أعلنت شركة "تات نِفت" الروسية عن توقعاتها استكمال عملية حفر الآبار في ليبيا وبدء الإنتاج خلال العام الحالي 2021، وذلك بعد تجميد هذه العملية قبيل اندلاع الثورة في البلاد.
وأعلن ذلك المدير العام لشركة "تات نِفت" نايل ماغانوف، خلال مؤتمر جماعي لعمال الشركة اليوم الجمعة 19 مارس/آذار 2021.
وقال ماغانوف: "هناك خطط لمواصلة المشاريع التي توقفت في ليبيا لأسباب قاهرة في ذلك البلد، ونأمل أن ننتهي هذا العام من حفر تلك الآبار هناك التي أوقفناها بعد الثورة الليبية، وسنبدأ بإنتاج الأطنان الأولى من النفط".
بدوره، كان رئيس جمهورية تتارستان، رئيس مجلس إدارة شركة "تات نِفت"، رستم مينيخانوف قد صرّح في وقت سابق لوكالة أنباء "تاس" حول التعاون الروسي - العربي في حقل النفط، بأنه "بحسب التقديرات الأولية، والتي ستتضح مع إجراء عمليات التنقيب الجيولوجي، فإن إجمالي حجم الإنتاج المتراكم من المشاريع في كل من ليبيا وسوريا قد يصل إلى أكثر من 50 مليون طن".
وعملت "تات نِفت" في ليبيا بموجب اتفاقية امتياز منذ 2005 حتى العام 2014 عندما كانت البلاد غارقة في الأعمال العسكرية. وفي خريف عام 2019، صرح ماغانوف، على هامش "أسبوع الطاقة الروسي" للصحفيين بأن شركة "تات نِفت" تجري عمليات استكشاف في كتل جديدة في ليبيا، فيما اتضح بعد ذلك أن الحديث عن أعمال في حوض غدامس النفطي شمال غربي البلاد.
وفي يناير/كانون الثاني 2020، قال رئيس خيساموف، نائب المدير العام وكبير الجيولوجيين في "تات نِفت" للصحفيين إن الشركة الروسية نفذت عمليات استكشاف في حقول بليبيا عبر شركات محلية، مشيراً إلى أنه لا وجود لموظفين من الشركة في هذا البلد.
زيادة في الإنتاج
تمكنت "تات نِفت" مع حلول نهاية العام 2020 من إنتاج 26 مليون طن نفط، وذلك مع مراعاة القيود التي تحددها "أوبك +". ومع ذلك، تنص استراتيجية الشركة على زيادة المؤشرات بحلول العام 2030 بنحو 50%، لتصل إلى 38.4 مليون طن، بما في ذلك من خلال تطوير مشاريع جديدة خارج جمهورية تتارستان.
وجاء في بيان رسمي للشركة أن تحقيق مثل هذا الأمر سيسمح باستعادة أنشطة الاستكشاف بعد انتهاء قيود "أوبك +" وكذلك من خلال تطوير الأصول في خارج جمهورية تتارستان وتعويض الاحتياطيات بنسبة 100%.
تكرير النفط
هذا ومن المتوقع نمو تكرير النفط خلال 2021 إلى حوالي 14.5 مليون طن. ولفت نايل ماغانوف إلى "أننا نخطط هذا العام لرفع مستوى التكرير إلى 14.5 مليون طن من النفط".
وجاء في العرض التقديمي لتقريره أنه في عام 2020، زادت الشركة تكرير النفط بنسبة 7% إلى 13 مليون طن، وبالتالي، في عام 2021، سوف ينمو التكرير بنسبة 12%.
كما سيتضاعف عدد المنشآت الجديدة في عام 2021 في مجمع تكرير النفط "تانيكو"، وهو جزء من مجموعة شركات "تات نِفت" إلى 6 وحدات.
استراتيجية جديدة
الجدير بالذكر أن شركة "تات نِفت" تعتزم، بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2021 تحديث استراتيجيتها، مع مراعاة سياسة خفض انبعاثات الكربون والتوجهات الجديدة في تطوير الطاقة البديلة.
في هذا الصدد كشف المدير العام للشركة أنه "في استراتيجيتنا، نأخذ في الاعتبار المستقبل الأخضر. ويقوم متخصصو شركتنا بحساب جميع المخاطر وتحديد الاتجاهات التي قد تصبح مهيمنة. وفي سبتمبر من هذا العام، سنقوم بتحديث استراتيجيتنا، التي ستأخذ في الاعتبار كلاً من سياسة خفض انبعاثات الكربون وسياسة الاتجاهات في تطوير الطاقة البديلة، وتم تحديد نقاط نمو جديدة للشركة".
الجدير بالذكر أنه في عام 2019، انضمت روسيا الاتحادية إلى اتفاقية "باريس" للمناخ، والتي تتضمن من بين الكثير من الأمور، الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وعلى الصعيد العالمي، تحدّد الاتفاقية هدفا بحلول عام 2100 ويتمثل في الحفاظ على التقلبات في متوسط درجة الحرارة على الكوكب ضمن النطاق من 1.5 إلى 2 درجة مئوية، أي إلى نفس المستوى الذي كان قبل ظهور الصناعة.
كما أن جمهورية تتارستان هي المساهم الرئيسي في "تات نِفت"، إذ تمتلك ما يزيد عن 36% من أسهم الشركة، بالإضافة إلى حوالي 3% كأسهم خزينة، ونسبة 25.75% أسهم لشركات أجنبية، بينما يمتلك المساهمون الآخرون نسبة 34 % من الأسهم.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس