أكدت وزارة الخارجية الروسية أن "حشد وحدات عسكرية أمريكية في بولندا يؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب على طول الحدود الغربية لروسيا ويساهم في تصعيد التوترات".
وجاء ذلك في تعليق للمتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، والذي تم نشره على الموقع الإلكتروني للوزارة يوم أمس الاثنين 17 آب/ أغسطس.
وقالت: "نلفت الانتباه مرة أخرى إلى حقيقة أن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في بولندا لا يحل المشكلة الأمنية، بل على العكس، فإنه يؤدي فقط إلى تفاقم الوضع الصعب بالفعل على طول الحدود الغربية لروسيا، مما يساهم في تصعيد التوترات ويزيد من مخاطر وقوع حوادث غير مقصودة".
وأضافت زاخاروفا: الجانب الروسي يُدرك أن تأكيدات الناتو حول الطبيعة غير المهمة والدورانية لهذه التعزيزات "لا شيء سوى محاولات لتشويه الواقع".
وجاء في التعليق أن "تنفيذ الاتفاقية الأمريكية البولندية سيعزز نوعيا الإمكانات الهجومية للقوات الأمريكية في بولندا". وفي الوقت نفسه، لم يكن هذا الاتفاق مفاجئا، لأنه يضفي الطابع الرسمي على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في عام 2019 بين رئيسي بولندا والولايات المتحدة أندريه دودا ودونالد ترامب".
وبيّنت زاخاروفا: إنه أمر غني عن الذكر في حال قلنا إن التوجه الصريح المناهض لروسيا في هذه الوثيقة ليس فقط لم يتم إخفاءه فحسب، بل تم التأكيد عليه بكل الطرق الممكنة من قبل المسؤولين الأمريكيين والبولنديين. وفي أوروبا، تتوافق مجموعة الإجراءات المتفق عليها تماما مع المبادئ التوجيهية لقمم الناتو الأخيرة، والتي عززت مسار "احتواء" روسيا، وخلق خطوط فاصلة وتصعيد التوترات في أوروبا، بينما رفضت العمل معا للوفاء بالمهمة المعلنة في وثائق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بعد نهاية الحرب الباردة لتشكيل مساحة مشتركة في القارة للتعاون والثقة".
وأشارت زاخاروفا إلى أن هذه الخطط الأمريكية تتعارض مع أحكام الوثيقة التأسيسية بين حلف الناتو وروسيا الاتحادية لعام 1997 وتغير الأوضاع الأمنية في أوروبا. "تظهر الولايات المتحدة مرة أخرى استعدادها، إذا كانت مصالحها الخاصة تتطلب ذلك، للتنازل ليس فقط عن الالتزامات بموجب المعاهدات المتعددة الأطراف، ولكن أيضا عن رأي معظم الدول الأوروبية. وهذا يشوه تماما تصريحات مسؤولي الناتو بأن الحلف هو مُورد للأمن ويهتم بتخفيف التوترات. في أوروبا.
"ولا تزال المقترحات الملموسة من الجانب الروسي حول كيفية تحقيق وقف التصعيد في مناطق الاتصال بين روسيا وحلف شمال الأطلسي دون إجابة".
وأضافت: "ندعو الدول الأعضاء في الناتو إلى التخلي عن رهاناتها على المواجهة معنا والعودة إلى ضبط النفس بروح القانون التأسيسي بين روسيا وحلف الناتو. ومن الواضح أيضا أن الحاجة إلى حوار موضوعي وصريح حول المشاكل في مجال الأمن الأوروبي، فضلا عن استعادة الاتصالات على طول الخط العسكري، قد طال انتظارها".
حول المعاهدة بين الولايات المتحدة وبولندا
تم في وارسو بتاريخ 15 أغسطس، توقيع اتفاقية بين حكومتي بولندا والولايات المتحدة بشأن تعزيز التعاون العسكري.
وكما أشارت وزارة الدفاع البولندية، فإن أهم نتيجة للاتفاقية هي إنشاء القيادة الأمامية للفيلق الأمريكي الخامس في بولندا في تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام. وستكون هذه الوحدة مسؤولة عن قيادة قوات الولايات المتحدة الموجودة على الجانب الشرقي من التحالف.
كما تنص الاتفاقية على إمكانية زيادة عدد القوات الأمريكية في بولندا وتحدد الإطار القانوني لوجود الجنود الأمريكيين.
وناقشت بولندا والولايات المتحدة خيارات تعزيز الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي البولندية منذ خريف عام 2018، عندما تم الإعلان عن مبادرة إنشاء "حصن ترامب" في البلاد لأول مرة خلال زيارة أندريه دودا إلى واشنطن.
وفي الوقت الحالي، نشرت بولندا، وفقا لمصادر مختلفة، ما بين 4500 إلى 5000 جندي أمريكي، وبحسب الاتفاقية الموقعة، سيتم نشر ما لا يقل عن 1000 جندي أمريكي إضافي في بولندا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس