أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه "لا يسع روسيا إلا أن تقلق بشأن استمرار بناء القدرات العسكرية والبنية التحتية لحلف شمال الأطلسي بالقرب من حدودها"، مشيراً إلى أن "موسكو تتوقع من الحلف أن يدرس مبادراتها من أجل الحد من التوترات".
وصرّح الرئيس بوتين بذلك في رسالته عبر الفيديو للمشاركين والضيوف في "مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي"، وتم نشرها اليوم الأربعاء 23 يونيو/ حزيران 2021، على موقع الكريملِن الإلكتروني.
وأضاف الرئيس بوتين: "بالطبع، لا يسعنا إلا أن نشعر بالقلق إزاء التعزيز المٌستمر لقدرات الـ ناتو العسكرية والبنية التحتية بالقرب من الحدود الروسية، فضلاً عن أن الحلف يرفض النظر بشكل بنّاء في مقترحاتنا لتهدئة التوترات وتقليل المخاطر والحوادث غير المتوقعة".
كما شدّد على أن الجانب الروسي "يتوقع أن تسود في نهاية المطاف الفطرة السليمة والرغبة في تطوير علاقات بنّاءة معنا".
إلى ذلك وفي السياق نفسه، أشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن جهود روسيا تهدف إلى الحد من المخاطر، وضمان القدرة على التنبؤ وحل الخلافات من خلال الحوار والاتفاقات الملموسة، بما في ذلك في مجال الحد من التسلح.
وأكد في هذا الصدد على أن "المعادلة الأمنية" الجديدة يجب أن تأخذ في الاعتبار كافة العوامل التي تؤثر على الاستقرار الاستراتيجي في علاقتهما، منوّهاً بأنه "في وقت سابق، قدمت روسيا اقتراحاً لتطوير "معادلة أمنية" جديدة، ومشدداً على "ضرورة الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تؤثر على الاستقرار الاستراتيجي في ترابطها".
كما أعرب الرئيس الروسي عن قناعته بأن "الإرادة السياسية والاستعداد لتقديم تنازلات يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية"، مشيراً إلى أن البرهان الواضح على ذلك هو تمديد روسيا والولايات المتحدة لمعاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية حتى العام 2026.
وتابع الرئيس الروسي في كلمته: "أحيت روسيا في 22 يونيو (أمس الثلاثاء) بذكرى يوم الحداد، ومرور 80 عاما على هجوم ألمانيا النازية على البلاد. إن للحرب الوطنية العظمى دروس لها ثمن خاص بالنسبة لنا، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان السلام والأمن لشعب روسيا، وتحسين قواتنا المسلحة، وبالطبع، استخدام الإمكانيات الدبلوماسية، وإجراء حوار هادف مع جميع الشركاء المهتمين".
كما شدّد الرئيس الروسي بشكل خاص على أن موسكو لا تملي إرادتها على الدول الأخرى، وهي على استعداد، على قدم المساواة، لاستخدام الأساليب السياسية والدبلوماسية، للمشاركة في حل المشاكل العالمية والإقليمية، وتوسيع التعاون الإبداعي مع جميع الدول.
ونوّه الرئيس الروسي بالقول: "نحن نطوّر إمكاناتنا الدفاعية على أساس مبدأ الاكتفاء المعقول، ولا نسعى جاهدين لتحقيق ميزة عسكرية محددة أُحادية الجانب وترجيح في ميزان القوى لصالحنا، خاصة في منطقة حساسة مثل الاستقرار الاستراتيجي"، وإن شدد في الوقت ذاته على "أننا لن نسمح لأحد بتحريك هذا التوازن إلى جهته".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس