تعمل روسيا وإيران، في ظل ظروف ضغط العقوبات، على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، إذ ارتفعت التجارة الثنائية في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 44.9٪ مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز من عام 2021 الفائت وبلغت 2.8 مليار دولار. ووفقاً لدائرة الجمارك الاتحادية في روسيا، فقد نما حجم التجارة المتبادلة بين روسيا وإيران أيضا في عام 2021 مقارنة بعام 2020 بنسبة 81.4٪ - من 2.2 مليار دولار إلى 4 مليارات.
وأعلنت الدولتان مراراً وتكراراً أنهما تنويان تعزيز التعاون الاقتصادي. ومن أجل تثبيت الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالفعل والإعلان عن اتفاقيات جديدة، سيًعقد اليوم الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني الاجتماع الـ 16 للجنة الروسية الإيرانية للتعاون التجاري والاقتصادي، هذه المرة في العاصمة الشيشانية غروزني. وسيمثل الجانب الروسي نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، بينما سيمثل الجانب الإيراني وزير النفط جواد عودجي.
وأفاد مكتب ألكسندر نوفاك للصحفيين إن "الطرفين سيناقشان الوضع الحالي وآفاق التعاون بين البلدين في مختلف قطاعات الاقتصاد"، وذلك اليوم الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
روسيا وإيران. الآفاق
هذا، وعشية اجتماع اللجنة، بدأت تتوارد التقارير من الجانب الإيراني بأن بعض الاتفاقات قد تم التوصل إليها بالفعل.
وقد صرح نائب وزير الزراعة الإيراني، محسن شيرافاند، أن الدولتين أبرمتا عدة اتفاقيات في مجال الزراعة. إلا أنه لم يحدد بالضبط ما المقصود من عبارته المقتضبة أنه "سيكون لها تأثير حاسم على تصدير المنتجات الزراعية الإيرانية".
وذكّر بأنه في وقت سابق كان لدى الاتحاد الروسي وإيران خلافات بشأن معايير المنتجات الزراعية، والتي أدى وجودها في الماضي إلى مشاكل في توريد السلع الإيرانية إلى الأسواق الروسية.
فضلاً عن ذلك، كان وزير النفط أودجي قد أعلن إن الدولتين وقعتا مذكرة بشأن تطوير حقول بقيمة 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى اتفاقية بشأن بناء خطوط أنابيب الغاز ومنشآت لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بقيمة 40 مليار دولار. قبل ذلك، صرح الوزير الإيراني بأن روسيا ستبدأ في تطوير ستة حقول نفط وحقلين للغاز في إيران. كما أعرب عن أمله في أن يتم توقيع الاتفاقية في هذا السياق قبل نهاية العام.
من جانبه أعلن علي رضا فارناسيري، عضو لجنة الطاقة في المجلس (البرلمان)، أن إيران يمكن أن تصبح مركزاً لتوريد الغاز ومنتجات النفط الروسية إلى دول أخرى. وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال نائب وزير النفط الإيراني، أحمد أسد زاده على هامش منتدى "أسبوع الطاقة الروسي" إن لدى شركة "غازبروم" فرصة واعدة لنقل غازها عبر إيران إلى الدول المجاورة، بما في ذلك باكستان. وأشار أسد زاده أيضاً إلى أنه يمكن استخدام أراضي إيران لنقل الغاز إلى دول الخليج العربي.
بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك كذلك أن روسيا وإيران قد تتفقان على مبادلة إمدادات النفط والغاز بحلول نهاية هذا العام. وقال إنه في المرحلة الأولى يمكننا التحدث عن توريد 5 ملايين طن من النفط وما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد الروسي
المصدر: تاس