يزور الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، دولتين في الشرق الأوسط في وقت واحد، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وسيجري محادثات ثنائية مع قادتهما.
في الواقع، تم تخصيص يوم واحد للزيارتين ومن ثم العودة إلى موسكو في اليوم التالي، إذ خطط رئيس روسيا لأحداث كبرى مرة أخرى، حيث لم يقم بوتين بزيارة الشرق الأوسط منذ بداية وباء "كوفيد 19"، وكانت آخر مرة زار فيها في المنطقة في عام 2019، عندما قام أيضا بزيارة الإمارات والسعودية، لكن في أشكال أخرى، تتواصل الاتصالات مع الدول العربية.
كما أشار الكريملين الى أن القضية ذات الأولوية في كل اجتماع ستكون العلاقات الثنائية، في الوقت نفسه، لن يتم تجاهل القضايا الدولية، بما في ذلك الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما سيشارك بوتين مع نظرائه تقييماته للوضع في أوكرانيا.
ووفقاً للكريملِن فإن نقطة أخرى مهمة للجميع هي التعاون في قطاع الطاقة، إذ تقوم روسيا، بصفتها عضوا في تحالف "أوبك+"، بتنسيق أعمالها باستمرار مع قادة آخرين في سوق النفط، كما تقوم شركة "غازبروم" و"نوفاتيك" بتنفيذ مشاريع مشتركة مع الدول العربية، وممثلو شركات الطاقة هم جزء من الوفد الروسي وسيشاركون في المباحثات.
كما سيكون هناك أيضاً جزء غير رسمي من الزيارات: وفقاً للتقاليد، سيقدم بوتين هدايا لنظرائه في الشرق الأوسط، علماً أن الزعيم الروسي أهداهم قبل أربع سنوات، صقوراً بيضاء وكامشاتكا.
الجزء الأول من الرحلة
أولاً، سوف يصل الرئيس بوتين إلى أبو ظبي، كما أعلن مساعد الرئيس الروسي - يوري أوشاكوف أنه "بعد الاستقبال الرسمي في المطار والاجتماع في القصر (من المقرر) إجراء مباحثات كجزء من الوفود، بعد ذلك، سيتحدث الرئيس الروسي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة - الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجهاً لوجه".
كما يتضمن جدول أعمال المحادثات حالة وآفاق التعاون الثنائي، والقضايا الدولية الحالية مع التركيز على الوضع في الشرق الأوسط.
وأشار الكريملِن كذلك إلى أن العلاقات الثنائية بين موسكو وأبو ظبي تتطور بنجاح: "التعاون شامل، يشبه الشراكة، مثمر"، وقد تم إقامة حوار ثقة بين القادة، كما لفت أوشاكوف الانتباه إلى حقيقة أن العلاقات الاقتصادية تتوسع أيضا".
وأكد أوشاكوف أن "الإمارات هي الشريك الاقتصادي الأجنبي الرئيسي لروسيا في العالم العربي، ففي عام 2022، قام حجم التجارة المتبادلة بتحديث الحد الأقصى التاريخي ووصل إلى مستوى قياسي بلغ 9 مليارات دولار، وهذا العام، يتطور التعاون أيضاً بشكل جيد للغاية، وفقاً لحساباتنا، في الفترة من يناير إلى سبتمبر، ارتفع حجم التجارة بنسبة 63% مقارنة بأرقام العام الماضي لنفس الفترة".
يُشار الى أن رئيسيّ البلدين سيجتمعان للمرة الثانية هذا العام، سبقها في يونيو، حيث شارك الشيخ محمد بن زايد في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، وكانت الإمارات ممثلة فيه في المركز الفخري لدولة ضيف.
الوصول إلى المملكة العربية السعودية
بعد ذلك، سيصل الرئيس بوتين إلى الرياض، حيث سيجري أيضاً محادثات على مستوى الوفد، ثم اجتماعاً منفصلاً مع ولي العهد السعودي - محمد بن سلمان آل سعود.
ومن المقرر، على وجه الخصوص، مناقشة التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، والتفاعل في أشكال متعددة الأطراف، كما سيتم النظر في آفاق ممر النقل بين الشمال والجنوب.
وسيتم إيلاء اهتمام خاص لقضايا الطاقة، كما أشار أوشاكوف الى أن "التنسيق الروسي - السعودي الوثيق إلى حد ما في تحالف (أوبك+) هو ضمان موثوق به للحفاظ على وضع مستقر ويمكن التنبؤ به في سوق النفط العالمية"، كما يمكن أيضاً ذكر تسوية الوضع في سوريا واليمن وضمان الاستقرار في منطقة الخليج العربي.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي وولي عهد السعودية لم يلتقيان منذ عام 2019، لكنهما يتواصلان بانتظام عبر الهاتف، في عام 2023 وحده، أجرى القادة خمس محادثات هاتفية.
بشكل عام فإن الكريملِن راضٍ أيضاً عن مستوى العلاقات مع الرياض، إذ ارتفع حجم التجارة الثنائية في الفترة من يناير إلى سبتمبر بنسبة 4.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وبلغ 1.35 مليار دولار، ومن بين المجالات الواعدة الزراعة والطاقة، بما في ذلك المجالات النووية والصناعية والاستثمارية والفضائية، أما بالنسبة للزراعة، فإن حوالي 70% من حجم التجارة بين البلدين تمثل صادرات المنتجات الزراعية الروسية.
تجدر الاشارة الى أن الوفد الروسي ضم في هاتين الزيارتين وزير الخارجية - سيرغي لافروف، والنائب الأول لرئيس الوزراء - أندريه بيلوسوف، ونائبيّ رئيس الوزراء، دينيس مانتوروف وألكسندر نوفاك، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي - إلفيرا نابيولينا، ورئيسيّ "روسكوزموس" و"روسآتوم" يوري بوريسوف وأليكسي ليخاتشيف، وكذلك رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي - كيريل دميترييف، ومساعديّ الرئيس، إيغور ليفيتين وماكسيم أوريشكين. كما سيشارك رئيس مجلس الإدارة في المحادثات الموسعة في أبو ظبي والرياض - إيغور شوفالوف.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا
المصدر: تاس