أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن "موسكو تعتبر أنه من المهم إعادة التأكيد على عدم جواز (وقوع) حرب نووية، واستحالة تحقيق الانتصار فيها".
وأعلن ريابكوف ذلك، اليوم الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، في معرض تعليقه على تصريح الممثل الخاص للرئيس الأمريكي للحد من التسلح، مارشال بيلينغسلي، بأنه "لن يوقع أي رئيس أمريكي مع روسيا بياناً بشأن عدم جواز شن حرب نووية".
وأضاف ريابكوف وهو يجيب على سؤال وكالة "تاس": "إذا كان نص البيان المشترك (من العام 1985 - تاس)، المدعوم من قِبل معبود المحافظين الجدد الحاليين في واشنطن، الرئيس (السابق للولايات المتحدة رونالد) ريغان، لا يثير في الصورة الذهنية لدى مسؤول إداري كبير في واشنطن سوى كلمة هراء، فهذه مشكلة هؤلاء الأشخاص الذين يتعاملون الآن مع هذه المشكلات".
كما بيّن المسؤول الروسي أنه "بحسب رأينا، الآن سيكون من المهم للغاية بشكل صحيح، ومن جميع وجهات النظر وفي الوقت المناسب، تأكيد عدم جواز شن حرب نووية واستحالة الانتصار فيها. لقد اقترحنا على الأمريكيين القيام بذلك منذ عدة سنوات. لقد قدمنا مقترحات ذات صلة إلى الدول الـ 5 النووية بأكملها، ولكن لسوء الحظ، بسبب الموقف المعرقل من جانب الولايات المتحدة، وفي الواقع الموقف الذي يفترض مسبقاً إمكانية الانتصار في صراع نووي، فإنه لا يمكن تحقيق ذلك".
وبحسب رأي سيرغي ريابكوف فإن هذا مؤشر على ما يستحقه تفكير واشنطن اليوم في الالتزام بمهمة تعزيز السلام الدولي وإيجاد حلول معينة مع روسيا في مجال ضبط التسلح، مضيفاً أنه "في الواقع، إنهم (الولايات المتحدة - تاس) يسعون لتحقيق التفوّق العسكري غير المشروط، وهذه الرغبة يغذيها الوهم الأكثر خطورة حول إمكانية الانتصار في صراع نووي".
وشدّد الدبلوماسي رفيع المستوى على أن روسيا الاتحادية تثير انتباه كلاً من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره إلى خطورة العواقب الكارثية المترتبة على مثل هذا النهج، "في حال استمر الأمريكيون في الحفاظ عليه في مستوى الممارسة العملية".
وأشار نائب الوزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو لم تُفاجأ بتصريحات بيلينغسلي "بشأن عدم جواز شن حرب نووية. ماهية هذه التصريحات لم تكن مفاجئة رغم أن النبرة كانت مُربكة بالطبع".
واختتم سيرغي ريابكوف بقوله: لا أتخيل هذا البلد الذي يعد منتهكاً متسلسلاً للاتفاقيات في مجال الحد من التسلح واتفاقيات أخرى بمختلف أنواعها، ولا أتخيل الإدارة التي تواصل بأيديها تحطيم ما يمكن تحطيمه في بنيان هذا المجال، ثم تكيل الاتهامات"، مشدداً على أن "روسيا الاتحادية ترفض رفضاً قاطعاً طريقة التعامل مع الأمور هذه".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"