Ru En

مشروع محطة الضبعة النووية ارتقاء بالعلاقات الروسية المصرية إلى مستوى غير مسبوق

١٣ سبتمبر ٢٠١٩

أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية قبل أيام قليلة، أن مشروع بناء "محطة الضبعة النووية"، حصل على كافة الموافقات الرسمية، وأن عملية الإنشاءات الخاصة بالمفاعل ستبدأ في النصف الثاني من عام 2020، ولم يتبق سوى ترخيص الإنشاء.

 

المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، أيمن حمزة، قال إنه تم إصدار تراخيص قبول الموقع والموافقة على تقرير الأمان المبدئي المقدم من الشركة الروسية المنفذّة وكذلك الموافقة على تقرير الأثر البيئي. مؤكداً أن الأعمال الخرسانية للمحطة سوف تبدأ في شهر تموز/ يوليو المقبل.

 

الجدير ذكره أن "ترخيص الإنشاء" هو ما تنتظره هيئة المحطات النووية وشركة "روس آتوم" التي تعتبر الشركة المسؤولة عن إنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة في مصر.

 

ويذكر أن الاتفاق بين روسيا ومصر بشأن التعاون في بناء محطة الضبعة، يتضمن تقديم روسيا قرضاً بقيمة 25 مليار دولار للجانب المصري.

 

مشروع محطة الضبعة النووية ارتقاء بالعلاقات الروسية المصرية إلى مستوى غير مسبوق

موقع قرية الضبعة على خريطة مصر/ CC BY-SA 3.0 , Mohamed Magdy

 

وجاء الإعلان عن توقيع اتفاقية مشروع "الضبعة" النووي مع موسكو على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين منتصف كانون الأول/ ديسمبر عام 2017.

 

ووقع على الاتفاق المدير العام لشركة "روس آتوم"، أليكسي ليخاتشوف، ووزير الكهرباء المصري محمد شاكر، وذلك للمباشرة في تنفيذ المشروع.

 

وتقع منطقة الضبعة، التي سيتم بناء المفاعل النووي على أرضها، على شواطئ البحر المتوسط فى محافظة "مرسي مطروح"، ومساحة المشروع 45 كيلومتراً مربعاً، بطول 15 كيلومتراً على ساحل البحر، وبعمق 5 كيلومترات.

 

الرئاسة المصرية تقول كلمتها في مشروع الضبعة

 

قام الرئيس السيسي قبل أيام عديدة، بالاطلاع على آخر التطورات الخاصة بمشروع محطة الضبعة النووية خلال اجتماع ضم رئيس الحكومة، ووزير الكهرباء ورئيس هيئة المحطات النووية.

 

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بسام راضي، أن الرئاسة المصرية أكدت على أهمية الطاقة النووية كمجال مستقبلي للمساهمة في توليد الكهرباء في مصر فضلاً عن تنويع مزيج الطاقة.

 

بوتين والسيسي: دفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد

 

في أكثر من مناسبة، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره المصري، أن موسكو تسعى إلى دفع العلاقات مع القاهرة إلى مستوى جديد أكثر تقدماً.

 

وفي مستهل الاجتماع الذي جمع الرئيسين على هامش قمة مجموعة العشرين بأوساكا اليابانية، في يونيو/ حزيران الماضي، قال بوتين لنظيره المصري: أود الإشارة إلى أن العلاقات بين روسيا ومصر تتطور بشكل نشط، ونتطلع إلى دفعها نحو مرحلة جديدة أكثر تقدماً، وهذا ما تهدف إليه اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي التي وقّعنا عليها أثناء زيارتكم إلى روسيا في أكتوبر 2018.

 

 

مشروع محطة الضبعة النووية ارتقاء بالعلاقات الروسية المصرية إلى مستوى غير مسبوق

الموقع الرسمي لرئيس روسيا

 

من جانبه، ثّمن السيسي العلاقات بين مصر وروسيا في مختلف المجالات، لا سيما على المستوى الاستراتيجي، مؤكدا أن القاهرة تتطلع دائما إلى تعميق التعاون مع موسكو على جميع الأصعدة. لا سيما الاقتصادية والتجارية.

 

"روس آتوم" ومنتدى "الأسبوع الصناعي الكبير" في القاهرة

 

في شهر حزيران/ يونيو الماضي، صرح مسؤولون روس حول مشروع محطة الضبعة النووي، وقال النائب الأول لرئيس المؤسسة الحكومية الروسية "فورميكا" أنطون أترشكين: يعد مشروع الضبعة واحداً من المشاريع الكبرى ذو التقنيات العالية يتم تنفيذه على أرض مصر.

 

وأضاف: تعد مؤسسة "روس آتوم" مؤسسة عالمية رائدة في مجال الصناعة النووية، وأنا واثق تماما من أن منتدى الموردين النوويين المرتقب في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل سيصبح حدثاً عالمياً بحق.

 

من جهته أعلن نائب رئيس شركة "آتوم ستروي"، المسؤولة عن بناء محطة الضبعة النووية، غريغوري سوسنين: للعام الثاني على التوالي تعقد مؤسسة "روس آتوم" منتدى "الأسبوع الصناعي الكبير" للموردين والمقاولين لمشروع بناء الضبعة، وذلك لأهمية الدور الذي تلعبه مثل هذه الفعاليات في التواصل مع الشركات المحلية والعالمية في آن واحد.

 

مشروع محطة الضبعة النووية ارتقاء بالعلاقات الروسية المصرية إلى مستوى غير مسبوق

CC BY-SA 3.0, RIA Novosti archive

 

 

الجدير  ذكره أن العاصمة المصرية القاهرة تستضيف بين 8 و10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل فعاليات المعرض والمنتدى الصناعي والتكنولوجي الدولي "الأسبوع الصناعي الكبير"، تنظمه المؤسسة الحكومية الروسية وهيئة محطات الطاقة النووية المصرية.

 

ويعتبر منتدى ومعرض "الأسبوع الصناعي الكبير" بوابة للشركات الروسية والدولية في دخول أسواق شمال ووسط إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تعد بلدان هذه المنطقة المستورد الرئيسي للآلات والسلع الصناعية والمواد الغذائية.

 

توفير عشرات ألاف فرص العمل

 

قال نائب رئيس الاتحاد المهني الروسي لعمال الطاقة النووية يوري باريسوف، أن مشروع إنشاء محطات الضبعة النووية الأربع في مصر، سيوفر 78 ألف فرصة عمل مباشرة وموازية تشمل مجالات مختلفة.

 

الحلم النووي المصري

 

بدأ الحلم النووي المصري عام 1956 عندما وقع الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر الاتفاق الثنائي مع روسيا للتعاون في شؤون الطاقة الذرية وتطبيقاتها السلمية. وفي العام 1964، طرحت مصر مناقصة لتوريد محطة نووية لتوليد الكهرباء ولتحلية المياه، إلا أن نكسة عام 1967 أوقفت كل هذه المشاريع.

 

وفي شباط/ فبرابر 2015 وقع الرئيس السيسي، مع نظيره الروسي بوتين اتفاقية إقامة أول محطتين نوويتين لتوليد الكهرباء بأرض "الضبعة" كمرحلة أولى.

 

 

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا