صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب له أمام الروس بأن "طريقة حياة الروس قد تغيرت على مدى الأشهر الثلاثة الماضية".
وقال الرئيس بوتين: "لقد استغرق الأمر ثلاثة أشهر فقط. وعادة ما تطير مثل هذه الفترة - الربع - بسرعة، وأحيانا حتى بشكل غير محسوس. ولكن في هذه الأيام والأسابيع والأشهر الصعبة غير الطبيعية، كان لدينا جميعا شعور مختلف تماما بالوقت، فقد احتوتنا كثيرا: طريقة حياة متغيرة بشكل كبير، والقيود القسرية على العمل والتواصل والقلق والمخاوف وحتى مرارة الخسائر، والانفصال عن الأقارب والأحباء وفكرة ما سيحدث غدا، وكيفية حماية أقرب الأشخاص من الحظ السيء، وكيفية إعالة الأسرة والأطفال ودعم الآباء".
وبحسب الرئيس، فإن المجتمع الروسي لم يكن مرتبكا بتهديد فيروس كورونا، مما ساعد على إيجاد إجابة لهذا التحدي.
وأضاف الرئيس الروسي: "من المهم للغاية أنه في بلدنا، في المجتمع، لم يكن هناك حيرة. على العكس من ذلك، كما حدث أكثر من مرة في تاريخنا، يتحد الكثير من الناس بفهم واضح وواضح للوضع، والوعي بالتهديد الحقيقي الذي لا يمكنك إلا محاربته وإلحاق الهزيمة به كل ذلك معا، وأن الحياة البشرية هي الشيء الرئيسي".
وشدّد بوتين على أن السلطات تصرفت وفقا لهذه القيم، ولهذا السبب كانت قادرة على الاستجابة لتحدي التعقيد الهائل.
التدابير أنقذت عشرات آلاف الأرواح
وأشار رئيس الدولة أيضا إلى أن جميع التدابير المتخذة لمكافحة انتشار "كوفيد-19" لها ما يبررها: فهي التي أنقذت عشرات الآلاف من الأرواح، ونموذج الاستجابة المرنة للفيروس المستجد - القيود الفيدرالية والسلطات الإضافية للمناطق - قد أتت أكلها.
وأكد بوتين أنه بفضل تعزيز تدابير الحماية الصحية على الحدود، تمكنت روسيا من صد الهجمة الأولى وتأخير انتشار الوباء، "ذروته لمدة شهر ونصف إلى شهرين".
في الوقت نفسه، أشار بوتين إلى أن "الفيروس لا يزال خطيرا، وحث الروس على توخي الحذر حتى يظهر اللقاح له، حيث يجب أن تكون الثقة في فعاليته وموثوقيته بنسبة 100%."
وقال "الآن يعمل 14 مركزا فيدراليا في روسيا على الفور لإنشاء لقاح ضد فيروس كورونا. والأهم من ذلك أن روسيا، من بين عدد قليل من دول العالم، تمكنت من إنشاء إنتاجها الخاص من الأدوية الفعالة لعلاج فيروس كورونا".
ومع ذلك، أشار بوتين إلى أن اللقاح ليس دواء لكل داء، لذلك لا يمكن مقاومة العدوى إلا إذا تم اتباع جميع التدابير الوقائية.
بالإضافة إلى ذلك، في رأيه، من الضروري استخلاص الدروس من الوباء، حيث تم الكشف عن العديد من المشاكل التي لم يتم حلها.
وأضاف في هذا الجانب: "لم ينته الوباء بعد. لا يزال يتعين علينا الضغط عليه لقمع هذه العدوى. لكن الحياة لها آثارها، فهي تعود إلى مسارها الطبيعي، إنها في إيقاع طبيعي. نعم، تراكمت الكثير من المهام والمخاوف التي سيتم معالجتها في المستقبل القريب في المنزل، وفي العمل. "....." أنا واثق من أننا سويا سنقوم بالتأكيد بحل جميع المشاكل التي نشأت، وبالتأكيد سنلحق بها، ونتغلب على كل الصعوبات المؤقتة وأي صعوبات أخرى. لقد أثبتنا بالفعل أننا قادرون على القيام بذلك".
زيادة ضريبية لمن دخله أكثر من 5 ملايين روبل سنويا
وخلال استئناف الحياة الطبيعية، اقترح فلاديمير بوتين أيضا اعتبارا من 1 كانون الثاني/ يناير 2021 رفع معدل الضريبة على الدخل الشخصي من 13% إلى 15% وذلك للمواطنين الذين يتجاوز دخلهم 5 ملايين روبل سنويا.
وقال الرئيس في خطاب متلفز اليوم الثلاثاء 23 حزيران/ يونيو "أقترح ما يلي: من 1 يناير من العام المقبل، نقوم بتغيير معدل الضريبة على الدخل الشخصي من 13% إلى 15% لمن يكسبون أكثر من 5 ملايين روبل في السنة".
وأكد أنه "لن يتم فرض ضرائب على جميع الإيرادات بمعدل متزايد، ولكن ذلك الجزء فقط الذي يتجاوز 5 ملايين روبل في السنة". وقال بوتين "لكن هذا سيقدم للميزانية حوالي 60 مليار روبل."
وقال الرئيس أيضا إن السكان الروس سيتلقون مبالغ إجمالية قدرها 10 آلاف روبل للأطفال دون سن 16 سنة في تموز/ يوليو.
"كان أكبر إجراء للدعم هو دفعة لمرة واحدة في يونيو بقيمة 10 آلاف روبل لكل طفل من سن 3 إلى 16 عاما، وأصبحت هذه الأموال في الأوقات الصعبة مساعدة للعائلات الروسية. وفي الوقت نفسه، لم يكتسب الاقتصاد كامل إمكاناته، وازدادت معدلات البطالة، وقال بوتين: "الصعوبات لم تتراجع بعد. وفي هذا الصدد، أعتبر أنه من الضروري دفع 10 آلاف روبل إضافية لكل طفل من الولادة إلى 16 سنة مرة أخرى في يوليو".
وبحسب الرئيس، في المجموع، سيكون هذا الإجراء قادرا على إفادة العائلات الروسية التي يكبر فيها حوالي 28 مليون طفل.
وخلال خطابه المتلفز، اقترح الرئيس بوتين إجراءات الدعم التالية:
- يجب تمديد مدفوعات "فيروس كورونا" للعاملين الاجتماعيين لمدة شهرين، حتى 15 أيلول/ سبتمبر.
- من 1 كانون الثاني/ يناير، زيادة ضريبة الدخل الشخصي من 13% إلى 15% للمواطنين الذين يكسبون أكثر من خمسة ملايين روبل في السنة.
- يجب استخدام عائدات زيادة ضريبة الدخل على الأفراد (حوالي 60 مليار دولار سنويا) لعلاج الأطفال المصابين واليتامى.
- في تموز/ يوليو، دفع عشرة آلاف روبل أخرى للعائلات التي لديها طفل دون سن 16 عاما.
- للعائلات التي فقد فيها الوالدان وظائفهما، ودفع ثلاثة آلاف روبل لكل طفل وزيادة إعانات البطالة في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس
- توسيع الرهن العقاري التفضيلي للإسكان الجديد بقيمة تتراوح من ثلاثة إلى ستة ملايين روبل، في موسكو وسان بطرسبورغ حتى 12 مليون روبل.
- تخصيص 100 مليار أخرى لبرنامج الإقراض التفضيلي للشركات بنسبة 2 في المائة (رهنا بالحفاظ على الوظائف).
- من 1 يوليو، تمديد النظام الضريبي للعاملين لحسابهم الخاص في جميع أنحاء البلاد (سيكون متاحا في كل منطقة).
- منح حالة العاملين لحسابهم الخاص ليس من 18 عاما، ولكن من 16 عاما (وهذا سيؤثر على ثلاثة ملايين شخص، وسيحصلون على رأس مال ضريبي بقيمة الحد الأدنى للأجور).
- تخفيض ضريبة الدخل لشركات تكنولوجيا المعلومات من 20% إلى 3%، ومعدل أقساط التأمين الخاصة بهم - حتى 7.6%.
- تقديم مساعدة إضافية للكيانات المكونة للاتحاد الروسي- لتخصيص 100 مليار روبل أخرى لها.
- كما سيتم تخصيص 100 مليار دولار للمناطق لتحديث شبكة الطرق.
- يجب أن يكون رواد الأعمال الذين يعملون في الخارج قادرين على دفع الضرائب بمبلغ خمسة ملايين روبل سنويا دون الإبلاغ الضريبي.
- الحكومة مُلزمة بالتنبؤ بزيادة حصة الإنفاق الفعال على الصحة والتعليم.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس