Ru En

بوتين يحضر 5 قمم دولية دون مغادرة روسيا وهذا ما حث قادة العالم على القيام به

٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠

شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال أقل من أسبوعين، في 5 قمم متعددة الأطراف في وقت واحد، وذلك بدءً من اجتماع قادة "منظمة شنغهاي للتعاون" وانتهاءً بقمة "مجموعة الـ 20".

 

وتمت المشاركة في هذه القمم دون أن يغادر الرئيس الروسي البلاد، نظراً لظروف انتشار الوباء. وقد تم نقل هذه الأحداث الدولية الكبرى عبر شبكة الإنترنت، وتحدث بوتين مع زملائه في منظمة شنغهاي للتعاون من مقر إقامته في مدينة سوتشي، كما اتصل بقمة شرقي آسيا، ودول الـ "بريكس"، و"منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ"، وقمة "مجموعة العشرين" من مقر إقامته في "نوفو أوغاريوفو" بمقاطعة موسكو.

 

 

اللقاح للجميع

 

في ما يتعلق بوباء الكورونا، أعرب الرئيس الروسي عن تبني موسكو فكرة أن يصبح اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد ملكية مشتركة للبشرية،  مشيراً إلى "استعداد روسيا للعمل مع جميع الدول في هذا الاتجاه"، وهو الموقف الذي عبّر عنه فلاديمير بوتين مرراً في كافة المحافل الدولية.

 

كما دعا بوتين "الزملاء" من "منظمة شنغهاي للتعاون" في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، و"بريكس" في 17 نوفمبر أيضا إلى التعاون من أجل إنشاء الإنتاج الضخم للأدوية، لافتاً إلى أن "هذا يتطلب موارد مالية معينة ومعدات. هذا كل شيء. المواد اللازمة لإنتاج هذه الأجهزة متوفرة على الأقل في روسيا، وتظهر دول أخرى".

 

وخلال قمة شرقي آسيا في 14 نوفمبر، أشار الرئيس إلى أن عشرات الدول قد أعربت بالفعل عن رغبتها في إقامة تعاون في مجال إنتاج وتوريد اللقاحات، مشدداً في الوقت نفسه على استعداد موسكو لتزويد الخارج باختبارات فيروس كورونا "بما في ذلك على أساس مجاني"، ومنوهاً بأن أكثر من 40 دولة قد تلقت بالفعل ما يزيد عن مليون اختبار.

 

 

المخرج من هذه الأزمة

 

خلال قمة "مجموعة العشرين" التي انعقدت في 21 نوفمبر الجاري، شبّه الرئيس الروسي الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انتشار الوباء بـ"الكساد الكبير"، ودعا إلى اتخاذ إجراءات مشتركة للتغلب على تداعياتها.

 

وشدّد بوتين على أن "الخطر الرئيس يظل هائلاً وطويل الأجل، ما يسمى بالبطالة الراكدة، مع زيادة لاحقة في الفقر والاضطراب الاجتماعي، موضحا أن دور مجموعة الـ 20 هنا هو الحيلولة دون وقوع ذلك"، محذراً من "خطر آخر" يتمثّل في انخفاض قيمة العملات الوطنية، خاصة في البلدان منخفضة الدخل التي تضطر إلى خدمة الديون المقوّمة بالدولار، وهو ما عززه الرئيس الروسي بسرد عدد من الأمثلة التي تعكس هذه الحالة، وذلك في قمة "أبيك" (قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والهادئ) بتاريخ 20 نوفمبر الحالي.

 

وقال الخبراء إن الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2020 سينخفض بنسبة 4.4%. وفي روسيا، سيكون التراجع أقل قليلاً - بحسب ما توقعته السلطات - إذ سينكمش اقتصادها بنسبة 3.9%.

 

هذا ويرى فلاديمير بوتين إمكانية المساعدة على التنمية الاقتصادية من خلال "تضافر جهود التكامل"، عندما عبّر عن هذه الفكرة خلال قمة دول شرقي آسيا، لافتاً إلى المبادرة الروسية الرامية إلى تأسيس شراكة أكبر في "أوراسيا"، التي حظيت بدعم أعضاء "منظمة شنغهاي للتعاون".

 

كما صرّح الرئيس الروسي أن "إجراء آخر محتمل، وهو ما يُسمّى بالممرات الخضراء لتوفير الغذاء والدواء، في المقام الأول للبلدان المحتاجة. وقد طرحت روسيا هذه الفكرة مرة أخرى خلال فترة الربيع.

 

وأوضح بوتين في قمة "أبيك" يوم 20 نوفمبر: "نعتقد أن تنفيذ هذه المبادرة لن يسهم فقط في تخفيف (حدة) الوضع الإنساني في العالم، ولكن أيضا في تنمية التجارة العالمية".

 

 

فرص جديدة

 

لقت الرئيس الروسي انتباه زملائه في مجموعة الـ 20 إلى "ضرورة استغلال الأزمة الحالية كفرصة لتغيير مسار التنمية العالمية، والحفاظ على بيئة ومناخ مواتيين، وضمان ظروف متساوية لجميع البلدان والشعوب، وتعزيز الآليات الفعالة للتعاون متعدد الأطراف والمؤسسات الدولية الرئيسة، مع الاعتماد على ميثاق الأمم المتحدة، والقواعد والمبادئ الدولية المعتمدة عموماً".

 

ولم يكن التعبير حينها عن هذه الأطروحة "لأول مرة"، حتى في اجتماع "منتدى فالداي" للمناقشة في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فقد أشار بوتين أن الوباء يمكن أن يصبح "نوعا من نقطة البداية لـ تحول" النظام العالمي. ثم تحدث عن رفض الاستهلاك المفرط من أجل حل المشكلات البيئية العالمية.

 

 

الأمن الإلكتروني

 

يُذكر أن فلاديمير بوتين تطرق مراراً في العام 2020 إلى الأمن السيبراني، وهذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى مقدار النشاط البشري الآخذ بالتصاعد في الإنترنتب ما في ذلك المتعلق بانتشار الوباء.

 

وأعرب الرئيس عن قلقه بشأن الحجم المتزايد للجرائم الإلكترونية، لكل من زملائه في منظمة "شنغهاي للتعاون" وزعماء دول الـ "بريكس"، فيما حثتّ دول "أبيك" على التفكير "في إنشاء تنسيق لحماية المعلومات الشخصية ومنع الجرائم في مجال تكنولوجيا المعلومات".

 

 

الاستقرار الاستراتيجي

 

خلال أعمال قمتيّ "منظمة شنغهاي للتعاون" وقمة دول "بريكس"، أثار الزعيم الروسي أيضا موضوع الاستقرار الاستراتيجي، الذي أصبح مهماً بشكل متزايد في ضوء "التفكيك" التدريجي لنظام الحد من التسلح الحالي، وفي المقام الأول بمبادرة من الولايات المتحدة.

 

وفي إعلان تم اعتماده في نهاية الاجتماع الأول لهذه الاجتماعات، أعرب أعضاء "منظمة شنغهاي للتعاون" عن قلقهم إزاء الخطوات الأُحادية التي تقوّض آليات الحفاظ على الاستقرار العالمي، مع إيلاء اهتمام خاص لإنهاء معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وفي الوثيقة النهائية، دعا قادة "بريكس" موسكو وواشنطن للموافقة على تمديد "ستارت 3"، التي تنتهي في شباط/ فبراير 2021.

 

كما تطرق الرئيس الروسي في "قمة شرق آسيا" إلى مسألة نشر الصواريخ الروسية المتوسطة والقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وأكد استعداده "لإجراء مناقشة جادة بشأن هذه القضية مع جميع الدول المعنية".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: تاس