة في هذا المرفق".
عن محطة الطاقة النووية "آق قويو"
يشار إلى أن بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا يتم على أساس اتفاقية حكومية دولية تم توقيعها بين روسيا وتركيا في مايو/أيار 2010.
وتعتبر "آق قويو نيوكلير" التي تم تأسيسها لهذا الغرض، الشركة المسؤولة عن بناء المحطة، والتي تمتلك "روس أتوم" أكثر من 99% منها. وتتألف محطة الطاقة النووية "آق قويو" من 4 وحدات طاقة باستطاعة 1200 ميغاوات لكل منها. بعد الانتهاء من البناء، ستقوم المحطة بتوليد حوالي 35 مليار كيلوواط ساعي سنويا.
وقد بدأ بناء الوحدة الأولى لمحطة الطاقة النووية "آق قويو" في ابريل/نيسان 2018، والثانية في يونيو/تموز 2020. وقامت شركة "روس أتوم" بالفعل بتسليم المستندات الخاصة بالحصول على ترخيص لبناء الكتلة الرابعة والأخيرة من المحطة إلى السلطات التنظيمية في تركيا.
وكما ذكر في وقت سابق، النائب الأول لرئيس "روس أتوم"، مدير التطوير والأعمال الدولية للشركة كيريل كاماروف، فإنه بالإمكان الحصول على ترخيص لبناء الوحدة رقم 4 من محطة "آق قويو" بحلول خريف عام 2021.
ومن المقرر أن يتم تشغيل أول وحدة من محطة "آق قويو" بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية في عام 2023. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار، أثناء زيارته لأنقرة في عام 2018، إلى أنه سيحاول المشاركة في حفل تشغيل أول وحدة طاقة في محطة الطاقة النووية "آق قويو".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس