Ru En

التجارة والتعاون الإقليمي واللغة الروسية... بوتين حول جوانب العلاقات مع كازاخستان

٠٨ نوفمبر ٢٠٢٣

أكد الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، في مقابلة مع صحيفة الدولة "كازاخستانسكايا برافدا" عشية زيارتهلكازاخستان، أن روسيا وكازاخستان تشتركان في ماض مشترك، لكن تعاون البلدين يهدف إلى المستقبل، حيث تعمل موسكو وأستانا بنشاط على تطوير العلاقات في التجارة والطاقة والمشاريع الإنسانية، وذلك اليوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

 

خصصت مقابلة الرئيس الروسي لقضايا جدول الأعمال الثنائي والأوراسي، وأوكرانيا، والولايات المتحدة، أما قضايا الشرق الأوسط لم تكن من بين الموضوعات للمناقشة.

 

هذا وقد جمعت وكالة "تاس" التصريحات الرئيسية لمقابلة بوتين.

 

 

الاتفاقات المعلقة والتجارة

 

بعد زيارة الرئيس بوتين إلى كازاخستان، من المخطط توقيع "حزمة من الاتفاقيات الأقاليمية، والأهم من ذلك، العقود التجارية".

 

ارتفع حجم التجارة بين البلدين في عام 2022 بنسبة 10.2% إلى رقم قياسي بلغ 28.2 مليار دولار، وفي الفترة من يناير إلى أغسطس من هذا العام أضاف 7.6% أخرى وبلغ 18.9 مليار دولار. وبحسب بوتين "روسيا هي واحدة من أكبر المستثمرين في الاقتصاد الكازاخستاني: الاستثمارات المتراكمة تصل إلى حوالي 17 مليار دولار، حوالي 6 آلاف شركة بمشاركة روسية تعمل في الجمهورية.

 

 

التعاون في مجال الطاقة

 

روسيا مستعدة لمساعدة كازاخستان في تحويل المناطق الشمالية والشرقية من البلاد، وهذا ما تفترضه خارطة الطريق الموقعة في 18 يناير.  ووفقاً للرئيس "يتم وضع خيارات مختلفة لتصحيح البنية التحتية لنقل الغاز ذات الصلة".

 

وتدرس قيادة كازاخستان مسألة بناء محطات الطاقة النووية، وشركة روسآتوم الحكومية مستعدة لتطوير مشروع مناسب باستخدام أحدث التقنيات.

 

أما فيما يتعلق بالتعاون بين البلدين في مجال الطاقة الخضراء مهم أيضاً تعتزم روسيا وكازاخستان خفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2060. قائلاً "للقيام بذلك، وتحديث الطاقة والبنية التحتية الصناعية"، وذلك باستخدام الغاز الطبيعي خلال الفترة الانتقالية.

 

 

العلاقات مع توكاييف

 

قال بوتين: "مع (رئيس كازاخستان) قاسم جومارت (توكاييف)، طورنا على الفور علاقة ودية ووثيقة حقاً. فنحن أناس من نفس الجيل ونشعر بنفس المسؤولية تجاه دولنا".

 

ويتصل بوتين وتوكاييف بانتظام ببعضهما البعض من أجل "مزامنة الساعات". وأضاف: "مثل هذه الاتصالات الشخصية تعكس تمامًا المستوى العالي للعلاقات الروسية - الكازاخستانية".

 

 

العلاقات الأقاليمية

 

الاتصالات بين مناطق البلدين، بما في ذلك على الحدود، "هي أحد أسس العلاقات الثنائية": كانت روسيا وكازاخستان من بين الأوائل في العالم الذين أدخلوا ممارسة عقد منتديات التعاون الأقاليمي بمشاركة رؤساء الدول، حيث يتم حل قضايا محددة، كما يقوم اليوم، 76 من المناطق الروسية الـ 89 المكونة لروسيا بتطوير شراكات مع أكيمات كازاخستان".

 

 

الماضي المشترك واللغة الروسية

 

يتم الجمع بين شعبيّ روسيا وكازاخستان من خلال "ماض تاريخي مشترك، وحسن جوار وتعاون منذ قرون، وفخر بإنجاز أسلافهم الذين قاتلوا ضد النازية وأقربوا النصر".

 

وقال بوتين "اللغة الروسية هي تراثنا المشترك وميزتنا التنافسية"، معرباً عن امتنانه لتوكاييف "لمبادرة إنشاء منظمة دولية للغة الروسية "، حيث سيكون هذا بمثابة عامل قوي في مزيد من التقارب بين شعبي روسيا وكازاخستان.

 

كما أكد الرئيس الروسي أن "الشباب الكازاخستاني يظهر اهتماماً بتعلم اللغة الروسية، والحصول على تعليم روسي. حيث تعمل فروع جامعة "لومونوسوف" موسكو الحكومية والجامعات الروسية الأخرى في كازاخستان، أكثر من 60 ألف طالب من الجمهورية يدرسون في الهياكل الروسية. فنحن على استعداد لتطبيق وتوسيع نطاق الخبرة المتراكمة في كازاخستان في بناء المدارس وتطوير أنواع أخرى من الأنشطة التعليمية".

 

 

التكامل الأوراسي والنظام العالمي الجديد

 

تحدث فلاديمير بوتين أيضاً عن الاتجاه السائد في العالم والذي يشكيل نظام عالمي أكثر عدلا يقوم قائلا: "على أولوية القانون الدولي. في أوراسيا، من المهم خلق مساحة واحدة من السلام والاستقرار والازدهار"، الأمر الذي يتطلب احترام "الحق السيادي لكل شعب في نموذج التنمية الخاص به".

 

وأضاف "واحدة من الهياكل التي تلبي هذه المتطلبات هي منظمة "شنغهاي" للتعاون، والتي، على عكس "الهياكل الضيقة" التي يروج لها الغرب، مفتوحة للجميع. ولدى روسيا "توقعات خاصة لمنظمة "شنغهاي" للتعاون، لأن هذا الهيكل لديه إمكانات سياسية واقتصادية قوية مشتركة".

 

أما في الفضاء الأوراسي فيرى الرئيس الروسي أن رابطة الدول المستقلة عنصراً لا يتجزأ من الحفاظ على السلام والاستقرار، مؤكدا  أن "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يوفر الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، وتوفر منظمة معاهدة الأمن الجماعي الأمن وحماية السيادة، وهو ما تجلى بوضوح في أحداث يناير 2022، عندما قدمت منظمة معاهدة الأمن الجماعي مساهمة كبيرة في الحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي في كازاخستان".

 

وبحسب فلاديمير بوتين، بشكل عام، حتى في آسيا الوسطى فقط، فإن الاتجاهات نحو توحيد القوى "تكتسب زخما": لقد تجاوز تعاوننا، بما في ذلك في مجالات النقل واللوجستيات والطاقة والمجالات الإنسانية، إطار التعاون الثنائي".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا

المصدر: تاس