وصف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف، اجتماع مجلس روسيا والـ "ناتو"، بأنه انعقد في الشكل التقليدي على شكل مونولوج (حوار داخلي) منفصل، وليس على صيغة حوار بين طرفين، وبعد ذلك بقي الجميع على رأيهم الذي كانوا عليه.
وكتب كوساتشيوف ذلك، يوم الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، على صفحته في "فيسبوك"، وقال: "يسعدني أن أكون مخطئاً في هذا، ولكن يبدو أن مفاوضات اليوم مع الـ "ناتو"، على عكس ما سبق مفاوضات الأمس مع الأمريكيين، جرت في نوع تقليدي من المونولوج. ومن الجانب الجيد، استمع الـ "ناتو" هذه المرة إلى حديثنا، وليس فقط نحن – إلى حديث الـ "ناتو" (وهو الأمر الذي حدث في السنوات الأخيرة غير الناجحة للغاية لأوروبا)، مشيراً إلى أنه من بين الأطراف الأقل نفعا، على ما يبدو، بقيت بمفردها".
وبحسب رأيه، "لا تزال قافلة الـ "ناتو" تتحرك بسرعة الجمال الأكثر خمولاً في الحلف: كلما زادت حدة الخوف من روسيا، تقل القدرة على الحركة".
ولفت كوساتشيوف إلى أن "دول البلطيق والبولنديين والبريطانيين ما زالوا يعرجون في القافلة. من نقطة سيئة تماماً - لم يزداد منسوب الأمن في أوروبا نتيجة المشاورات التي أجريت في بروكسل - بلجيكا بالتأكيد، هذا إن لك يكن قد تراجع".
هذا وأعرب نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي عن أمله في أن يكون ذلك بسبب حقيقة أنه بعد المشاورات الروسية - الأمريكية السابقة، فإن واشنطن "ما زالت تفكر ولم تقل كلمتها الأخيرة بعد". وقال: "هذا ما حدّد طبيعة اجتماع اليوم لمجلس روسيا والـ"ناتو" في نوع "بين بين أي لا جيد ولا سيء".
وإذا كان الأمر كذلك، فإن اجتماع الغد في صيغة "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، مهدّد بأن يصبح تكرارا لتجربة اليوم: وهناك القليل من الوقت للتفكير وإعادة تشغيل النظام".
وفي الوقت نفسه، يعتقد البرلماني الروسي أن هذه ليست مجرد تجربة لا معنى لها بأي حال من الأحوال. "القطرة تخرق الصخر"، ويبقى علينا "حرمان هذه العملية من اليأس والتي تبذل بلادنا كل جهد ممكن ومستحيل من أجلها".
ومن المعروف أنه انعقدت مشاورات روسية أمريكية بشأن الضمانات الأمنية في جنيف - سويسرا يوم 10 يناير/كانون الثاني 2022.
وعند تقييم نتائجها، أشار نائب رئيس مجلس الاتحاد إلى أنه لأول مرة في الثلاثين عاما الماضية، كانت روسيا على قدم المساواة مع الأمريكيين في المفاوضات حول الضمانات الأمنية، وقال أيضاً إنه كان حواراً، وليس مناجاة منفردة لكل طرف.
إلى ذلك، أصبح اجتماع مجلس روسيا والـ "ناتو" في بروكسل بمثابة المرحلة الثانية من المشاورات بين روسيا والدول الغربية حول المقترحات الروسية بشأن الأمن الأوروبي، وستعقد المرحلة الثالثة في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا - النمسا في 13 يناير الجاري.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد الروسي
المصدر: تاس