أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أنه قد يتم تحديد موعد لقاء روسي- أمريكي في إطار الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي في الأسابيع المقبلة.
وصرّح ريابكوف بذلك في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" نُشِرت تفاصيلها يوم الأربعاء 16 يونيو/ حزيران 2021، أشار فيها إلى أنه "علينا تحديد هذه التواريخ. لكن مع كافة المؤشرات فإنها مسألة أسابيع وليست أشهر".
وبحسب ريابكوف، لم يتم تحديد مجموعات المواضيع في إطار مثل هذا الحوار، لافتاً في رده على السؤال ذي الصلة إلى أنه "ليس بعد. من المهم بالنسبة لنا أن يتفق الرؤساء على نطاق واسع من حيث المبدأ. وسنواصل تنفيذ ذلك".
كما أشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى "ارتياح موسكو لأن قمة (جنيف) تمكنت من إطلاق حوار مركز وحيوي حول الاستقرار الاستراتيجي".
وتابع في مقابلته مع الصحيفة: "أود أن أضعه (بيان رئيسي روسيا والولايات المتحدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي) على قدم المساواة مع تمديد المعاهدة بين روسيا والولايات المتحدة، بشأن التدابير من أجل زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها.
هذه هي الخطوة الثانية لواشنطن نحو استعادة الفطرة السليمة والنهج المسؤول للجوانب الرئيسية للأمن الدولي".
وقال الدبلوماسي الروسي: "نحن سعداء لأننا نجحنا في وضع نية لبدء حوار مركّز وحيوي في هذا المجال على الورق. ونأمل أن نضع تفاصيل حول كيف، وبأي شكل، وما هي الموضوعات التي سيتم تناولها، جنباً إلى جنب مع زملائنا الأمريكيين، بسرعة كبيرة".
وبحسب نائب الوزير، فإن تأكيد الصيغة القائلة بأنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية وأنه لا ينبغي إطلاق العنان لها "هو إنجاز كبير".
كما نوّه قائلاً: "بصراحة، في السنوات الأخيرة، شهدنا شكوكا متزايدة حول استعداد واشنطن، عقائديا ومفاهيميا للالتزام بهذا الموقف الوحيد المُمكن والصحيح، في حال تحدثنا عن موقف مسؤول تجاه مصير العالم".
وتابع الدبلوماسي الروسي:"عندما توصلنا إلى صيغة واضحة وملموسة ومفهومة، تم وضعها بالفعل منذ أكثر من 35 عاماً، اختبرنا شعوراً بمزيد من الثقة الداخلية. بعد كل شيء، هذه هي الطريقة الوحيدة للقوى النووية المسؤولة التي تمتلك أكبر ترسانات نووية". وتابع نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية أن "أي لعبة حول هذا، غموض، تضخيم الخطاب - لم يكن كل هذا ضاراً فحسب، بل يعتبر خطيراً. لدينا الآن نقطة مرجعية. بالمعنى السياسي الواسع، ولكن أيضاً بالمعنى العملي البحت، هذه نتيجة مهمة للقمة".
مهمة ليست سهلة
وقال سيرغي ريابكوف إن مطابقة المناهج لاتفاقية استقرار استراتيجي جديدة مع الولايات المتحدة ستكون مهمة دبلوماسية صعبة، لكن روسيا مستعدة للتعامل معها.
وأشار إلى أنه ليس لدى روسيا الاتحادية والولايات المتحدة تزامن كامل في مقاربات الوصول إلى معادلة أمنية جديدة، "على العكس من ذلك، لدينا انطباع بأن النهج الأمريكي يحتوي على ثوابت مختلفة تماماً عن ثوابتنا. وبالجمع بين هذين النهجين، فإن هاتين الصيغتين ستكونان بمثابة المهمة الصعبة. تحدي للرياضيات الدبلوماسية العُليا.. لكننا مستعدون لحلها".
وعبّر الدبلوماسي رفيع المستوى أنه مع الأخذ في الاعتبار تجربة أسلافهم، في ظل وجود هدف محدّد بوضوح، سيتمكن الطرفان من المضي قدماً في الحوار حول هذه القضية. وفقا له، إلى جانب الإرادة السياسية ، هناك حاجة أيضاً إلى نهج إبداعي في هذا الأمر.
وتابع سيرغي ريابكوف: "من جانبنا، سيتم ضمان ذلك بشكل كامل. هناك خبرة كافية. تم ضبط التعاون بين الإدارات، ونأمل أن يظهر الجانب الأمريكي ذات المستوى العالي من الاحترافية".
بيان مشترك
وفي بيان مشترك لرئيسيّ روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، نُشر على موقع الكريملِن على الإنترنت، تم الإشارة فيه إلى أنه سيتم إطلاق "حوار شامل وموضوعي وحيوي حول الاستقرار الاستراتيجي" قريباً.
وتؤكد الوثيقة أن التمديد الأخير لمعاهدة زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت، ستارت -3) دليل على الالتزام بالحد من الأسلحة النووية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد الروسي
المصدر: تاس